مدى صحة حديث حديث إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد

حديث إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد

أُعِلَّ هذا الحديث بعلل:

1- أن أبا إسحاق السبيعي اختلط بآخره. وهذا فيه نظر فقد رواه الثوري وقد سمع من أبي إسحاق قبل ان يختلط كم سيأتي

2- إسناده مضطرب فتارة يرويه عبد الله بن خليفة عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتارة على عمر موقوفاً من قوله، وتارة موقوفاً على عبد الله بن خليفة موقوفاً يعني عبد الله بن خليفة مرسلاً عن النبي. وهذا أيضاً غلط من قائله بل هو يدل على شهوته الشديدة في تضعيف مخالفاً بذاك قواعد علم الحديث المنتهية إلينا من قبل المتقدمين

3- قال ابن كثير ليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر. انتهى قلت وكلام ابن كثير في بعضه نظر فقد سمع عبد الله بن خليفة من عمر كما سيأتي

4- قالوا عبد الله بن خليفة مجهول وهذا فيه وجهة نظر مستقيمة في جهالته وزعم بعضهم أن السيوطي والهيثمي وثقا عبد الله بن خليفة قلت ارمِ بتوثيقيهما فكلاهما متساهلان من المتأخرين فالهيثمي يقول في يزيد بن أبي زياد الكوفي حسن الحديث! وهو ضعيف ضعفه جهابذة الأرض، ولكن قال أبو حاتم الرازي عن أحمد بن حنبل في حديث الجلوس أن رجلاً عند وكيع فغضب وكيع وقال أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها. فهذا فيه توثيق الراوي فالله أعلم وسيأتي ذكر مصادر كل هذا


قلت لا أدري ما موقف الأشاعرة من توثيق السيوطي وابن حبان! وأيضاً صحح ابن حجر هذا الإسناد كما سيأتي في متن آخر


سأذكره مختصراً ثم مطولاً

أما مختصراً

رواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر بن الخطاب قال: إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد.

هكذا موقوفاً من قول عمر بن الخطاب

وكذا في رواية عن وكيع عن إسرائيل مثل الثوري

ورواه جماعة منهم وكيع عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عن جده أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة، قال: فعظم الرب عز وجل وقال: وسع كرسيه السموات والأرض إنه ليقعد عليه جل وعز فما يفضل منه إلا قيد أربع أصابع وإن له أطيطا كأطيط الرحل إذا ركب.

وإسرائيل سمع من جده أبي إسحاق بعد الاختلاط قال أحمد بن حنبل سمع منه بأخرة يعني في اختلاطه وفي موضع آخر قال أحمد بن حنبل إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين سمع منه بآخرة وقال يحيى بن معين زكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية ‌وإسرائيل حديثهم عن أبي ‌إسحاق قريب من السواء وإنما أصحاب أبى ‌إسحاق سفيان وشعبة (مسائل أحمد بن حنبل رواية إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النيسابوري برقم 2205 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج2/ص331 وتاريخ ابن معين رواية الدوري ط البحث العلمي ج3/ص372)


والصواب متناً وسنداً ما رواه سفيان الثوري فهو جبل حفظه في السماء متقن ثبت سمع من أبي إسحاق قبل أن يختلط والكثير يغض الطرف ثم يقول لك اضطرب ولا يفصل أن إسرائيل سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط بينما إسرائيل ليس كذلك فالحق يجب أن يُقال، أتحبون أن تدخلوا في قوله تعالى {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}


أما بالنسبة لأولاً وثانياً: أبو إسحاق نعم كان قد اختلط لكن هذا رواه قبل أن يختلط لأن الراوي عنه سفيان الثوري وقد سمع من أبي إسحاق قبل أن يختلط

1) سفيان بن سعيد الثوري عن أبي إسحاق

أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة ت القحطاني (ج2/ص454 وج1/ص301) حدثني أبي وعبد الأعلى بن حماد النرسي، قالا: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر رضي الله عنه قال: إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد.

فإن قيل كتاب السنة لا يثبت فيه مجهولان فأقول نعم لكن قد توبعا أخرجه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة ط المعرفة (ج1/ص134) حدثنا المبارك بن عبد الجبار عن لفظه وكتابه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا أبو عمر بن حيوه أخبرنا موسى بن عبيد الله الخاقاني حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزار قال: حدثنا شيخنا وسيدنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب قال: إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل.

قال: الخاقاني وحدثني به عبد الله بن أحمد عن أبيه - يعني أحمد بن حنبل - عن عبد الرحمن بن مهدي مثله.

- المبارك بن عبد الجبار هو أبو الحسين الصيرفي المعروف بابن الطيوري ثقة مشهور

- أبو الحسن محمد بن عبد الواحد هو محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر المعروف بابن زوج الحرة أخو أبي عبد الله محمد وأبي يعلى أحمد قال الخطيب وكان صدوقاً (تاريخ بغداد ت بشار ج3/ص627)

- أبو عمر بن حيويه هو محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى بن معاذ الخزاز ثقة مشهور (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج4/ص205)

- موسى بن عبيد الله الخاقاني هو أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان قال الخطيب كان ثقة ديناً من أهل السنة وذكره يوسف القواس في شيوخه الثقات (تاريخ بغداد ت بشار ج15/ص62)

- أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي معروف ثقة

- الحسن بن الصباح البزار هو أبو علي البغدادي مشهور قال أبو حاتم الرازي صدوق وكان له جلالة عجيبة ببغداد وكان أحمد بن حنبل ‌يرفع ‌من ‌قدره ويجله (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص19)


وقال البزار: وقد روى هذا الحديث الثوري عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر موقوفاً.


2) إسرائيل عن أبي إسحاق واختلف عنه

1- وكيع عن إسرائيل واختلف عنه

عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة ت القحطاني (ج1/ص302) حدثني أبي، نا وكيع، بحديث إسرائيل عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر رضي الله عنه قال: إذا جلس الرب عز وجل على الكرسي. فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع فغضب وكيع وقال: أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث لا ينكرونها.

قلت وهذا يوافق رواية الثوري عن أبي إسحاق وفي كتاب السنة فيه مجهولان، لكن قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (ج9/ص165) قال أبو حاتم الرازي: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا وكيع بحديث في الكرسي، قال: فاقشعر رجل عند وكيع، فغضب، وقال: أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث، ولا ينكرونها.

- أبو حاتم الرازي هو إمام الجرح والتعديل ولكن لم يسق إسناده لنرى أهو متصل أم مرسل، وقال الذهبي في العلو للعلي الغفار ط أضواء السلف (ص158) قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه حدثنا وكيع عن إسرائيل بحديث إذا جلس الرب جل جلاله على الكرسي فاقشعر رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها رواها أبو حاتم عن أحمد.

والصواب فيه الإرسال

قال يحيى بن مَعين حديث عبد الله بن خَليفة، رواه وكيع مرسلاً (تاريخ ابن معين رواية الدوري ط البحث العلمي ج3/ص558) وما أراه إلا أنه يقصد هذا الحديث فليس هناك غيره

وقال ابن خزيمة في التوحيد ط الرشد (ج1/ص244) رواه وكيع بن الجراح، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، مرسلاً ليس فيه ذكر عمر، لا بيقين، ولا ظن، وليس هذا الخبر من شرطنا، لأنه غير متصل الإسناد لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل المنقطعات

الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج8/ص589) أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، قال: أخبرنا إسماعيل بن علي بن محمد بن عبد الله الفحام، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الصيدلاني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج أبو بكر المروذي، قال: حدثنا الحسين بن شبيب الآجري وكان هذا من النساك المذكورين، قال: أخبرنا أبو حمزة الأسلمي بطرسوس، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبي وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل ما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع، وإن له أطيطا ‌كأطيط الرحل الجديد.

قال أبو بكر المروذي: قال لي أبو علي الحسين بن شبيب: قال لي أبو بكر بن مسلم العابد حين قدمنا إلى بغداد: أخرج ذاك الحديث الذي كتبناه عن أبي حمزة فكتبه أبو بكر بن مسلم بخطه وسمعناه جميعاً، وقال أبو بكر بن مسلم: إن الموضع الذي يفضل لمحمد صلى الله عليه وسلم ليجلسه عليه. قال أبو بكر الصيدلاني: من رد هذا فإنما أراد الطعن على أبي بكر المروذي، وعلى أبي بكر بن مسلم العابد

- محمد بن عمر بن بكير هو أبو بكر محمد بن عمر بن بكير بن ود بن وداد قال الخطيب كان شيخا مستوراً ثقة من أهل القرآن (تاريخ بغداد ت بشار ج4/ص63)

- إسماعيل بن علي بن محمد بن عبد الله الفحام هو أبو الطيب قال البرقاني ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج7/ص308)

- أبو حمزة الأسلمي في عداد المجهولين وزاد ف الإسناد والد وكيع!

أبو بكر الخلال في السنة ط الراية (ج1/ص220) سمعت أبا بكر بن صدقة، قال: سمعت الحسن بن شبيب المغازلي، قال: قال أبو بكر بن سلم: أخرج التفسير الذي سمعناه من حديث وكيع بطرسوس، عن عيسى بن يونس، فإن فيه حديث أنه فضل من العرش فضلة، قال أبو بكر بن صدقة يعني في حديث عبد الله بن خليفة عن عمران - تصحيف صوابه عمر - أن العرش يئط به، قال الحسين بن شبيب: قال أبو بكر بن سلم: تلك الفضلة مجلس النبي صلى الله عليه وسلم الذي يجلس معه.

كذا فيه عيسى بن يونس وكتب الخلال تجد فيه تصحيفات فالله أعلم!

- أبو بكر بن صدقة هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة الحافظ قال الدارقطني ثقة ثقة. قلت مرتين ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج6/ص186)


2- أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري مرسلاً ليس فيه عمر

أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة ت القحطاني (ج1/ص305) من طريق عباس بن عبد العظيم العنبري والطبري في تفسيره ت شاكر (ج5/ص400) من طريق أبي إسحاق ‌أحمد ‌بن ‌إسحاق بن عيسى الأهوازي كلاهما عن أبي أحمد الزبيري - هو محمد بن عبد الله بن الزبير -، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة، قال: فعظم الرب عز وجل وقال: وسع كرسيه السموات والأرض إنه ليقعد عليه جل وعز فما يفضل منه إلا قيد أربع أصابع وإن له أطيطا كأطيط الرحل إذا ركب.


3- عبيد الله بن موسى عن إسرائيل مرسلاً ليس فيه عمر

الطبري في تفسيره ت شاكر (ج5/ص400) حدثني عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة! فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وأنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع ثم قال بأصابعه فجمعها وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، إذا ركب، من ثقله.


4- أبو عمرو عبد الله بن رجاء الغُداني عن إسرائيل مرسلاً ليس فيه عمر

الدارمي في النقض على المريسي ت الشوامي (ص158) وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة ط العاصمة (ج2/ص650) من طريق الحسين بن معدان كلاهما عن عبد الله بن رجاء، أبنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب. فقال: إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإنه ليقعد عليه، فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع، ومد أصابعه الأربع، وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركبه من يثقله.

قال أبو زرعة الرازي عبد الله بن رجاء حسن الحديث عن إسرائيل (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص55)


5- يحيى بن أبي بكير الكرماني عن إسرائيل متصلاً بذكر عمر بن الخطاب

البزار في المسند ط العلوم والحكم (ج1/ص457) من طريق أبي العباس الفضل بن سهل الأعرج وأخرجه أبو يعلى الموصلي أحمد بن علي بن المثنى كما في المقصد العلي للهيثمي (ج4/ص345) ومن طريقه الأحاديث المختارة (ج1/ص263) من طريق زهير بن حرب وأخرجه البيهقي في الصفات ت الفقيهي (ص48-49) من طريق أحمد بن منصور بن سيار وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد ط الرشد (ج1/ص244) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأخرجه ابن بطة في الإبانة ط الراية (ج7/ص178) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (ج1/ص4-5) وأخرجه الرافعي في التدوين في أخبار قزوين ط العلمية (ج1/ص116) من طريق العباس بن محمد الدوري وأخرجه ابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (ص227) من طريق محمد بن حبيب وأخرجه المقدسي في الأحاديث المختارة ت بن دهيش (ج1/ص264) والحسن بن أحمد العطار في فتيا وجوابها ت الجديع (ص75-76) وابن بطة في الإبانة ط الراية (ج7/ص178) والطبري محمد بن جرير في تفسيره ت شاكر (ج5/ص400) وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة ط العاصمة (ج2/ص650) من طريق عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة ط العاصمة (ج2/ص548) من طريق أبي بكر بن إسحاق والحسن بن ناصح وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة ط المكتب الإسلامي (ج1/ص251-252) من طريق إسماعيل بن سالم الصايغ عشرتهم عن يحيى بن أبي بكير قال: نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب تبارك وتعالى فقال: إن كرسيه وسع السموات والأرض [زاد القطواني: ثم قال بأصابعه فجمعها] وإن له لأطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله [ولفظ الرافعي وابن أخي ميمي: كأطيط الرحل الحديد من الثقل].

ولفظ ابن أبي عاصم فقط : فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: إن عرشه فوق سبع سموات وهذا غلط لعله من النساخ أو سبق قلم والصواب روية التسعة عن يحيى بن أبي بكير

وهذا غلط والصواب مرسلاً


3) شعبة بن الحجاج عن إسرائيل متصلاً غريباً

أخرجه محمد بن المظفر البزاز في حديث شعبة بن الحجاج (ص73) ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج2/ص125) حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خالد القاضي قال ثنا سعيد بن محمد قال ثنا سلم بن قتيبة قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب عن النبي عليه السلام في قوله عليه السلام {على العرش استوى} قال حتى يسمع أطيط كأطيط الرحل.

قال الخطيب قال لنا ابن غالب: قال أبو الحسن الدارقطني: تفرد به القاضي البوراني، قال: ابن غالب يقال إنه وهم والمحفوظ: عن ابن قتيبة، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، ‌وحديث ‌شعبة ‌موقوف

قلت وهو إسناد منكر غريب مرفوعاً من حديث شعبة وسياقه منكر وسعيد بن محمد مجهول لا يُعرف من ذا وقد تتبعت حديثه يخالف في بعض حديثه منه قال محمد بن المظفر في حديث شعبة (ص74) حدثنا محمد بن أحمد بن خالد قال ثنا سعيد بن محمد قال ثنا يزيد عن شعبة عن أبي فروة عن ابن أبي ليلى عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الفجر والمغرب. وأبو فروة غلط والصواب عمرو بن مرة كذا رواه وكيع بن الجراح عن شعبة به ورى حديث آخر وأصاب فيه وليس له شيء غير هذا ولا هو بالمشهور


وأما بالنسبة لثالثاً: في قول ابن كثير في سماع عبد الله بن خليفة نظر فأقول كلا بل سماعه ثابت من عمر بن الخطاب والدليل

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج6/ص174) قال أبو قطن - عمرو بن الهيثم - عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة: أن شسع عمر انقطع فاسترجع قال قلت: يا أمير المؤمنين. وقال ابن حجر في نتاج الأفكار ط ابن كثير (ج4/ص126) أخرجه ابن المنذر في التفسير من طريق شعبة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن خليفة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انقطع شسعه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون فقيل له في ذلك؟ فقال: ما ساءك فهو مصيبة وسند هذا الموقوف صحيح. انتهى كلام ابن حجر

وأخرجه هناد بن السري في الزهد ت الفريوائي (ج1/ص245) حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن ‌عبد ‌الله ‌بن ‌خليفة قال: كنت مع ‌عمر في جنازة فانقطع شسعه فاسترجع ثم قال: كل ما ساءك مصيبة.

قلت عجيب تصحيح ابن حجر فهو الذي قال في تقريب التهذيب ت عوامة (ص301) عبد الله بن خليفة مقبول. قلت يعني ضعيف إلا إذا تابعه آخر فهو صحيح

قلت وحسبك بشعبة فأنه يدقق في السماع وهذا يدل على أن أبا إسحاق سمع من عبد الله بن خليفة لأن شعبة نفسه قال كفيتكم تدليس أبي إسحاق (انظر تخريج قول شعبة بن الحجاج في هذه المقالة)

ولكن يبقى القول في توثيق عبد الله بن خليفة محل نظر فذكره البخاره وأبو حاتم الرازي ولم يذكرا فيه توثيقاً ولا جرحاً وقد تتبعت حديثه فلم أجد له شيئاً منكراً

خلاصة الأثر: أقول لا أدري فمن صححه لا أنكر عليه وذلك لقول وكيع بن الجراح أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها. وأقول الله أعلم وليس كمثله شيء

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق