سأل بشر بن السري الإمام حماد بن زيد البصري فقال: يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا يتجول من مكان إلى مكان؟ فسكت حماد ثم قال: هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء.
قلت قوله "هو في مكانه" يعني أثبت أن الله على العرش وقد صح عن حماد بن زيد إنما الجهمية يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله. أي على العرش (انظر تخريجه في هذه المقالة)، وقوله "كيف شاء" أي كيف شاء نزل وفيه إثبات أن لله كيفية وليس كما يزعم أهل البدع أنه بلا مكان ولا كيف له مطلقاً
حكم الخبر: صحيح
أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير ط العلمية (ج1/ص143) وأبو بكر الخلال في السنة كما عند ابن تيمية في مجموع الفتاوى ط مجمع الملك (ج5/ص376) كلاهما عن جعفر بن محمد الفريابي حدثنا أحمد بن محمد المقدمي حدثنا سليمان بن حرب قال: سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال: يا أبا إسماعيل فذكره.
- جعفر بن محمد الفريابي هو أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن المستفاض مشهور صاحب التصانيف
- أحمد بن محمد المقدمي هو أبو عثمان أحمد بن محمد بن أبي بكر البصري قال ابن أبي حاتم الرازي صدوق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج2/ص73 وتاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج6/ص69)
وقد توبع المقدمي تابعه الجبل أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي
أخرجه ابن بطة في الإبانة كما عند ابن تيمية في مجموع الفتاوى ط مجمع الملك (ج5/ص376) فقال: حدثني أبو القاسم حفص بن عمر الأردبيلي حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا سليمان بن حرب قال سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال: يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء {ينزل الله إلى سماء الدنيا} أيتحول من مكان إلى مكان؟ فسكت حماد بن زيد ثم قال: هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء.
- أبو القاسم حفص بن عمر الأردبيلي قال الخليلي ثقة عالم إمام (انظر ترجمته في الإرشاد للخليلي ط الرشد ج2/ص780)
ابن بطة في الإبانة الكبرى ط الراية (ج7/ص203) حدثني أبو القاسم، قال: ثنا أبو حاتم، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال: يا أبا إسماعيل، الحديث الذي جاء ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا قال: حق كل ذلك كيف شاء الله.
هذا الله أعلم