مدى صحة قال أحمد بن حنبل استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر

مدى صحة الخبر قال أحمد بن حنبل: استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر

قال أحمد بن حنبل: استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر.

حكم الخبر: لا أصل له منكر أي لا إسناد (وانظر الصحيح عن أحمد بن حنبل في الاستواء في هذه المقالة)

نقله جيل الصادق على موقعه ثم نسبه إلى تقي الدين أبي بكر الحصني الدمشقي المتوفى 829 هجري قلت وهو في دفع شبه من شبّه وتمرّد بتحقيق الكوثري ط المكتبة الأزهرية للتراث (ص29) وسُئل الإمام أحمد قدس الله روحه عن الاستواء فقال: (هو كما أخبر لا كما يخطر بالبشر).

قلتُ الشيخ جيل الصادق أمره عجيب فإن قلتَ لماذا؟

أقول: هو نفسه نقل عن الإمام مالك بن أنس في مقالة على موقعه بعنوان "قول الإمام مالك في الاستواء" في الاستواء "الكيف غير معقول" "وكيف عنه مرفوع" ثم قال "وليس الأمر كما تزعم الْمُشَبِّهة، الذين يحرّفون الرواية فيقولون إنّ الإمام مالك قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول." ثم قال جيل الصادق على صفحته على الفيس بوك "ثم ليعلم أن قول: (والكيف مجهول) هذه الكلمة لا إسناد لها عن الإمام مالك رضي الله عنه ولا عن غيره من السلف الأكابر".

قلتُ: الحصني نفسه الذي نقل عنه جيل الصادق قول أحمد نفسه في (ص31) نقل عن مالك بن أنس "الاستواء معلوم والكيف مجهول" ثم قال الحصني "فنفى العلم بالكيف فمن استدل بكلامه على أنه سبحانه وتعالى فوق عرشه فهو لجهله وسوء فهمه". انتهى كلام الحصني

فالمقصد اعترف الحصني بهذا اللفظ ولم ينكره ولم يقل نفى الكيف بل العلم بالكيف، فتأملوا كيف يختارون الأقوال ثم يخفون التي لا تناسبهم

وأما قوله لا إسناد لها فهو غير صحيح بل ورد مسنداً (انظر تخريج قول مالك في هذه المقالة) وكذلك الأشاعرة المتأخرين لا يثبتون هذا اللفظ "الكيف مجهول" للإمام مالك، وأما قوله أنه لم يرد هذا ولا عن غيره من السلف قلت قد ورد ورد في النزول عن أبي جعفر الترمذي الشافعي المتوفى 295 هجري قال الدارقطني فيه ثقة مأمون "النزول معقول، ‌والكيف مجهول" (انظر تخريجه في هذه المقالة)

وروى تقي الدين الحصني شيئاً آخر (ص31) فقال: وسُئل الإمام الشافعي قدس الله روحه عن الاستواء فقال: (آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك)

قلت وهذا لا أصل له أيضاً ولا وجود له في المسانيد لكن لعل بعضهم قالوها له ثم هو علّقها يدلس بها أو وجدها في صحيفة من هنا وهنا.

وقلت ويعمد بعضهم فيقول كتاب السنة لأبي بكر الخلال فيه مجاهيل وكذلك السنة لعبد الله بن أحمد فيه مجهولان قلتُ هذا كان سابقاً أما الآن فقد وقفنا على بعض توثيقه (انظر هذه المقالة) لكن هم يخالفون قاعدتهم ثم يحتجون بشخص توفي في القرن الثامن وبلا إسناد! وقد ناقشت رجلاً على مواقع التواصل قلت له روى الخلال بإسناده إلى حماد بن زيد قال الله في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء. فما معنى "مكانه" فقال كتاب الخلال فيه 5 مجاهيل وهو يفتخر، ولا يقبل. فقلت له لكن الخلال قد توبع تابعه العقيلي فرواه في الضعفاء الكبير بنفس إسناد الخلال فتفاجئ ولم يعد يدري ما يقول! (انظر تخريج قول حماد في هذه المقالة)

هذا والله المستعان

إرسال تعليق