انتشر في المواقع (يروي ابن كثير في البداية والنهاية عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - مر عليه يوماً وهو جالس في رهط (جماعة ) من القوم فَقَالَ :
" إِنَّ فِيكُمْ لَرَجُلاً ضَرْسُهُ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ جبل أُحُدٍ"
كان إخباراً من رسول الله أن واحداً منهم سيكون من أهل النار ، وياله من إخبار من الصادق المصدوق .. فقد حق على أحدهم!
فمات القوم كلهم على خير على الإسلام والايمان ،
ولم يبق منهم إلا أبا هريرة و رجلاً من بني حنيفة اسمه
" الرَّجَّال بن عنفوة " ،
وكان من الذين وفدوا على رسول الله فلزمه وتعلم منه وحفظ القرآن و الأحكام وجدّ في العبادة...إلخ طويلة)
حكم القصة: ضعيفة جدًا وسيأتي الصحيح في آخر المقال
أخرجها الطبري في تاريخه (ج3/ص287) والدارقطني في المؤتلف والمختلف معلقًا (ج2/ص1063) من طريق شعيب، عن سيف، عن طلحة، عن عكرمة، عن أبي هريرة، وعبد الله بن سعيد عن أبي سعيد عن أبي هريرة، قال: قد كان أبو بكر بعث إلى الرجال فأتاه فأوصاه بوصيته، ثم أرسله إلى أهل اليمامة، وهو يرى أنه على الصدق حين أجابه قالا: قال أبو هريرة: جلست مع النبي ص في رهط معنا الرجال ابن عنفوة، فقال: إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من أحد...إلخ.
إسنادها هالك ضعيف جدًا
- سيف هو سيف بن عمر الضبي التميمي الكوفي قال الإمام ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات (المجروحين لابن حبان ت حمدي ج9/ص439) وقال الإمام أبو حاتم الرازي متروك الحديث، يشبه حديثه حديث الواقدي وقال الإمام يحيى بن معين ضعيف (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج9/ص439) وقال الإمام الدارقطني متروك (سؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص34)
وأخرجها الطبري في تاريخه (ج3/ص289) حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن شيخ من بني حنيفة، عن أبي هريرة، أن رسول الله ص قال يوما- وأبو هريرة ورجال بن عنفوة في مجلس عنده: لضرس أحدكم أيها المجلس في النار يوم القيامة أعظم من أحد....إلخ.
إسنادها هالك ضعيف جدًا ابن حميد هو محمد بن حميد الرازي متروك والشيخ من بني حنيفة مجهول
وأخرج الطبراني في المعجم الكبير (ج4/ص283) حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا الحسين بن جمهور، ثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا عبد الله بن نوح، عن محمد بن سهل بن أبي حثمة، عن رافع بن خديج، قال: كان بالرجال بن غنمويه [الصواب: بن عنفوة] من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء عجب...إلخ.
إسناده ضعيف جدًا الواقدي هالك
وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى ط الخانجي (ج1/ص273) أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال: حدثني الضحاك بن عثمان، عن يزيد بن رومان، قال محمد بن سعد: (ح) وأخبرنا علي بن محمد القرشي، عن من سمى من رجاله، قالوا دون حديث الضرس.
إسناده ضعيف جدًا محمد بن عمر الأسلمي هو الواقدي هالك متهم بالكذب والطريق الآخر معضل
وأخرج الحميدي في مسنده (ج2/ص297) ثنا سفيان، قال: ثنا عمران بن ظبيان، عن رجل من بني حنيفة، أنه سمعه يقول: قال أبو هريرة: أتعرف رجالا؟ قلت: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ضرسه في النار أعظم من أحد، فكان أسلم ثم ارتد ولحق بمسيلمة...إلخ
إسنادها ضعيف جدًا
- عمران بن ظبيان ضعيف قال البخاري فيه نظر (التاريخ الكبير للبخاري ج6/ص424) وقال ابن حبان كان ممن يخطىء، لم يفحش خطؤه حتى يبطل الاحتجاج به، ولكن لا يحتج بما انفرد من الأخبار (المجروحين لابن حبان ت حمدي ج13/ص105) وقال أبو حاتم الرازي يكتب حديثه (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص300) وقال يعقوب الفسوي ثقة، من كبراء أهل الكوفة يميل إلى التشيع ومرة قال كوفي لا بأس به (المعرفة والتاريخ ج3/ص98 وص190)
- رجل من بني حنيفة مجهول العين
لكن صح عن أبي هريرة كما في صحيح مسلم في باب ضرس الكافر في جهنم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد.
وأخرج أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج32/ص10-13) حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي حيان التيمي، حدثني يزيد بن حيان التيمي قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم [وفيه قال زيد بن أرقم] إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد.
إسناده صحيح قال الشيخ شعيب الأرنؤوط وهذا في حكم المرفوع قلت وهو كما قال
هذا والله أعلم