مدى صحة سئل ابن الحنفية عن الخضاب بالوسمة فقال هي خضابنا أهل البيت

قلت ثبت أن الحسن والحسين من أهل البيت كانا يخضبان بِالْوَسمَةِ (انظر تخريج أثر الحسن والحسين بالتفصيل في هذه المقالة)

والْوَسمَةِ يعني السواد وفيها لغتان بكسر السين وهو الأشهر والأخرى بتسكين السين وهو نَبْتٌ يُخْتَضَبُ بِوَرَقِهِ بمعنى اللون سيكون أسودًا ويستعمل لتسويد شعر الرأس واللحية

وأما هذا الأثر عن ابن الحنفية فقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج5/ص184) من طريق إسرائيل وابن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج12/ص555) من طريق علي بن صالح كلاهما عن عبد الأعلى، قال: سألت ابن الحنفية الْخِضَابُ، بِالْوَسْمَةِ؟ فقال: هي خضابنا أهل البيت [ولفظ علي بن صالح: عن ابن الحنفية، قال: كان يختضب بالوسمة].

عبد الأعلى وهو الثعلبي صدوق سيء الحفظ وابن الحنفية هو محمد بن علي بن أبي طالب لكن جعله ابن سعد من قول الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حيث أخرجه في ترجمته كما في كتابه الطبقات الكبرى ط العلمية (ج5/ص247-248) من طريق إسرائيل عن عبد الأعلى قال: سألت محمد بن علي قال عبيد الله عن الْوَسمَةِ وقال الفضل بن دكين عن السواد فقال: هو خضابنا أهل البيت. قلت والصواب أنه ابن الحنفية وليس الباقر اخطأ فيه ابن سعد

وأما الثابت عن ابن الحنفية أنه كان يخضب بالحناء (يعطي لونًا أحمرًا) والكتم (يعطي لونًا أسودًا)

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج5/ص85) من طريق محمد بن عبيد هو الطنافيسي والدولابي في الكنى والأسماء (ج/ص588) من طريق أبي أسامة كلاهما عن سفيان التمار [وعند الدولابي: سفيان بن دينار أبو سعيد] قال: رأيت محمد ابن الحنفية موسعًا رأسه [زاد الدولابي: ولحيته] بالحناء والكتم يوم التروية وهو محرم. إسناده صحيح

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج5/ص182) من طريق علي بن مسهر والطبري في تهذيب الآثار الجزء المفقود (ص474) من طريق  محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب كلاهما عن الشيباني [زاد الطبري: سليمان]، قال: رأيت ابن الحنفية، وإن رأسه ولحيته قَانِيَتَانِ قد خضبهما بالحناء والكتم [ولفظ الطبري: مخضوب الرأس واللحية بحمرة].

إسناده صحيح والشيباني هو سليمان بن فيروز 

وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج/ص86) من طريق عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين وأبو عامر العقدي كما في علل ابن أبي حاتم (ج6/ص22) ثلاثتهم عن إسرائيل عن عبد العزيز بن حكيم - هو الحضرمي - عن أبي إدريس قال: رأيت ابن الحنفية يخضب بالحناء والكتم فقلت له: أكان علي يخضب؟ قال: لا قلت: فما لك؟ قال: أَتَشَبَّبُ به للنساء.

صحيح وأبو إدريس أظنه الخولاني فإن لم يكن هو فلا أدري

وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج/ص85) أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا إسرائيل قال: حدثني ثوير قال: رأيت محمد ابن الحنفية يخضب بالحناء والكتم.

صحيح وهذا إسناد ضعيف من أجل ثوير يكنى أبا الجهم

وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج/ص86) ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ (ج1/ص544كلاهما عن الفضل بن دكين [وعند الفسوي: أبو نعيم] قال: حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: أرسلني أبي إلى محمد ابن الحنفية فدخلت عليه وهو مكحل العينين مصبوغ اللحية بحمرة. إسناده صحيح

وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج5/ص248) أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا نصير بن أبي الأشعث القُراديُّ عن ثوير - هو ابن أبى فَاخِتَةَ يكنى أبا الْجَهْمِ - قال: قال أبو جعفر - هو الباقر - يا أبا الجهم بم تخضب؟ قلت: بالحناء والكتم قال: هذا خضابنا أهل البيت.

إسناده ضعيف ثوير ضعيف وقد ثبت عن أبي جعفر أنه كان يخضب بالوسمة (انظر تخريجه بالتفصيل في هذه المقالة)

وأما علي بن أبي طالب فقد ثبت أنه كان أبيض الرأس واللحية لم يكن يخضب سوى مرة خضب لحيته بالصفرة (انظر تخريج آثار علي بن أبي طالب في هذه المقالة)

هذا والله تعالى أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق