مدى صحة قال أحد السلف السرائر السرائر اللاتي يخفين على الناس وهن على الله بوادر

قال أحد السلف: السرائر، السرائر اللاتي يخفين على الناس، وهن على الله بوادر.

قلت قوله "على" خطأ "صوابه "عند"، وقوله (بوادر) خطأ من ناشره وصوابه (بَوَادٍ) دون الراء ومعناه ظاهر أي سرائرك لا تخفى على الله عز وجل بل هي بادية وإن أخفيتها عن الناس وللأثر تكلمة تأتي في التخريج

و(أحد السلف) هو الربيع بن خُثَيْم الكوفي من كبار التابعين رحمه الله

حكم الأثر: صحيح ثابت

1) منذر بن الربيع الكوفي عن الربيع بن خثيم

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج6/ص221-222) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج1/ص117) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري وهناد بن السري في الزهد (ج2/ص459) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي كلاهما عن سعيد بن مسروق عن منذر الثوري عن الربيع بن خثيم قال: كان إذا أتاه رجل قال: يا عبد الله أطع الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه لأنا في العمد أخوف عليكم مني في الخطأ، ما خياركم بخيره ولكن خير من آخرهم شر منهم. ما تبتغون الخير حق ابتغائه ولا تفرون من الشر حق فراره، ما كل ما أنزل على محمد أدركتم ولا كل ما تقرؤون تدرون ما هو، السرائر السرائر اللاتي يخفين على الناس وهن لله بواد، التمسوا دواءهن، ثم يقول: وما دواؤهن؟ أن تتوب ثم لا تعود.

وأخرجه أحمد بن حنبل في الزهد ط العلمية (ص273) من طريق عبد الرحمن بن مهدي والفسوي في المعرفة والتاريخ ت العمري (ج2/ص564-565) من طريق عبد الله بن رجاء كلاهما عن إسرائيل وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في الزهد ط العلمية (ص271) من طريق الجراح بن مليح الرؤاسي كلاهما (إسرائيل والجراح) عن سعيد بن مسروق، عن المنذر الثوري، عن الربيع بن خثيم قال: كان إذا جاءه الرجل قال: يا عبد الله اتق الله فيما علمت وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه، لأنا في العمل أخوف مني عليكم في الخطأ وما خياركم اليوم بخيره ولكنه أخير من آخر شر منه، لا يتبعون الخير حق اتباعه ولا يفرون من الشر حق فراره، ما كل ما نزل على محمد أدركتم ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو، ثم يقول: السرائر السرائر التي تخفى على الناس وهي عند الله بواد التمسوا دواءهن ثم يقول: وما دواؤهن يتوب ثم لا يعود.

وقد توبع سعيد بن مسروق الثوري

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج9/ص413) أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو نعيم، حدثنا الربيع بن منذر الثوري، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم قال: كان يقول: السرائر السرائر اللاتي يخفين على الناس وهن لله بواد، داووهن بدوائهن، ثم يقول: وما دواؤهن؟ أن تتوب فلا تعود.

- أبو الحسين بن الفضل القطان هومحمد ‌بن ‌الحسين بن محمد بن الفضل المَتُّوثِي ثقة
- عبد ‌الله ‌بن ‌جعفر هو أبو محمد ‌عبد ‌الله ‌بن ‌جعفر ‌بن درستويه الفارسي النحوي ثقة
- يعقوب بن سفيان هو أبو يوسف  الفسوي مشهور
- أبو نعيم هو الفضل بن دكين الكوفي ثقة ثبت متقن

وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج6/ص222) أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا كامل أبو العلاء عن منذر الثوري قال: سمعت الربيع بن خثيم يقول: إن الذنوب ذنوب السرائر اللاتي يخفين على الناس وهن لله بواد، وما دواؤها؟ دواؤها أن تتوب ثم لا تعود.

- مالك بن إسماعيل هو أبو غسان الكوفي ثقة
- أبو العلاء كامل بن العلاء الكوفي التميمي


1) بكر بن ماعز الكوفي عن الربيع بن خثيم

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج19/ص440) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي والبلاذري في أنساب الأشراف (ج11/ص306) من طريق مؤمل بن إسماعيل ونعيم بن حماد في الزهد لابن المبارك (ج2/ص9) من طريق عبد الله بن المبارك المروزي ثلاثتهم عن سفيان الثوري عن أبيه عن بكر بن ماعز قال: قال لي الربيع بن خثيم: يا بكر اخزن عليك لسانك إلا مما لك، ولا عليك، فإني اتهمت الناس على ديني، أطع الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فَكِلْهُ إلى عالمه، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ، وما خيركم اليوم بخيره، ولكنه خير من آخر شر منه، ما تتبعون الخير كل اتباعه، ولا تفرون من الشر حق فراره، ما كل ما أنزل الله على محمد أدركتم، لا كل ما تقرؤون تدرون ما هو، السرائر اللاتي يخفين على الناس وهي لله بواد [وعند البلاذري: وهي عند الله بادية]، ابتغوا [وعند البلاذري وابن المبارك: التمسوا] دواءها، ثم يقول لنفسه: وما دواءها؟ أن تتوب ثم لا تعود.

- أبيه هو سعيد بن مسروق الكوفي يعني سعيد روى هذا عن منذر الثوري عن الربيع ورواه عن بكر بن ماعز عن الربيع أيضاً

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج20/ص62) حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير عن بكر قال: كان الربيع يقول: يا بكر بن ماعز يا بكر اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك، فإني اتهمت الناس في ديني، أطع الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ، ما خيركم اليوم بخيره، ولكنه خير من آخر شر منه، ما كل ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم أدركتم، ولا كل ما تقرؤون تدرون ما هو، السرائر التي يخفين من الناس وهن لله بواد، التمسوا دواءها، ثم يقول لنفسه: وما دواؤها؟ أن تتوب إلى الله ثم لا تعود.

- سعيد بن عبد الله هو سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم قال الذهبي ما علمت به بأساً

- نسير هو أبو طعمة نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوق الثوري الكوفي قال الدارمي وإسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة، وقال أبو حاتم الرازي صالح، وقال الدارقطني ثقة، وقال يعقوب الفسوي ثقة (تاريخ ابن معين رواية الدارمي ص221 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص509 وسؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص68 والمعرفة والتاريخ للفسوي ت العمري ج3/ص87)

- بكر هو أبو حمزة بكر بن ماعز الكوفي قال يحيى بن معين ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج2/ص392)

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق