قال أحد السلف: من لم تهرول روحه في شعبان عجزت عن الركض في رمضان.
حكم الأثر: لا أصل له
قلت العبارة لا تشبه كلام السلف فيما أظن! وعلى كل حال فتشت الكتب ولم أقف على شيء
فإن قلت ماذا تقصد بقولك (العبارة لا تشبه كلام السلف) فهي لغة عربية؟
فأقول مثلما عندما ترى كتاباً فتقول هذا بخط صديقي أو هذا لصديقي فكيف عرفت أنه لصديقك؟
لكثرة اطلاعك على خطه وأسلوبه وعباراته فعلمت، وكذلك نحن نميز هكذا إلا أننا لا نفعل هذا ولا نعرضه على العوام فإنهم سيحسبون كلامنا كهانة أوأننا نفتخر أو شيء من هذا القبيل، إنما نبقيه في قلوبنا ونبحث في الكتب وعن الإسناد ثم نحكم وقال الإمام عبد الرحمن بن مهدي: إنكارنا الحديث عند الجهال كهانة (العلل لابن أبي حاتم ت الحميد ج1/ص389) ولكننا بلا شك لسنا كالإمام عبد الرحمن بن مهدي فالفرق شاسع بيننا كالفرق بين السماوات والأرض
وما مثلنا إلا كمثل رجل يعمل في مجال الدولار فتأتيه بورقة من فئة المائة دولار فينظر إليها ويتحسسها ثم يقول لك هذه أصلية أم زائفة ولكن بعدها يضعها تحت الجهاز ليتأكد وكذلك نحن بهذه الطريقة نفتش الكتب لنتأكد
وقد رأيت كثيراً من أهل الحديث حفظهم الله عندما يرون أثراً منسوباً إلى بعض التابعين يقولون هذا كذب والعبارة ركيكة لا ترتقي إلى أن تكون لهذا التابعي. ولكننا لسنا بمعصومين وما بغض أهل الحديث إلا منافق حاسد
وطبعاً لا أعتمد على هذا الحاسة إنما مجرد شيء ينبثق في قلبي عند رؤية الحديث أو الأثر وإنما أعتمد على السند وكلام العلماء المتقدمين
هذا والله أعلم