قال عمر بن عبد العزيز: من أراد أن يصحبنا فليصحبنا بخمس أو فليفارقنا: يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها ، ويعيننا على الخير بجهده ، ويدلنا على مالاُ نهتدي إليه من الخير ، ولا يغتابن عندنا أحداً ، ولا يعرضن لما لا يعنيه.
حكم الأثر: حسن لغيره
قلت ذكره عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري المتوفى 214 هجري في سيرة عمر بن عبد العزيز ط عالم الكتب (ص39) من أراد أن يصحبنا فليصحبنا بخمس يوصل إلينا حاجة من لا تصل إلينا حاجته ويدلنا من العدل إلى ما لا نهتدي إليه ويكون عوناً لنا على الحق ويؤدي الأمانة إلينا وإلى الناس ولا يغتب عندنا أحداً ومن لم يفعل فهو في حرج من صحبتنا والدخول علينا
هذا منقطع لم يدرك ابن عبد الحكم عمر بن عبد العزيز لكن للأثر طرق أخرى
البلاذري في أنساب الأشراف ط الفكر (ج8/ص126-127) حدثني الحسين بن علي بن الأسود العجلي، ثنا إسماعيل بن أبان عن أبي الأحوص عن ضرار بن مرة الشيباني قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس من صحبنا فليصحبنا بخمس: يبلغنا حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ويدلنا من العدل على ما لم نهتد له، ويؤدي الأمانة إذا حملها، ويعيننا على الخير، ويدع ما لا يعنيه. فمن كان كذلك فحي هلا به، ومن لم يكن كذلك فلا يقربنا.
- الحسين بن علي بن الأسود العجلي كوفي قال أبو حاتم الرازي صدوق وقال ابن عدي يسرق الحديث (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 3/ص56 والكامل لابن عدي ط العلمية ج3/ص245-247)
- إسماعيل بن أبان هو الأزدي ثقة
- أبو الأحوص هو سلام بن سليم الحنفي الكوفي
- ضِرار بْن مُرَّة الشيباني هو أبو سنان الكوفي ثقة أدرك عمر بن عبد العزيز فقد سمع من سعيد بن جبير كما قال البخاري (التاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج4/ص339)
ورواه غيره وفيه من قول أبي الأحوص سلام بن سليم ليس فيه ضرار
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج45/ص168-169) أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري أنا أبو أحمد عبيد الله بن أبي مسلم أنا علي بن عبد الله نا أحمد بن سعيد نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن سلام عن سلام بن سليم قال لما ولي عمر بن عبد العزيز صعد المنبر فكان أول خطبة خطبها حمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس من صحبنا فليصحبنا بخمس وإلا فلا يقربنا يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها ويعيننا على الخير بجهده ويدلنا من الخير على ما لا نهتدي إليه ولا يغتابن عندنا الرعية ولا يعترض فيما لا يعنيه فانقشع عنه الشعراء والخطباء وثبت الفقهاء والزهاد وقالوا ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حتى يخالف فعله قوله.
- أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط لم أجد من وثقه
- أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري هو محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز قال الخطيب كان صدوقاً (تاريخ بغداد ت بشار ج4/ص389)
- أبو أحمد عبيد الله بن أبي مسلم هو عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مهران الفرضي المقرئ ثقة إمام
- علي بن عبد الله هو أبو محمد علي بن عبد الله بن العباس بن العباس بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال ابن أبي الفوارس فيه تساهل شديد (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج13/ص447)
- أحمد بن سعيد هو أبو الحسن أحمد بن سعيد بن عبد الله المؤدب الدمشقي قال الخطيب كان صدوقاً (تاريخ بغداد ت بشار ج5/ص280)
- محمد بن سلام هو أبو عبد الله السلمي البيكندي البخاري وليس الجمحي وهم فيه الذهبي وعلى كل حال كلاهما ثقتان (انظرتذهيب تهذيب الكمال للذهبي ط الفاروق ج7/ص102)
- سلام بن سليم هو أبو الأحوص الحنفي الكوفي ثقة
ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج45/ص169) أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا عبد الرحمن بن محمد بن ياسر أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب نا القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب حدثني محمد بن موسى أبو الفضل نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا أحمد بن نصر نا يزيد بن مروان السامي عن هشام بن معاذ قال قال عمر بن عبد العزيز يوما لجلسائه إني لم أجمعكم من القريب والبعيد على أن يعطي كل واحد منكم على ضريبته فمن كان منكم يجالسنا بأن يبلغنا حاجة من لا يستطيع إبلاغها أو يبغينا من العدل لما لا نهتدي له فمرحباً به وإلا ففي غير حل من مجالسنا.
- أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي هو المعروف بابن البُنّ
- أبو القاسم بن أبي العلاء هو علي بن محمد بن علي بن أحمد السلمي المصيصي الفقيه الشافعي
- عبد الرحمن بن محمد بن ياسر هو أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر التميمي الجوبري قال أبو بكر محمد بن علي الحداد ثقة (تاريخ دمشق لابن عساكر ط الفكر ج35/ص391)
- علي بن يعقوب بن أبي العقب هو أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل الهمداني قال ابن عساكر أحد الثقات (تاريخ دمشق لابن عساكر ج43/ص286)
- أحمد بن نصر هو أبو عبد الله أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي صدوق
- يزيد بن مروان السامي لا يعرف مجهول
ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج74/ص40-41) هشام بن مصاد بن زياد أبو زياد الكلبي ثم العليمي أخو معاوية وعبد الرحمن ويزيد بني مصاد من فرسان كلب. قال هشام بن مصاد: كنت جالساً مع عمر بن عبد العزيز نتحدث إذ بكى عمر، فقلت: [أثر طويل وفيه قال عمر] فمن صحبنا بخمس: فأبلغنا حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ودلنا على ما لا نهتدي له من العدل، وأعاننا على الخير، وترك ما لا يعنيه، وأدى الأمانة التي حملها منا ومن جماعة المسلمين فحيهلا به، ومن كان على غير ذلك ففي غير حل من صحبتنا، والدخول علينا.
أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج5/ص336) حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا العباس بن أبي طالب، ثنا علي بن ميمون الرقي قال: ثنا أبو خليد، عن الأوزاعي قال: قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: من صحبني منكم فليصحبني بخمس خصال: يدلني من العدل إلى ما لا أهتدي له، ويكون لي على الخير عوناً، ويبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ولا يغتاب عندي أحداً، ويؤدي الأمانة التي حملها مني ومن الناس، فإذا كان كذلك فَحَيَّهَلَا به، وإلا فهو في حرج من صحبتي والدخول عَلَيَّ.
رجاله ثقات والأوزاعي قد أدرك عمر بن عبد العزيز قال البخاري حدثني الحسن بن واقع قال حدثنا ضمرة - هو ابن ربيعة الرملي - قال سمعت الأوزاعي كنت محتلماً أو شبهه خلافة عمر بن عبد العزيز. وفي تفسير ابن أبي حاتم قال الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثنا عمر بن عبد العزيز فلا أدري التحديث بين الأوزاعي وعمر وهم أم هو حق والأوزاعي يروي عن عمر بواسطة رجال يعني عامة ما يرويه عن عمر فهي مرسلة
- أبو حامد بن جبلة هو أحمد بن محمد بن الفضل صدوق (انظر ترجمته في هذه المقالة)
- محمد بن إسحاق هو أبو العباس الثقفي السراج ثقة
- العباس بن أبي طالب هو أبو محمد عباس بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان الواسطي البغدادي
- أبو خليد هو عتبة بن حماد القارئ الحكمي الدمشقي
هذا والله أعلم