قيل للإمام عبد الرحمن بن مهدي: إن فلاناً قد صنف كتاباً في السنة رداً على فلان. فقال عبد الرحمن: رداً بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟ قيل بكلام، قال: رد باطلاً بباطل.
يقصد بفلان يعني أبا حنيفة قلتُ وسيأتي شرح كلامه هذا
حكم الخبر: صحيح
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج9/ص10) حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى بن منده، قال سمعت رُسته يقول: قيل لعبد الرحمن بن مهدي: إن فلانا قد صنف كتابا في السنة ردا على فلان. فقال عبد الرحمن: ردا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قيل بكلام، قال: رد باطلا بباطل.
- عبد الله بن محمد هو أبو الشيخ الأصبهاني عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان صاحب التصانيف مشهور
- محمد بن يحيى بن منده هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مَنْده بن الوليد العبدي الحافظ وهو جد أبي عبد الله محمد بن إسحاق قال ابن أبي حاتم الرازي حافظ حديث الثوري صدوق ثقة من الحفاظ وقال أبو الشيخ الأصبهاني كان أستاذ شيوخنا وإمامهم (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج8/ص125 وطبقات المحدثين لأبي الشيخ ط الرسالة ج3/ص442)
- رسته هو أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج9/ص9) حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن عمرو ثنا عبد الرحمن بن عمر قال: شهدت عبد الرحمن بن مهدي وأراد أن يشتري وصيفة له من رجل من أهل بغداد فلما قام عنه أخبر أنه وضع كتباً من الرأي وابتدع ذلك، فجعل يقول: نعوذ بالله من شره، وكان إذا أتاه قربه وأدناه، فلما جاءه رأيته دخل وعبد الرحمن مريض فسلم فلم يرد عليه، فقعد فقال له: يا هذا ما شيء بلغني عنك؟ إنك ابتدعت كتباً، أو وضعت كتباً في من الرأي، فأراد أن يتقرب إليه بسوء رأيه في أبي حنيفة فقال: يا أبا سعيد إنما وضعت كتباً رداً على أبي حنيفة، فقال له: ترد على أبي حنيفة بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثار الصالحين؟ فقال لا. فقال إنما ترد على أبي حنيفة بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثار الصالحين فأما ما قلت فرد الباطل بالباطل، اخرج من داري، فما كنت أضع أو أتبع حرمة عندك ولو بكذا وكذا، فذهب يتكلم، فقال له: محرم عليك أن تتكلم أو تتمكن في داري، فقام وخرج.
- عبد الله بن محمد هو أبو الشيخ الأصبهاني عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ثقة مشهور
- محمد بن أحمد بن عمرو هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمرو بن هشام الأبهري الأصبهاني قال أبو الشيخ الأصبهاني شيخ ثقة كتب بأصبهان عن رستة. وقال أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد بن عمرو الأبهري ثنا رسته (طبقات المحدثين لأبي الشيخ ط الرسالة ج4/ص113 وحلية الأولياء لأبي نعيم ط السعادة ج8/ص194)
وأما الشرح فكلام ابن المهدي له وجه صحيح وذلك أنك أن أخذت بالكلام ثم لو أخطأت أمام خصمك ظن الناس أنه على حق وتزعزت أركان العامة وربما نسبت الشيء إلى الله بغير علم وهو منكر ولذلك يقولون ما بني على باطل فهو باطل فلو كان كلاماً مع القرآن والسنة وبأقوال الصحابة والتابعين فهذا لا مانع منه عند عبد الرحمن بن مهدي والدليل انظر هذه المقالة بعنوان (مناقشة عبد الرحمن بن مهدي مع الفتى الذي وقع في التشبيه)
هذا وبالله التوفيق