مدى صحة سئل إسحاق بن راهويه عن حديث النزول أصحيح هو؟

قال أبو عبد الله أحمد بن سعيد بن إبراهيم الرباطي: حضرتُ مجلس الأمير عبد الله بن طاهر ذات يوم، وحضر إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، فسُئلَ عن حديث النزول: أصحيح هو؟

قال: نعم

فقال له بعض قُوّاد عبد الله: يا أبا يعقوب - يعني إسحاق بن راهويه -! أتزعم أنَّ الله ينزل كل ليلة؟

قال إسحاق: نعم

قال: كيف ينزل؟

فقال له إسحاق: أثبته فوق حتى أصف لك النزول.

فقال الرجل: أثبَتُّهُ فوق.

فقال إسحاق: قال الله عزَّ و جلّ: {وجاء ربك والملك صفا صفا} سورة الفجر الآية (22)

فقال الأمير عبد الله: يا أبا يعقوب! هذا يوم القيامة.

فقال إسحاق بن راهويه: أعَزَّ الله الأمير، ومَن يجئ يوم القيامة مَن يمنعه اليوم؟!. انتهى

وفي لفظ قال إبراهيم: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء فقال إسحاق بن راهويه: آمنت برب يفعل ما يشاء قال فرضي عبد الله كلامي وأنكر على إبراهيم.

وسيأتي ترجمة إبراهيم الجهمي هذا في نهاية المقالة فقد وصفه بالجهمي الإمام مسلم

حكم الأثر: صحيح ثابت

أخرجه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث ت الجديع (ص196-198) ومن طريقه إسماعيل الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (ج2/ص129) سمعت الحاكم أبا عبد الله يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: سمعت أحمد بن سعيد بن إبراهيم بن [وعند الأصبهاني: "أبا" بدل "بن" (1)] عبد الله الرباطي يقول: حضرت مجلس الأمير عبد الله بن طاهر فذكره. إسناده صحيح بلا ريب

- إبراهيم بن أبي طالب هو الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نوح بن عبد الله بن خالد بن أشرس المزكي النيسابوري الحافظ الزاهد شيخ خراسان (انظر سير أعلام النبلاء للذهبي ط الرسالة ج13/ص547 والأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم ت الأزهري ج1/ص127 وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب ج1/ص404 والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي ج13/ص72 وفتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده ص43)

- (1) قلت "بن" تصحيف والصواب "أبا" كما عند إسماعيل الأصبهاني

- الأمير عبد الله بن طاهر هو أبو العباس عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب الْخُزَاعِيّ أمير خراسان قال الخطيب وكان أحد الأجواد الممدحين والسمحاء المذكورين (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج11/ص162)

البيهقي في الأسماء والصفات ط السوادي (ج2/ص375) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا زكريا العنبري، يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي يقول: سمعت الحسن بن عبد العزيز الجروي، يقول: سمعت قاضي فارس يقول: قال إسحاق بن راهويه: دخلت يوماً على عبد الله بن طاهر فقال لي: يا أبا يعقوب، تقول إن الله ينزل كل ليلة؟ فقلت له: ويقدر فسكت عبد الله. قال أبو العباس: أخبرني الثقة من أصحابنا قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: دخلت على عبد الله بن طاهر فقال لي: يا أبا يعقوب، تقول إن الله ينزل كل ليلة؟ فقلت: أيها الأمير إن الله تعالى بعث إلينا نبياً، نقل إلينا عنه أخبار بها نحلل الدماء، وبها نحرم، وبها نحلل الفروج، وبها نحرم، وبها نبيح الأموال وبها نحرم، فإن صح ذا صح ذاك، وإن بطل ذا بطل ذاك قال: فأمسك عبد الله.

- الحسن بن عبد العزيز الجروي هو أبو علي المصري قال الدارقطني فوق الثقة جبل لم نر مثله فضلاً وزهداً (سؤالات الحاكم للدارقطني ص193)
- قاضي فارس لم أعرفه

ثم قال البيهقي (ج2/ص375) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أحمد بن سلمة، يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي - يعني ابن راهويه -، يقول: جمعني وهذا المبتدع يعني إبراهيم بن أبي صالح مجلس الأمير عبد الله بن طاهر فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها، فقال إبراهيم: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء قال فرضي عبد الله كلامي وأنكر على إبراهيم. هذا معنى الحكاية

وهذا إسناد صحيح

- أحمد بن سلمة هو أبو الفضل البزاز المعدل النيسابوري
- إبراهيم بن أبي صالح المبتدع قلت اسم أبي صالح هاشم قال الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري جهمي (انظر لسان الميزان ت أبي غدة ج1/ص299 والضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ج1/ص35)

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق