حكم الخبر: موضوع مكذوب
نقل الشيخ جيل الصادق وهو رجل من أهل البدع على موقعه فقال: قال ابن المعلّم القرشيّ في سرد مسائل يكفر معتقدها: «وهذا مُنْتَظمُ مَن كفرُهُ مُجمعٌ عليه، ومَن كفّرناه من أهل القبلة كالقائلين بخلق القرآن وبأنه - تعالى ـ لا يعلم المعدومات قبل وجودها، ومَن لا يؤمن بالقَدَر، وكذا مَن يعتقد أن الله جالس على العرش كما حكاه القاضي حسين عن نصّ الشافعيّ» اهـ.
ونقل أيضاً فقال: وقال كذلك -قلتُ: يعني ابن المعلم- ثبت أن الشافعيّ قال: من قال: الله جالس على العرش كافر. وأشار في الهامش "نجم المهتدي ورجم المعتدي، ابن المعلم القرشيّ، ص 555"
قلتُ: أما الأول فقد وقفت عليه كما سيأتي، وأما الثاني "ثبت أن الشافعيّ قال: من قال: الله جالس على العرش كافر" فلم أقف عليه فراسلت الشيخ جيل الصادق على الواتس آب من رقمه الموجود على صفحته في الفيس بوك فرد عليّ وقال هي في المخطوطة يعني الأصل برقم (ق/٢٨٧) ثم أرسل لي صورة عن المخطوطة وخلفية الصورة كانت موقع سحنون وهو موقع من أهل البدع (انظر كيف رد موقع سحنون هذا الأثر عن الشافعي في الصوفية) وكان في الصورة النقل الأول وليس الثاني! وأصريت عليه مؤكداً جملة "ثبت أن الشافعيّ قال: من قال: الله جالس على العرش كافر" ولكن لم يأتِ بالدليل ووالله لم أراسله إلا لكي لا أتهمه بالكذب وانظر من أين أخذه ثم زعم أنه ليس الشيخ جيل الصادق إنما هو كالمشرف على موقعه أو كما قال قلتُ وهذا أمر عظيم فالجملة ليست في الكتاب وبالتالي فهو قد أصبح متهماً
فأقول: قال فخر الدين محمد بن محمد بن عثمان بن عمر ابن المعلم القرشي المتوفى 725 هجري وهو أشعري العقيدة في نجم المهتدي ورجم المعتدي بتحقيق بلال محمد حاتم السقا ط دار التقوى (ج2/ص430) ونقل الشيخ الإمامُ أقضى القضاة نجم الدين في كتابهِ المُسمَّى: «كفاية النبيه في شرح التنبيه» في قول الشيخ أبي إسحاق رضيَ اللهُ عنهُ في باب صفة الأئمة: ولا تجوز الصلاةُ خلفَ كافر لأنَّه لا صلاة له، وكيف يقتدى به ؟!، قال: وهذا ينظمُ مَنْ كُفْرُهُ مُجْمَعٌ عَلَيهِ وَمَنْ كَفَّرْنَاهُ مِنْ أَهْلِ القبلة؛ كالقائلين بخلق القرآنِ، وبأنَّهُ لا يعلم المعدوماتِ قبل وجودها، ومَنْ لا يؤمن بالقدر، وكذا مَنْ يعتقد أنَّ اللهَ جالس على العرش، كما حكاه القاضي الحسين هنا عن نص الشافعي رضي الله عنه. انتهى
فقال محمد شمس الدين شيخ معاصر على موقعه كذب وسماه "إسماعيل" ابن المعلم القرشي وقال مات 714 هجري قلتُ: خلط بينه وبين إسماعيل بن عثمان بن عبد الكريم الدمشقي وكان إسماعيل ديناً لا يكذب ومثل محمد شمس الدين معاصر آخر لم أعرفه على موقعه ولكنه لم يخلط في الأسماء قلتُ وهذا تسرع في رمي التهم ولم ينتبها أنه نقله عن ابن الرفعة ثم انتبه محمد شمس الدين وذلك في فيديو له ولكن لم يغير ما في موقعه فكأنه نسي قلتُ ولم يكذب بل هو بنصه في كفاية النبيه في شرح التنبيه لنجم الدين ابن الرفعة المتوفى 710 هجري ط العلمية (ج4/ص24) حيث قال "ولا تجوز الصلاة خلف كافر؛ لأنه لا صلاة له؛ فكيف يقتدى به، وهذا ينظم من كفره مجمعٌ عليه، ومن كفرناه من أهل القبلة: كالقائلين بخلق القرآن، وبأنه لا يعلم المعدومات قبل وجودها، ومن لا يؤمن بالقدر، وكذا من يعتقد أن الله جالس على العرش؛ كما حكاه القاضي الحسين هنا عن نص الشافعي، وقد وقع الكلام في هذا الباب، في كتاب الشهادات؛ فليطلب منه". انتهى
حسين القاضي هو الحسين بن محمد بن أحمد المروزي الشافعي المتوفى 462 هجري فلا أدري قوله حكاه القاضي الحسين عن نص الشافعي راجع إلى من اعتقد أن الله جالس على العرش أم على الكلام الأول! ولا شك هذا كذب على الشافعي فلا إسناد والعبرة بالإسناد وانظر تخريج (أثر عمر بن الخطاب في الجلوس في هذه المقالة بالتفصيل) وقد رأيت دكتوراً يزعم وما أراه إلا ناسخاً من موقع سحنون وغيره أنه ثابت فذهب ينقل قول الذهبي وابن حجر في عدالة ابن المعلم! وهذا من الباطل في علم الحديث فالأمر ليس في ابن المعلم بل بالإسناد إلى الشافعي فبين ابن المعلم وابن الرفعة المتوفيان في القرن السابع والشافعي المتوفى في القرن الثاني 5 قرون. وبين ابن الرفعة والقاضي الحسين قرنين ونصف وبين القاضي حسين والشافعي قرنين ونصف وهو الدكتور نفسه لو أتيت له بقول ضد مذهبه بلا إسناد تجده ينكر!
ورحم الله الإمام ابن المبارك قال: الإسناد من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء (انظر تخريج قوله في هذه المقالة)
وقال الإمام يحيى بن سعيد القطان: لا تنظروا إلى الحديث ولكن انظروا إلى الإسناد فإن صح الإسناد وإلا فلا تغتر بالحديث إذا لم يصح الإسناد (انظر تخريجه في هذه المقالة)
هذا والله المستعان