الرد على ماجد شمسي باشا في إنكار علو الله وفي نقاشه مع محاوره

الرد على ماجد شمس باشا في إنكار علو الله على العرش

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قلتُ: كنت اتصفح الفيس فإذا بي أقف على دكتور اسمه ماجد شمسي باشا يتكلم في استواء الله على العرش

قال ماجد: أرسل إليَّ أحدهم رسالة يريد أن يتذاكى ويختبرني : هل أنا مسلم أم كافر بالنسبة لمعايير دينه ، فسألني هكذا مباشرة بلا سلام : وين الله؟

- فقلتُ : الله موجود بلا مكان ، وليس في كل مكان ، لأنّ المكان حيّز ، والحيّز مخلوق ، والقول بأنّ الله (فوق) أو (تحت) مستلزمٌ لوضع الله في ذلك الحيز ، وهذا مشكل من ثلاثة وجوه :

- الأول : وضع الله في حيز مستلزم لأن يكون الله جسماً موضوع في مساحة، وهذا القول كفر بإجماع الأمة، ومن ذلك ما روي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه : (المجسّم كافر) ، وقال : (من اعتقد أن الله جالس على العرش فهو كافر) . فإن قيل : الأثر لا يصح عن الشافعي !  فنقول : ذكره الإمام فخر الدين محمد بن محمد بن عثمان القرشي المصري الشافعي الشهير بابن المعلم في كتابه نجم المهتدي ورجم المعتدي ص: 551، وقد قال الذهبي في ترجمته: القاضي العادل وقال العسقلاني وحدث وكان فاضلاً. ثم قال ماجد ولم يتطرقوا إلى ما نسبه إلى الإمام الشافعي ، ولو كان كذباً ؛ لطارت كتب التراجم في فضحه لنسبته إلى الإمام الأعظم ما لم يقله ، فلا يغرّنك عواء الخوارج ونهيقهم في كذب هذا الإمام لمجرّد أنه مات متأخراً أو لم يعجبهم قوله ولم يجدوا له تخريجاً ، فتأمل .

- الثاني : أن ذلك المكان الذي هو الحيّز مخلوق ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيء غَيْره ) ، ثم الله خلق المكان ، فهو من خلقه ، فلو قلت بأنه حلَّ في مكان ؛ لم تختلف عن اليهود الذين قالوا : إن الله حلّ في عزير المخلوق ، وعن النصارى الذين قالوا : إن الله حل في المسيح المخلوق ، إذ تقول : إن الله حلّ في المكان المخلوق ، وهو الفوقية من جهة العرش ، ولما كان هذا باطل ، علمنا أن ما أدى إليه باطل كذلك .

- الثالث : لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيء غَيْره ) ، فأين كان الله قبل أن يخلق العرش؟ فإن لم يكن في مكان ، ثم صار فوق العرش -بإضافة لفظة ذاته كما يضيفها الخوارج والسلف بريئون منها- ؛ لزمك القول بأن الله تحرّك وتغير من مكان إلى مكان ، أو من حال إلى حال ، وإبراهيم عليه السلام لم يستدل على بطلان ألوهية الكواكب إلا بتغيّرها وحركتها أصلاً ، فكان قول الخوارج مستلزم لما استدل به إبراهيم على بطلان ألوهية الكواكب ، فيلزمهم القول ببطلان ألوهية الله تعالى ، ولما كان هذا باطل ، علمنا أن ما أدى إليه باطل كذلك .

- قال : قوله تعالى [ءَأَمِنْتُم مَنْ فِي السَّمَاء] ، فالله في السماء ، وهذه حجة عليك .

- قلتُ : وقال أيضاً : [وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَمَا كُنْتُم] ، فإما أن يكون معك الآن في الحمَّام ، أو أنت كافر لمخالفتك لصريح القرآن .

- قال : هو معي بعلمه حيث كنت .

- قلتُ : وهو في السماء أمره حيث كان ، فإن أوّلت الثّاني ؛ أوّلنا الأول ، ضرورة أنه ما من قائل بالفرق.

- فبُهت .

انتهى كلامه

الرد

قلتُ: سنرد عليه بالسلف الذي زعم أنه ينتمي إليهم

قوله (الله موجود بلا مكان ، وليس في كل مكان ، لأنّ المكان حيّز ، والحيّز مخلوق ، والقول بأنّ الله (فوق) أو (تحت) مستلزمٌ لوضع الله في ذلك الحيز) وقوله في آخر نقاشه (قال : قوله تعالى {ءَأَمِنْتُم مَنْ فِي السَّمَاء}، فالله في السماء، وهذه حجة عليك. قلتُ -يعني هو يقول لمناقشه-: وقال أيضاً : {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَمَا كُنْتُم}، فإما أن يكون معك الآن في الحمَّام ، أو أنت كافر لمخالفتك لصريح القرآن . قال : هو معي بعلمه حيث كنت قلتُ : وهو في السماء أمره حيث كان ، فإن أوّلت الثّاني ؛ أوّلنا الأول ، ضرورة أنه ما من قائل بالفرق فبُهت.) انتهى

الرد

فنقول أول ما بدأت به خاطئ بل الدليل من كتاب الله وسنة رسوله فأين دليلك من السلف أن الله بلا مكان؟ أو على العرش بلا مكان أو قولنا فوق العرش يعني تحيز؟ لا يوجد بل هذا كلام المتكلمة وقواعدهم ولن يجده عن أحد من السلف وحتى في حلمه، وأنت عقلك لا يدرك الملائكة وتريد أن تدرك الله ثم تريد أن تقول تحيز وكأنه مخلوق رأيت ذاته فعلمت أنه تحيز (انظر هذه المقالة بعنوان مناقشة عبد الرحمن بن مهدي مع الفتى الذي وقع في التشبيه)

أما الإجابة من السنة فحديث الجارية في صحيح مسلم أين الله؟ فقالت للرسول في السماء ونتحداكم أن تعترفوا بهذا دون تأويل من متأخريكم إلا بتأويل من السلف أصحاب القرون الثلاثة إلى العلماء المتقدمين! بل تحتاجون للمتأخرين من علمائكم حتى تؤولونه

وقوله "فوق" و"تحت" مستلزمٌ لوضع الله في ذلك الحيز وقوله {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَمَا كُنْتُم} احتج به على خصمه فقال له لو قمت بتأويل {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَمَا كُنْتُم} قمنا بتأويل {ءَأَمِنْتُم مَنْ فِي السَّمَاء} بأمر الله وليس الله وهذا باطل فالسلف هم الذين فسروا هذا وهذا والأدلة

1- قال إمام المفسرين الطبري في قوله {ءَأَمِنْتُم مَنْ فِي السَّمَاء}وهو الله! وليس كما يزعم ماجد أمره إنما هذا قول الخلف من شيوخه

2- نقل جبل الدنيا البخاري في علم الحديث عن سفيان الثوري: {‌وهو ‌معكم أينما كنتم} قال: علمه (انظر تخريجه في هذه المقالة) ونقل البخاري أيضاً عن الصحابي ابن مسعود في قوله: {ثم ‌استوى ‌على ‌العرش} قال: الله فوق العرش (انظر تخريجه في هذه المقالة) ونقل البخاري أيضاً في صحيحه ط التأصيل (ج9/ص336) عن مجاهد بن جبر من التابعين في قوله تعالى {استوى على العرش} فقال علا. وأيضاً عن أبي العالية في قوله {استوى إلى السماء}: ارتفع.

3- قال الضحاك بن مزاحم في قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} قال: هو على العرش، وعلمه معهم. قال أحمد بن حنبل عقب هذا: هذه السنة (انظر تخريجه هنا) ففسر إلا هو معهم أينما كانوا بالعلم ثم قال والله على العرش مع أن الآية كلها ليس فيها "العرش"! وإنما ينبهك الضحاك أن الله يُعرف على العرش وأما غير العرش فبعلمه وقيل للإمام أحمد بن حنبل: الله تبارك وتعالى فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه بكل مكان؟ قال: نعم على عرشه لا يخلو شيء من علمه (انظر تخريجه في هذه المقالة) وقال أبو الحسن الميموني للإمام أحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله قد بلينا بهؤلاء الجهمية ما تقول فيمن قال إن الله ليس على العرش قال: كلامهم كلهم يدور على الكفر (انظر تخريجه في هذه المقالة)

4- كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهاليكن ‌وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات. أخرجه البخاري في صحيحه ط السلطانية (ج9/ص124) فوق يعني على العرش!

قلتُ وعليه فهو يوهم الناس أننا نأخذ جميع النصوص على ظاهرها ثم يقول للناس هنا لم يقولوا بالتأويل في الاستواء وهنا في {وهو معكم أين ما كنتم} قاموا بالتأويل مع أن الآية كاملة لو قرأتها ستكشف فعلته والآية كاملة {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ! فسياق الآية واضح يدل على العلم وفيها استوى على العرش وفسرها السلف بأن الله فوق العرش! ولذلك فقوله منكر وإنما السلف هم الذين تكلموا في الاثنين وهو تبرأ من قول السلف في الاستواء وكأنه لا يدري شيئاً عن هذه الأقوال واعترف بقولهم في وهو معكم أين ما كنتم لأنها توافق مذهبه وإليك بقية أقوال السلف

قال يحيى بن أبي كثير الطائي اليمامي المتوفى 129 هجري من التابعين: يصعد الملك بعمل العبد مبتهجاً فإذا انتهى إلى ربه قال: اجعلوه في سجين فإني لم أُرَدْ بهذا (انظر تخريجه في هذه المقالة) فقوله يصعد أي من أسفل إلى فوق حتى إذا انتهى إلى ربه وربه أين؟ فوق العرش ويحيى بن أبي كثير هو الذي روى حديث الجارية عندما سألها سيد البشر أين الله؟ فقالت في السماء.

وقال أبو جعفر محمد بن مصعب العابد الدَّعَّاء: أشهد أنك فوق العرش فوق سبع سماوات ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة (انظر تخريجه في هذه المقالة)

وصح أنه قيل للإمام عبد الله بن المبارك: كيف نعرف ربنا؟ قال: هو على العرش فوق سبع سموات وعلمه وأمره في كل موضع (انظر تخريج قوله في هذه المقالة بالتفصيل)

وقال أبو عيسى الترمذي صاحب الجامع وتلميذ البخاري: علم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان ‌وهو ‌على ‌العرش كما وصف في كتابه (سنن الترمذي ت بشار ج5/ص326) فهذا قاطع جزماً في أن الترمذي يقصد الله نفسه على العرش لأنه ذكر علمه وقدرته وسلطانه في كل مكان ثم قال "وهو" فلو كان يقصد الترمذي الله على العرش بقدرته وسلطانه وعلمه لما ذكر بعده وفصله بـِ "وهو على عرشه" ولقال "هو على عرشه بقدرته وعلمه وسلطانه" فتأمل!

وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً ومصراً وشاماً ويمناً، فكان من مذهبهم أن الله تعالى على عرشه أحاط بكل شيء علماً (انظر تخريجه هنا)

ولم يقولوا قط أن الله بلا مكان أو أنه على العرش علو مكانة ومقام ورتبة (انظر هذه المقالة)، وأنت تتخيله بقواعد المتكلمة ولا تنقلون هذه الأقوال عن الصحابة والتابعين والأئمة المتقدمين لأنكم تبغضونها وتعرفون أن كلامكم لن يستقيم بذكرها

وأما قوله (ومن ذلك ما روي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه : (المجسّم كافر) ، وقال : (من اعتقد أن الله جالس على العرش فهو كافر) فإن قيل : الأثر لا يصح عن الشافعي! فنقول : ذكره الإمام فخر الدين محمد بن محمد بن عثمان القرشي المصري الشافعي الشهير بابن المعلم في كتابه نجم المهتدي ورجم المعتدي ص: 551، وقد قال الذهبي في ترجمته : القاضي العادل وقال العسقلاني وحدث وكان فاضلاً. ثم قال ماجد ولم يتطرقوا إلى ما نسبه إلى الإمام الشافعي ، ولو كان كذباً ؛ لطارت كتب التراجم في فضحه لنسبته إلى الإمام الأعظم ما لم يقله ، فلا يغرّنك عواء الخوارج ونهيقهم في كذب هذا الإمام لمجرّد أنه مات متأخراً أو لم يعجبهم قوله ولم يجدوا له تخريجاً ، فتأمل .)

قلتُ: تكلمت عن هذا المأثور عن الشافعي في مقالة أخرى بعنوان (مدى صحة قال الشافعي من قال أن الله جالس على العرش فهو كافر) وهو كذب لا شك وعجباً يأخذون قول في العقيدة بلا إسناد وهم نفسهم لا يقبلون في العقيدة خبر آحاد صحيح الإسناد! وأما قوله لم يتطرق الذهبي وابن حجر إلى تكذيب هذا الأثر فهو صحيح!! فهذا لا يُعرف في قواعد علم الحديث وهي قاعدة من كيسه اخترعها!. فكل أثر لا يتعرض له الذهبي وابن حجر والعلماء أصبح صحيحاً لهو محض هراء وحتى علماء الحديث الأشاعرة لا يقولون بهكذا قاعدة! وكأنه يقول أيضاً لابن المبارك الذي قال الإسناد من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء (انظر تخريج قوله في هذه المقالة) اذهب وألعب بعيداً فلست بسلفنا! ثم هذه القاعدة ستنقلب عليه فهذا يعني يجب عليه أن يقبل كل قول ليس له سند وهو نفسه سيتبرأ منها! لأنها ستضره وستضر مذهبه كثيراً وكمثال حديث الجلوس (انظر تخريجه هنا) الذي لا يعترف به ماجد وإسناده أبو إسحاق السبيعي عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب قال الذهبي (العرش ج2/ص155-156) فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم الذين هم سرج الهدى ومصابيح الدجى قد تلقوا هذا الحديث بالقبول وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره ونتحذلق عليهم؟، بل نؤمن به ونكل علمه إلى الله عز وجل. وللفائدة صحح ابن حجر نفس الإسناد لمتن آخر، قال ابن حجر في نتاج الأفكار ط ابن كثير (ج4/ص126) أخرجه ابن المنذر في التفسير من طريق شعبة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن خليفة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انقطع شسعه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون فقيل له في ذلك؟ فقال: ما ساءك فهو مصيبة وسند هذا الموقوف صحيح. انتهى كلام ابن حجر

فماذا تقول عن موقف الذهبي وابن حجر في هذا والذهبي لم ينقل قول الشافعي في تكفير الجلوس في كتابه العرش فكيف ينقل الذهبي هذا في تصحيح الجلوس ثم لا ينقل الخاص بالشافعي! فاسكت بحلم


وأما قوله (كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيء غَيْره)، فأين كان الله قبل أن يخلق العرش؟ فإن لم يكن في مكان ، ثم صار فوق العرش -بإضافة لفظة ذاته كما يضيفها الخوارج والسلف بريئون منها- ؛ لزمك القول بأن الله تحرّك وتغير من مكان إلى مكان، أو من حال إلى حال، وإبراهيم عليه السلام لم يستدل على بطلان ألوهية الكواكب إلا بتغيّرها وحركتها أصلاً ، فكان قول الخوارج مستلزم لما استدل به إبراهيم على بطلان ألوهية الكواكب ، فيلزمهم القول ببطلان ألوهية الله تعالى ، ولما كان هذا باطل ، علمنا أن ما أدى إليه باطل كذلك .)

قلتُ: السلف أنفسهم سئلوا عن هذا السؤال من أهل البدع كما يسأله هذا المبتدع وقالوا لا نعلم (انظر هذه المقالة بعنوان أين كان الله قبل خلق السماوات والأرض وقبل الخلق؟

وأما أنه قبل لم يكن هناك مكان ثم خلق المكان فهذه الحسبة غلط معلم! إذ لا علاقة لهذا والله هو الذي قال في القرآن استويت على العرش يعني بعد خلق العرش وصح أن بشر بن السري سأل الإمام حماد ‌بن ‌زيد البصري المتوفى 179 هجري فقال: يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا يتجول من مكان إلى مكان؟ فسكت حماد ثم قال: هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء (انظر تخريجه في هذه المقالة) قلت والشاهد قوله "هو في مكانه" يعني على العرش وقد صح عن حماد بن زيد أيضاً إنما الجهمية يدورون على أن يقولوا ليس ‌في ‌السماء ‌إله. أي على العرش (انظر تخريجه في هذه المقالة)

وأما قوله "بذاته" فنعم لم يرد عن السلف وأنا لا أقول بذاته، وأقدم من قاله من السلف أي من المتقدمين المُزني تلميذ الشافعي (انظر قول المزني في هذه المقالة)


وأما قوله (لزمك القول بأن الله تحرّك وتغير من مكان إلى مكان، أو من حال إلى حال) فباطل لأنك تظن أن الله كالبشر حتى خُيّل لك ذلك! قال البخاري قال الفضيل بن عياض: إذا قال لك الجهمي: أنا ‌أكفر برب يزول عن مكانه، فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء (انظر تخريجه في هذه المقالة) وبنحوه صح عن إسحاق بن راهويه فقال له إبراهيم بن أبي صالح الجهمي كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء فقال إسحاق بن راهويه: آمنت برب يفعل ما يشاء (انظر تخريجه في هذه المقالة) وقال يحيى بن معين إذا سمعت الجهمي، يقول: أنا كفرت برب ينزل، فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يريد (انظر تخريجه هنا) وأنتم لا تنقلون هذه النصوص لأنكم تبغضونها ثم تزعمون أنكم تنتمون إلى السلف فيا ليت شعري أي سلف هذا الذي تقصده!

هذا والله المستعان وبه العصمة

إرسال تعليق