قال النبي في زكاة الفطر أغنوهم في هذا اليوم أي الفقراء.
حكم هذه الزيادة في آخر الحديث: منكرة ضعيفة اضرب عليها وبسبب هذه الزيادة يقول بعض الناس الإغناء يحصل بالمال أيضاً ولا يتعرضون للسند فتأمل!
أخرجها حميد بن زنجويه في الأموال (ج3/ص1251) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين وأخرجها محمد بن الحسن الشيباني في الأصل ت الأفغاني (ج2/ص246) وأخرجها بن وهب في الجامع ت رفعت فوزي (ص115) ومن طريقه البيهقي في الخلافيات ت النحال (ج4/ص323) من طريق محمد بن سعيد وأخرجها الدارقطني في سننه (ج3/ص89) من طريق وكيع بن الجراح وأخرجها إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى كما عند ابن قدامة في المغني ت التركي (ج4/ص300-301) عن يزيد بن هارون خمستهم عن أبي معشر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنا نؤمر أن نخرجها، قبل أن نخرج إلى الصلاة، ثم يقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المساكين إذا انصرف، وقال: أغنوهم عن الطواف [وعند الشيباني: عن المسألة] في هذا اليوم.
ولفظ وكيع فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر، وقال: أغنوهم في هذا اليوم.
ولفظ يزيد بن هارون كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر به، فيقسم قال يزيد: أظن هذا يوم الفطر ويقول: أغنوهم عن الطواف فى هذا اليوم.
وأخرجها البيهقي في السنن الكبرى ط العلمية (ج4/ص292) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود العتكي الزهراني وسعيد بن منصور في سننه كما عند ابن قدامة في المغني ت التركي (ج4/ص298) كلاهما (أبو الربيع وسعيد بن منصور) عن أبي معشر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج زكاة الفطر عن كل صغير وكبير وحر ومملوك صاعاُ من تمر أو شعير قال: وكان يؤتى إليهم بالزبيب والأقط فيقبلونه منهم وكنا نؤمر أن نخرجه قبل أن نخرج إلى الصلاة فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسموه بينهم، ويقول: أغنوهم عن طواف [وعند سعيد بن منصور: الطلب] هذا اليوم.
قلت هذه الزيادة منكرة لا تصح ومدارها على أبي معشر وهو نجيح بن عبد الرحمن المدني السنْدي وإليك أقوال بعض العلماء
قال علي بن المديني كان شيخاً ضعيفاً ضعيفاً يحدث عن نافع بأحاديث منكرة (سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني ص100-101) قلت "ضعيفاً" مكررة مرتين وليس أنني كررتها فليعلم!
وقال يحيى بن معين أحاديثه عن نافع وغيرها فليس بشيء ومرة قال ليس بشيء ومرة ضعيف (انظر كتاب من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال ص90 وتاريخ ابن معين رواية الدوري ت أحمد محمد نور سيف ج3/ص160 ورواية الدارمي ص220)
وقال أبو حفص عمرو بن علي الفلاس ما روى عن المقبري، وهشام بن عروة، ونافع، وابن المنكدر فهي ردية لا تكتب (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج15/ص591)
قلت وهنا يروي عن نافع فكان زيادته منكرة وقد تفرد بها عن سائر أصحاب نافع الثقات
وقال البخاري ضعيف لا أروي عنه شيئاً ولا أكتب حديثه (العلل الكبير للترمذي ص394)
وقال البيهقي هذا الخبر غير ثابت وراويه أبو معشر نجيح السندي وهو ممن اختلط في آخر عمره وبقي في ذلك سنين حتى كثرت المناكير في روايته وتعذر تمييزه فبطل الاحتجاج به (الخلافيات للبيهقي ت النحال ج4/ص323)
وضعفه هذه الزيادة ابن القيسراني فقال أبو معشر نجيح المدني ضعيف وهذه الزيادة: "أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم" يقوله نجيح وحده عن نافع. انتهى
قلت وضعفها النووي وابن حجر (انظر ذخيرة الحفاظ ج1/ص481 والمجموع شرح المهذب للنووي ط دار الفكر ج6/ص126 وبلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر ت الزهيري ص180)
ورواه ابن عساكر في تخريجه لأحاديث المهذب، بلفظ: أغنوهم عن السؤال ثم قال: حديث غريب جداً من هذا الوجه بهذا اللفظ وليس إسناده بالقوي. انتهى ذكره ابن الملقن
وأخرجها أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني في الجزء الثالث عشر من فوائده (ص23) والخطيب في المتفق والمفترق (ج2/ص1018) كلاهما عن القاضي أبي القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي في كتابه اليتامى بغداد، نا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، نا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، نا يحيى بن زكريا بن شيبان، نا سليمان بن بلال المدني أبو عبد الله مولى الحسن [وعند الخطيب: الحسين بالياء] بن زيد قدم علينا الكوفة، قال: نا الحسن [وعند الخطيب: الحسين] بن زيد، عن القاسم بن عبد الله، عن يحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراج صدقة الفطر قبل الصلاة، وقال: أغنوهم عن السؤال.
إسناده موضوع مكذوب
- أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد هو ابن عقدة الهمداني متهم بالكذب وبعضهم قواه
- يحيى بن زكريا بن شيبان مجهول
- أبو عبد الله سليمان بن بلال المدني مولى الحسين بن زيد مجهول
- الحسين بن زيد بن علي الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي
- القاسم بن عبد الله هو القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص المدني العمري قال الإمام أحمد بن حنبل كذاب كان يضع الحديث ترك الناس حديثه وقال يحيى بن معين ضعيف ليس بشيء وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث وقال أبو زرعة الرازي ضعيف لا يساوي شيئاً متروك الحديث منكر الحديث (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص111-112)
ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج1/ص191) أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن الزهري عن عروة عن عائشة قال: وأخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: وأخبرنا عبد العزيز بن محمد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قالوا: [وفي آخره] أغنوهم يعني المساكين عن طواف هذا اليوم .
إسناده ساقط هالك من أجل محمد بن عمر وهو الواقدي متهم بالكذب قال يحيى بن معين كان الواقدي يضع الحديث وضعاً (المشيخة للنسائي ص76) وقال إسحاق بن راهويه هو عندي ممن يضع الحديث وقال الشافعي كتب الواقدي كذب وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص21) وقال ابن حجر ما كان الواقدي يستحي من الكذب في صدر الحديث: أن مكة أحب الأرض إلى الله وفي آخره: أن المدينة أحب الأرض إلى الله، فسبحان من خذله حتى روى هذه الأشياء المتناقضة والعجب من الحاكم يدخل في الصحيح هذه الأباطيل مع معرفته بضعف رواتها (إتحاف المهرة لابن حجر ج4/ص185)
هذا والله أعلم