الأبدال في أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض، وبهم تمطرون وبهم تنصرون.
حكم الحديث: منكر لا يصح
قلت مدارها جميعاً على أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ثم اختلف فيه إسناداً ومتناً
أخرجه ابن مردويه كما عند ابن كثير في التفسير ت السلامة (ج1/ص670) وحدثنا محمد بن أحمد حدثنا محمد بن جرير بن يزيد، حدثنا أبو معاذ نهار بن عثمان الليثي أخبرنا زيد بن الحباب أخبرني عمر البزار، عن عنبسة الخواص، عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأبدال في أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض، وبهم تمطرون وبهم تنصرون. قال قتادة: إني لأرجو أن يكون الحسن منهم.
- محمد بن أحمد هو أبو أحمد محمد بن إبراهيم القاضي العسال
- محمد بن جرير بن يزيد هو أبو جعفر الطبري صاحب التفسير
- أبو معاذ نهار بن عثمان الليثي هو البصري قال أبو حاتم الرازي صدوق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج8/ص501) وقد توبع أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما عند ابن كثير في جامع المسانيد والسنن ت الدهيش (ج4/ص606) وعند السيوطي في الحاوي للفتاوي ط الفكر (ج2/ص297) حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن الفرج، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرنا عمرو البزار، عن عنبسة الخواص، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن عبادة بن الصامت، قال: رسول صلى الله عليه وسلم: لا يزال فى أمتى ثلاثون بهم تقوم الأرض، وبهم تمطرون، وبهم تنصرون. قال قتادة: فإنى أرجو أن يكون الحسن منهم.
إسناده ليس بشيء
- محمد بن الفرج بن عبد الوارث القرشي البغدادي صدوق ثقة
- عمر ويُقال عمرو البزار سيأتي أنه جليس حماد بن سلمة كما في بعض الروايات وهو مجهول الحال
- عنبسة الخواص ليس بشيء وهو بصري وليس هو عنبسة العابد ذاك كوفي. والخواص البصري قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قلت ليحيى بن معين: عنبسة الخواص، الذي روى عن -وفي نسخ "عنه" وهو الصواب- جعفر الضبعي؟ قال: بصري ليس بشيء (سؤالات ابن الجنيد ت سيف ط الدار ص387-388) ويروي عن الخواص هذا جعفر بن سليمان الضبي عن قتادة (انظر هذه المقالة للفائدة)
وقد خولف نهار بن عثمان ومحمد بن الفرج بن عبد الوارث
أخرجه أبو بكر بن المقرئ في المعجم ط الرشد (ص162-163) حدثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو جعفر يعرف بالتيري ببغداد ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، ثنا زيد بن الحباب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء عن ثوبان، رفعه قال: لا يزال فيكم سبعة بهم تمطرون وبهم ترزقون وبهم تنصرون، حتى يأتي أمر الله.
كذا عن زيد بن الحباب وهذا إسناد غلط ولا أدري الغلط ممن وسيأتي الصواب عن أيوب
وقد خولف جميعهم عن زيد بن الحباب
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ج2/ص105 وج5/ص131) حدثنا حميد بن الربيع اللخمي قال: حدثنا يزيد بن حيان [وفي نسخة: زيد بن الحباب]، قال: حدثني عمر البزاز جليس حماد بن سلمة، قال: حدثنا الحسن بن ذكوان، عن عبد الرحمن ابن قيس، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأبدال ثلاثون رجلاً: قلوبهم على قلب إبراهيم عليه الصلاة والسلام، إذا مات رجلٌ منهم، أبدل الله مكانه آخر.
قلتُ: وهذا أصحها لأن حميد اللخمي قد توبع على هذا الإسناد تابعه عبد الوهاب بن عطاء كما سيأتي، إلا أن هنا "عبد الرحمن بن قيس" والصواب عبد الواحد بن قيس
وأخرجه أحمد بن مروان الدينوري في المجالسة ت مشهور (ج4/ص398) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج1/ص298) نا الحسين بن عبد المجيب، نا عمران بن محمد أبو حفص الخيزراني، نا عبد الوهاب بن عطاء، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة؛ قال: لن تخلوا الأرض من أربعين بهم يغاث الناس، وبهم ينصرون، وبهم يرزقون، كلما مات منهم أحد بدل مكانه رجل. قال قتادة: والله! إني لأرجو أن يكون الحسن منهم.
إسناده لا شيء والدينوري أيضاً نفسه متهم اتهمه الدارقطني بالوضع
وقال الذهبي محمد بن سلام الجمحي عن همام، عن قتادة، قال: يقال: ما خلت الأرض قط من سبعة رهط، بهم يسقون، وبهم يدفع عنهم، وإني لأرجو أن يكون الحسن أحد السبعة (سير أعلام النبلاء ط الرسالة ج4/ص574)
قلت فكأن هذا أشبهها عن قتادة
الطبراني المعجم الأوسط للطبراني ط الحرمين (ج4/ص247) حدثنا علي بن سعيد قال: نا إسحاق بن زريق الراسبي قال: نا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن تخلو الأرض من أربعين رجلا مثل إبراهيم خليل الرحمن، فبهم يسقون وبهم ينصرون، ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر قال: وسمعت قتادة يقول: لسنا نشك أن الحسن منهم.
وهذا إسناد منكر وإسحاق بن زريق الراسبي مجهول لا يعتمد عليه وقد خولف خالفه 1- الجبل الإمام أحمد بن حنبل و2- محمد بن إسحاق الصغاني و3- إبراهيم بن بوبه و4- محمد بن يزيد السلمي و5- أحمد بن يحيى الصوفي. أما أحمد بن حنبل فقد أخرجه في المسند ط الرسالة (ج37/ص413-414) وأما محمد بن إسحاق الصغاني فقد أخرجه الهيثم بن كليب الشاشي في المسند ط العلوم والحكم (ج3/ص215) وأما إبراهيم بن بوبه فقد أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان ط العلمية (ج1/ص220) وأما محمد بن يزيد السلمي فقد أخرجه الخطيب في تالي تلخيص المتشابه ت مشهور (ج1/ص248) وأما أحمد بن يحيى الصوفي فقد أخرجه الحسن بن محمد الخلال في كرامات الأولياء (ص2) خمستهم عن عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا الحسن بن ذكوان، عن عبد الواحد بن قيس، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا.
ثم قال أحمد بن حنبل فيه يعني حديث عبد الوهاب كلام غير هذا، وهو منكر؛ يعني حديث الحسن بن ذكوان.
قلت فقد كفانا الإمام أحمد مَئُونتَه وقال منكر
ورواه عبد الرحمن بن مرزوق بن عوف أبو عوف بطرسوس -قال ابن حبان يضع الحديث-، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن، بهم يغاثون، وبهم يرزقون، وبهم يمطرون.
وهذا منكر وقد تقدم الصحيح عن عبد الوهاب
ورواه أيوب بن كيسان السختياني ثقة ثبت عن أبي قلابة
أخرجه أبو داود السجستاني في المراسيل ط الرسالة (ص236) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع وأبو عثمان سعيد بن رحمة كما في الجهاد لابن المبارك ط التونسية (ص153) كلاهما عن عبد الله بن المبارك المروزي وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج10/ص286) ومن طريقه ابن أبي الدنيا في الأولياء ت زغلول (ص30) من طريق الحسن بن أبي الربيع عن عبد الرزاق كلاهما (ابن المبارك وعبد الرزاق) عن معمر بن راشد، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال في أمتي شيعة [وفي الجهاد وعند الرزاق: سبعة بدل شيعة (1)]، لا يدعون الله بشيء إلا استجاب لهم، بهم تنصرون وبهم تمطرون، وحسبت أنه قال: وبهم يدفع عنكم.
فهذا أصح شيء متناً وسنداً لكنه مرسل منقطع
- (1) قلت "شيعة" عند أبي داود تصحيف من النساخ صوابه "سبعة"، ولفظ الحسن بن أبي الربيع "عن أيوب أيوب أو غيره" والصواب أيوب بلا شك
هذا والله أعلم