مدى صحة قال عبد الله بن مسعود لهم الهناء وعليه العناء

عن عبد الله بن مسعود أنه قال في الأرث المكتسب من المال الحرام: لهم الهناء وعليه العناء.

ليس هكذا لفظه

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج7/ص550) من طريق سفيان الثوري ومنصور ‌بن المعتمر كلاهما عن سلمة بن كهيل، عن ذر بن عبد الله، عن ابن ‌مسعود، قال: جاء إليه رجل فقال: إن لي جارا يأكل ‌الربا، وإنه لا يزال يدعوني، فقال: مهنؤه لك، وإثمه عليه.

قال سفيان -يعني الثوري-: فإن عرفته بعينه فلا تصبه.

صحيح وهذا مرسل أي منقطع بين ذر بن عبد الله المرهبي الهمداني وابن مسعود

طريق آخر متصل صحيح

أخرجه الروياني في المنتقى من مسنده ط الأمل (ص80) من طريق الجبل يحيى بن سعيد القطان وبكر بن بكار القيسي في جزءه ت تكلة (ص163) والبيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج7/ص525) من طريق يعلى بن عبيد ثلاثتهم عن مسعربن كدام، عن جواب التيمي، عن الحارث بن سويد قال: قال رجل لابن مسعود: فذكره.

ولفظ البيهقي: إن لي جارا ولا أعلم له شيئا إلا خبيثا أو حراما وإنه يدعوني فأحرج أن آتيه وأتحرج أن لا آتيه، فقال: إنها واجبة، فإنما وزره عليه.

قال البيهقي: جواب التيمي فيه نظر، ولا أدرى هل حفظ قوله. قلت ليس فيه نظر وقد صحح الأثر أحمد بن حنبل فيما نقله ابن رجب عنه (جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط ج1/ص201) وقد وثقه يحيى بن معين ووثقه الدارقطني أيضاً (سنن الدارقطني ج2/ص95) وضعفه ابن نمير لإرجائه قلت لا يضر فهو في الرواية صدوق والدليل على ثقته أن سفيان الثوري لم يكتب عنه لإرجائه ثم عاد وكتب عن رجل عنه (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف ج2/ص535-536) وقال ابن عدي لم أرى له حديثاً منكراً في مقدار ما يرويه وكان يرمى بالإرجاء (الكامل لابن عدي ط العلمية ج2/ص438) قلت وله أثر آخر صحيح قد توبع عليه (انظره هنا)

وفي مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه لإسحاق بن منصور الكوسج المروزي ط الهجرة (ج2/ص18) حيث قال الكوسج لأحمد بن حنبل: إن لي جاراً يأكل الربا، وإنه يدعوني؟ قال -يعني أحمد-: أما أنا فإذا كان أكثر مال الرجل حراماً فلا يعجبني أن آكل من ماله. قال إسحاق: كما قال، ومعنى قول ابن مسعود ليس بمخالف لما قلنا

وقد توبع مسعر بن كدام تابعه أبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني

أخرجه علي بن محمد الحميري في جزءه ط الرشد (ص61) حدثنا أبو كريب، حدثنا ابن إدريس، حدثنا الشيباني، ومسعر، عن جواب بن عبيد الله، عن الحارث بن سويد، قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود، فقال: إن لي جارا لا يتورع من شيء فذكر الربا وغيره، ونحتاج فنستقرضه، ويدعونا فنجيبه، قال: إذا أعسرتم فاستقرضوا منه، وإذا دعاكم فأجيبوه، فإن لكم المهنأ وعليه الوزر.

- أبو كريب هو محمد بن العلاء الهمداني الكوفي ثقة حافظ
- ابن إدريس هو عبد الله بن إدريس الأودي
- جواب بن عبد الله التيمي الكوفي مرجئ ولكنه ثقة في الرواية قال أبو هارون محمد بن خالد الخراز سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين الكوفي سمعت سفيان الثوري يقول: مررت بجرجان وبها جواب التيمي فلم أكتب عنه ثم كتبت عن رجل عنه، قلت لأبي نعيم ولم لم يكتب عنه؟ قال: لأنه كان مرجئاً. وقال الكوسج عن يحيى بن معين ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف ج2/ص535-536)

هذا والله أعلم وبه التوفيق

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق