مدى صحة حديث أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيتها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيتها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله.

قلت إن صح هذا الحديث وفي أسانيدها كلام فبيت الوالدين وأي بيت مأمون خارج الحديث ولا يشمله الحديث، أما إن كان الحديث يقصد فقط بيت زوجها وبالتالي لا تستطيع أن تضع ثيابها في بيت والديها أو غيرها من البيوت المأمونة فهو حديث منكر

وقالت أم الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيها يوماً، فقال: من أين جئت يا أم الدرداء؟ فقالت: من الحمام، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من امرأة تنزع ثيابها في غير بيتها، إلا هتكت ما بينها وبين الله من ستر.

أنكر الخطيب وابن الجوزي حديث الحمام وعلّلا ذلك بأنه لم يكن هناك حمامات على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

قلت لا يحل لأحد أن ينقل هذين الحديثين دون شرحهما فإن العوام سيفهمونه بشكل خاطئ ويلكم أتحبون أن يكذب رسول الله، قال علي بن أبي طالب حدثوا الناس بما يعرفون، ‌أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟.

حكم الحديث: ما أدري وقد استدركت على من سبقوني في التخريج مثل طريق أم الدرداء..إلخ

عبد الرحمن بن سمي الحمصي عن عائشة

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ت الدباسي والنحال (ج6/ص373) قال عبد الله، عن معاوية، عن حاتم بن حريث، عن عبد الرحمن بن سمي، سمع عائشة: ما من امرأة ‌تضع ‌ثوبها. . . ". وقال أبو حاتم الرازي عبد الرحمن بن سمي الحمصي سمع عائشة تقول: ما من امرأة تضع ثوبها في غير بيت زوجها. روى عنه حاتم بن حريث (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص241)

إسناده لا يصح ولا يؤخذ به في الشواهد

- عبد الله هو عبد الله بن صالح كاتب الليث ضعيف
- عبد الرحمن بن سمي مجهول تفرد بالرواية عنه حاتم

=======

=======

أبو المليح عن عائشة

أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج42/ص251) حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح، قال حجاج: عن رجل، قال: دخل نسوة من أهل الشام على عائشة، فقالت: أنتن اللاتي تدخلن الحمامات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من امرأة ‌وضعت ‌ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ستراً بينها وبين الله عز وجل قال حجاج: إلا هتكت سترها.

قال عبد الحق الإشبيلي: وأبو ‌المليح لم يسمعه من ‌عائشة. انتهى وقال ابن القطان الفاسي: هذا يرويه أبو المليح عن عائشة ولم يسمعه منها قاله أبو داود وقال ‌البزار رأيته في موضعين عن أبي المليح عن عائشة وأحسبه عن أبي المليح عن ‌مسروق عنها. انتهى وقال ابن الملقن: وقال أبو داود لم يسمع أبو المليح من عائشة، وقال البزار أحسبه عن أبي المليح عن مسروق عنها (الأحكام الكبرى لعبد الحق ط الرشد ج1/ص406 وإحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر لابن القطان  ص290 والبدر المنير لابن الملقن ج9/ص204)

قال ابن حجر لكن قال حجاج في حديثه بسنده إلى سالم عن أبي المليح، عن رجل، عن عائشة (إتحاف المهرة لابن حجر ت زهير بن ناصر الناصر ج17/ص661)

قلت وربما قول ابن حجر يكون غلطاً وويكون معنى قول أحمد بن حنبل "قال حجاج عن رجل" يعني أن حجاج بن محمد أبهم الرجال بينما محمد بن جعفر سماه أبا المليح وليس أن حجاجاً زاد رجلاً في الإسناد بين أبي المليح وعائشة

وعلى كل حال حتى لو ثبت أن حجاج بن محمد زاد رجلاً بين أبي المليح وعائشة فهو خطأ لأن محمد بن جعفر غندر خالفه وهو ثبت في حديث شعبة قال ابن المبارك إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب ‌غندر حكماً فيما بينهم، وقال عبد الرحمن بن مهدي غندر في شعبة أثبت مني وقال أبو حاتم الرازي كان صدوقاً وفي حديث شعبة ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص221)

وقد توبع غندر على الإسناد

1- تابعه أبو داود الطيالسي أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند (ج3/ص112) حدثنا ‌شعبة، عن ‌منصور، عن ‌سالم بن أبي الجعد، عن ‌أبي مليح الهذلي، أن نساء من أهل حمص، أو من أهل الشام، دخلن على ‌عائشة، فقالت: أنتن اللاتي يدخلن نساؤكن الحمامات؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تضع ‌ثيابها في غير بيت زوجها، إلا هتكت الستر بينها وبين الله.

2- وتابعه آدم بن أياس أخرجه الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج4/ص321) أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح، قال: دخل نسوة من أهل الشام على عائشة، رضي الله عنها فقالت: أنتن اللاتي تدخلن الحمامات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من امرأة تضع ‌ثيابها في غير بيتها إلا هتكت الستر فيما بينها وبين الله عز وجل.

3- وتابعه جرير هكذا قال الناس وهو غلط عندي وقالوا أخرجه أبو داود السجستاني في سننه ت الأرنؤوط (ج6/ص129) حدثنا محمد بن قدامة بن أعين، حدثنا جرير، وحدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة جميعاً عن منصور، عن سالم ابن أبي الجعد قال ابن المثنى: عن أبي المليح قال: دخل نسوة من أهل الشام على عائشة، فقالت: ممن أنتن؟ فقلن: من أهل الشام، قالت: لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات؟ قلن: نعم، قالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخلع ‌ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله عز وجل.

قال أبو داود هذا حديث جرير وهو أتم، ولم يذكر جرير أبا المليح، قال: قال رسول الله

قلت الغلط أن جرير بن عبد الحميد الضبي لم يتابع محمد بن جعفر غندر في إسناده عن شعبة، إنما هو جرير وشعبة كلاهما عن منصور والدليل أخرج حديث جرير بن عبد الحميد الضبي منفصلاً إسحاق بن راهويه في المسند (ج3/ص915) أخبرنا جرير، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، قال: دخل نسوة من أهل حمص على عائشة، فقالت: ممن أنتن؟ فقلن من أهل الشام، فقالت: لعلكن من الكورة التي يدخل نساؤها الحمامات؟ فقلن: نعم، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخلع ‌ثيابها في غير منزلها إلا هتكت ما بينها وبين الله عز وجل.

وأما بالنسبة لعدم ذكر جرير بن عبد الحميد أبا المليح فهو وهم منه فقد ذكره شعبة وسفيان كما سيأتي


وقد توبع شعبة بن الحجاج

1- تابعه سفيان الثوري

أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج42/ص422) من طريق عبد الرزاق وابن ماجه في سننه ت الأرنؤوط (ج4/ص683) من طريق وكيع بن الجراح و كلاهما عن سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي مليح [زاد ابن ماجه: الهذلي]، عن عائشة [زاد ابن ماجه: أن نسوة من أهل حمص استأذن على عائشة، فقالت: لعلكن من اللواتي يدخلن الحمامات]، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة ‌وضعت ‌ثيابها في غير بيتها [وعند ابن ماجه: في غير بيت زوجها]، فقد هتكت ما بينها، وبين الله عز وجل، أو ستر ما بينها وبين الله عز وجل.

وأخرجه ابن الأعرابي في معجمه ط ابن الجوزي (ج1/ص382) ومن طريقه المقدسي في المنتقى من مسموعات مرو (ص358) وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن كما في المجلس الثاني من إملاء أبي طالب الكتاني ومن حديث أبي صالح المؤذن (ج2/ص13) نا محمد [وعند المقدسي وأبي صالح: محمد بن الصباح الصنعاني]، نا محمد [وعند المقدسي وأبي صالح: محمد بن شرحبيل]، نا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح، عن عائشة قالت: أتت نساء من أهل الشام قالت: لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات؟ فقلن: نعم قالت: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة وضعت ‌ثيابها في غير بيتها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله أو سترها بينها وبين الله.

- محمد بن الصباح الصنعاني منسوباً إلى جده وهو محمد بن إسحاق بن الصباح الصنعاني والدليل قال ابن منده أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النيسابوري، أنا محمد بن إسحاق بن الصباح الصنعاني، أنا محمد بن ‌شرحبيل بن جعشم، عن سفيان الثوري (مجالس من أمالي أبي عبد الله بن منده ص359) قلت وحدث عنه ابن المنذر وأيضاً حدث وأكثر عنه أبو عوانة في مستخرجه وقد روى له الحاكم ولشيخه وصحح إسناد حديثه كما في المستدرك على الصحيحين

- محمد بن شرحبيل هو محمد بن شرحبيل بن جعشم الصنعاني اليماني قال ابن حبان مستقيم الحديث، وقال الدارقطني لم يكن بالحافظ (الثقات لابن حبان ج9/ص52 وعلل الدارقطني ط طيبة ج12/ص334)

أبو محمد البغوي في شرح السنة (ج12/ص123) أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الحنيفي، أنا أبو الحارث طاهر بن محمد الطاهري، أنا الحسن بن محمد بن حليم، حدثنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه، أخبرني أبي، أنا النضر بن محمد، أنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح، قال: قدم على عائشة نسوة من أهل حمص، فقالت: من أين أنتن؟ قلن: من الشام، قالت: لعلكن من الكورة التي يدخل نساؤها الحمامات؟ قلن: بلى، قالت: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تخلع امرأة ثيابها في غير بيتها إلا هتكت سترها فيما بينها وبين الله عز وجل. قال أبو محمد البغوي حديث حسن

- الحسن بن محمد بن حليم هو أبو محمد الصائغ المَرْوَزِيُّ صحح له الحاكم قلت أحاديثه تدل على صدقه
- أبو ‌الموجه محمد بن عمرو بن ‌الموجه هو المروزي قال الخليلي حافظ معروف بالأمانة والعلم (الإرشاد للخليلي ط الرشد ج3/ص914)


2- وتابعه إسرائيل بن يونس السبيعي أخرجه الدارمي في المسند ت حسين أسد (ج3/ص1735) أخبرنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن منصور، عن سالم، عن أبي المليح، عن عائشة، هذا الحديث.

3- وتابعه ورقاء بن عمر اليشكري أخرجه محمد بن مخلد العطار كما في المنتقى من حديثه (ص95) ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج4/ص96) ثنا محمد بن علي بن معدان، قال: ثنا عبد الصمد بن النعمان، قال: ثنا ورقاء ، عن منصور، عن سالم، عن أبي مليح، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ‌‌ما من امرأة تنزع ‌ثيابها في غير بيتها إلا هتك ما بينها وبين الله عز وجل.

- محمد بن علي بن معدان هو أبو جعفر محمد بن علي بن بسام يعرف بمعدان قال الخطيب ثقة وذكر هذا الحديث في ترجمته
- عبد الصمد بن النعمان هو أبو محمد البزاز النسائي البغدادي

وقد خولف منصور بن المعتمر خالفه الأعمش فرواه واختلف عنه

الدارمي في المسند ت حسين أسد (ج3/ص1735) أخبرنا يعلى - هو ابن عبيد الطنافسي -، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، قال: دخل على عائشة، نسوة من أهل حمص يستفتينها، فقالت: لعلكن من النسوة اللاتي يدخلن الحمامات؟ قلن: نعم. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تضع ‌ثيابها ‌في غير بيت زوجها، إلا هتكت ما بينها وبين الله عز وجل.

وقد خولف يعلى بن عبيد أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج40/ص167-168) حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيت زوجها، هتكت ستر ما بينها وبين ربها.

قلت وقد سمع الأعمش من سالم بن أبي الجعد وسمع من عمرو بن مرة أيضاً وقد توبع حفص بن غياث على الإسناد دون ذكر "عمرو بن مرة"

1- تابعه حبان بن علي العنزي أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص374) حدثنا القلوسي - هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق البصري -، ثنا بكر بن يحيى بن زبان، ثنا حبان، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: دخل نسوة من أهل حمص على عائشة، فقالت لهن: من أنتن؟ فقلن: من أهل الشام، وأهل حمص فقالت: لعلكن ممن يدخل الحمام؟ قلن: نعم. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة وضعت خمارها في غير بيتها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل.

2- وتابعه عيسى بن يونس عن الأعمش ليس فيه "عمرو بن مرة" (علل الدارقطني ط دار طيبة ج14/ص392)

وقد توبع الأعمش على الإسناد بدون ذكر "أبو المليح" 

- تابعه ضعيف ذكره الدارقطني في العلل

- وتابعه أبو حمزة الثمالي ضعيف أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص373) حدثنا نصر بن داود، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو حمزة الثمالي، ثنا سالم بن أبي الجعد، عن عائشة، قالت: دخل عليها نسوة، فقالت: ممن أنتن؟ قلن: من أهل الشام، من أهل حمص. فقالت: لعلكن ممن يدخل الحمام؟ قلن: نعم. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة وضعت خمارها في غير بيتها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل.


وبعضهم بعد أن عرض ما نقله عن ابن القطان وغيره في أن أبا داود قال لم يسمع أبو المليح من عائشة، قال وهناك رواية أخرى لأبي المليح عن عائشة وهو ما أخرجه الطبري في تفسيره حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا بشر بن المفضل، وحدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قالا جميعا: ثنا خالد، عن أبي قلابة، عن أبي ‌المليح، عن ‌عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله.

قلت أخطأ وإنما هذا تصحيف في اسم "عائشة" وصوابه "نُبَيْشَة" وهو ذكر وليس أنثى وحديثه في صحيح مسلم وغيره

والخلاصة ليس لأبي المليح الهذلي عن عائشة غير هذا الحديث على وجه الأرض ولا نعرف له سماعاً من عائشة

=======

=======

عروة بن الزبير عن عائشة

أبو يعلى الموصلي في المسند ت حسين أسد (ج8/ص138) حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، حدثنا معاوية، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت بعلها، فقد هتكت كل ستر بينها وبين الله.

إسناده منكر وآفته معاوية هو ابن يحيى الصدفي قال البخاري روى عنه إسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه وقال مثله أبو حاتم الرازي وقال الدارقطني يكتب ما روي الهقل عنه ويتجنب ما سواه خاصة ما روى عنه إسحاق بن سليمان الرازي (التاريخ الكبير بحواشي محمود ج7/ص336 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص384 والضعفاء والمتروكون برقم 510)

والصواب عن الزهري ما أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج1/ص542) عن معمر، عن الزهري، قال: سألت نسوة من أهل حمص عائشة عن دخول الحمام، فنهتهن عنه.

مرسل ومراسيل الزهري لا شيء

الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص375) حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا الحكم بن الصلت، حدثني يزيد، عن أبي هدبة الفارسي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن نسوة جئن عائشة زمن الحجاج من أهل الشام وأهل العراق، فأذنت للعراقيات قبل الشاميات، وقالت للشاميات: ألستن تدخلن الحمام؟ قلن: بلى. أرضنا أرض باردة. فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة تعرت في غير بيتها هتك الله ما بينها وبينه من ستر.

إسناده موضوع مكذوب، أبو هدبة الفارسي كذاب

=======

ابن لهيعة المصري وكان قد اختلط واحترقت كتبه روى بإسناده إلى عائشة

أبو علي الرفاء في جزءه كما في "مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثية" ت جرار (ص63) من طريق محمد بن أبي الخصيب الأنطاكي ثقة والطبراني في المعجم الكبير (ج3/ص321) حدثنا بكر بن سهل قال: نا عبد الله بن يوسف كلاهما (محمد بن أبي الخصيب وعبد الله بن يوسف) عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، أن عائشة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمام، فقال: ستكون حمامات، فلا خير فيها للنساء قلت: يا رسول الله، إنها تدخل بإزار؟ قال: وإن دخلت بإزار ودرع وخمار، ما من امرأة تضع خمارها في غير ‌بيتها أو بيت أحد أمهاتها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها عز وجل.

إسناده منكر ومتنه منكر يدل على ذلك قوله "خمارها" لأن الأصح هو "ثيابها"

ابن لهيعة اختلط واحترقت كتابه ومحمد بن أبي الخصيب ليس من الرواة العبادلة الذين روايتهم أحسن حالاً عن ابن لهيعة

- بكر بن سهل هو الدمياطي ليس بشيء ضعفه النسائي وقال ابن حجر ومن ضعفه ما حكاه أبو بكر القباب مسند أصبهان أنه سمع أبا الحسن بن شنبوذ المقرىء: سمعت بكر بن سهل الدمياطي يقول: هجرت أي بكرت يوم الجمعة فقرأت إلى العصر ثمان ختمات؟! فاستمع إلى هذا وتعجب (انظر تاريخ دمشق لابن عساكر ج10/ص380 ولسان الميزان ت أبي غدة لابن حجر ج2/ص344)


البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج10/ص208) أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا بحر بن نصر، حدثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر أن عمر بن الخطاب قال: لا يحل للمؤمن أن يدخل الحمام إلا بمنديل، ولا مؤمنة إلا من سقم، فإني سمعت عائشة تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة وضعت خمارها في غير بيتها فقد هتكت الحجاب فيما بينها وبين ربه.

مرسل منكر منقطع وابن وهب من العبادلة الذين روايتهم عن ابن لهيعة أحس من غيرهم وعبيد الله بن أبي جعفر هو المصري، لم يدرك عمر بن الخطاب


الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص374) من طريق علي بن داود بن يزيد التميمي القنطري وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (ج6/ص3211) من طريق أبي بشر إسماعيل بن عبد الله بن مسعود بن جبير العبدي الفقيه الأصبهاني المعرف بِسِمَّوَيْهِ وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (ج2/ص591) ثلاثتهم عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال عمر بن الخطاب: لا يحل لمؤمن أن يدخل الحمام إلا بمئزر، ولا يحل لمؤمنة أن تدخل الحمام إلا من سقم، فإن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثتني، وهي على فراشها، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على فراشي، أو موضع مفرشي يقول: أيما مؤمنة وضعت خمارها في غير بيتها، هتكت الحجاب فيما بينها وبين ربها تبارك وتعالى. ووقد توبع سعيد بن الحكم أخرجه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (ج2/ص591) حدثنا محمد بن حسان السمتي، حدثنا الفضيل بن عياض، عن مطرح بن يزيد، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا يحل لمؤمن أن يدخل الحمام إلا بمئزر ولا يحل للمرأة أن تدخل الحمام إلا من سقم فإن عائشة أم المؤمنين حدثتني على مفرشها قالت: حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم على مفرشي هذا قال: إن المرأة إذا وضعت خمارها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله عز وجل فلم يتناها دون العرش.

إسناد منكر وقوله (وضعت خمارها) منكر جداً ومداره على

- عبيد الله بن زحر قال فيه ابن حبان إذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات (المجروحين لابن حبان ت حمدي ج2/ص28-29)

- علي بن يزيد هو الألهاني الشامي روايته عن القاسم منكرة قال محمد بن عمر قال قال يحيى بن معين علي بن بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة هي ضعاف كلها، وقال المفضل بن غسان الغلابي قال أبو زكريا - يعني يحيى بن معين - وأحاديث عبيد الله بن زحر علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعة ضعيفة وقال أبو حاتم الرازي ضعيف الحديث حديثه منكر فإن كان ما روى علي بن يزيد عن القاسم على الصحة فيحتاج أن ننظر في أمر علي بن يزيد (تاريخ دمشق لابن عساكر (ج43/ص282 وص284 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص208-209)

- القاسم أبو عبد الرحمن هو الشامي ضعفه أحمد بن حنبل ووثقه بعضهم

=======

=======

السائب مولى أم سلمة عن أم سلمة

أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج44/ص193-194) وأبو يعلى الموصلي في المسند ت حسين أسد (ج8/ص138) والطبراني في المعجم الكبير (ج23/ص402) من طريق ابن لهيعة وأخرجه الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج4/ص321) وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج23/ص402) من طريق عمرو بن الحارث الأنصاري ثقة كلاهما عن ‌دراج أبي السمح، عن السائب مولى أم سلمة أن نسوة دخلن على أم سلمة، من أهل حمص فسألتهن: ممن أنتن؟ فقلن: من أهل حمص [زاد الحاكم: قالت: من أصحاب الحمامات؟ قلن: وبها بأس؟]، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها، خرق الله [ولفظ أبي يعلى والحاكم: نزع الله] عنها ستراً [ولفظ الطبراني: عنها سترها].

- السائب مجهول تفرد بالرواية عنه دراج ودراج فيه كلام

=======

=======

عطاء ومجاهد

أبو علي حامد بن عبد الله الرفاء في جزءه كما في مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثي ت جرار (ص64) حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا عمران بن عيينة، عن حصين، عن مجاهد قال: دخل على عائشة رضي الله عنها نساء من أهل حمص، فقالت: لعلكن من الكورة التي يدخل نساؤهم الحمامات؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخلع ثيابها في غير ‌بيتها إلا هتكت الستر ما بينها وبين الله عز وجل.

إسناده منكر تفرد به عمران بن عيينة ولم يتابعه أحد قال أبو حاتم الرازي لا يحتج بحديثه فإنه يأتي بالمناكير، وقال يحيى بن معين ليس بشيء ضعيف ومرة صالح الحديث، وقال أبو زرعة الرازي ضعيف الحديث وقال العقيلي يخالف في حديثه وهم وخطأ (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص302 وتاريخ ابن معين رواية محرز ج1/ص69 ورواية الدوري ج3/ص446 وسؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي ت الأزهري والضعفاء الكبير للعقيلي ج3/ص301)

قلت رجعت إلى المخطوطة فكان الإسناد مثل هذا وهذا المتن فيه "من الكورة" وهو الذي يرويه أبو المليح عن عائشة

- عبد الله بن عمر الظاهر هو مُشْكُدَانَةُ أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي الكوفي ثقة

وروي عن عمران بن عيينة إسناد آخر ليس في متنه "من الكورة"

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (ج5/ص84) حدثنا عبد الرحمن بن سلم قال: نا سهل بن عثمان قال: نا ‌عمران ‌بن ‌عيينة، عن ‌يزيد بن أبي زياد، عن ‌عطاء بن أبي رباح، أن نساء من أهل حمص دخلن على ‌عائشة، فقالت: لعلكن من النساء اللواتي يدخلن الحمامات؟ فقلن لها: إنا لنفعل، فقالت لهن ‌عائشة: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله.

- يزيد بن أبي زياد هو أبو عبد الله الهاشمي ضعيف وهو الذي يروي حديث كان الركبان يمرون بنا

فكأن هذا أصح عن عمران بن عيينة لأنه توبع وهنا عن عطاء وليس مجاهد

- عبد الرحمن بن سلم هو أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي الأصبهاني قال أبو نعيم الأصبهاني مقبول القول صاحب التفسير والمسند عن سهل بن عثمان - يعني العسكري - (تاريخ أصبهان لأبي نعيم ج2/ص75) وقال الذهبي الحافظ الكبير وكان من الثقات (تذكرة الحفاظ للذهبي ج2/ص189)

- سهل بن عثمان هو أبو مسعود سهل بن عثمان بن فارس العسكري الكندي نزيل الري روى عنه أبو زرعة الرازي وقال أبو حاتم الرازي صدوق وقال أبو الشيخ الأصبهاني كثير الفوائد سمعت عبدان يقول قدم علي سهل بن عثمان وعمرو بن العباس أبو بكر الأعين وجماعة من أصحابه فقالوا في أحاديث ثنا بها إنه خطأ فقيل له فقال هكذا "ثنا" - اختصار من حدثنا - بها فلان وفلان فسكتوا وله غرائب بكثرة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص203 وطبقات المحدثين لأبي الشيخ ج2/ص119)

وقد توبع عمران بن عيينة على هذا الوجه

أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج43/ص329-330) من طريق أبي عبد الرحمن عبيدة بن حميد بن صهيب الكوفي، قال: حدثني يزيد بن أبي زياد، عن عطاء بن أبي رباح قال: أتين نسوة من أهل حمص عائشة فقالت لهن عائشة: لعلكن من النساء اللاتي يدخلن الحمامات؟ فقلن لها: إنا لنفعلن فقالت لهن عائشة: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، هتكت ما بينها وبين الله.

ملحوظة: إذا روى الضعيف طريقين لحديث فلا يعبأ به لأنه ضعيف ولا يشهد لبعضهما لأنهما من نفس الراوي

أبو نعيم في حلية الأولياء ط السعادة (ج3/ص325) وفي تسمية ما انتهى إلينا من الرواة ت الجديع (ص48) حدثنا محمد بن الحسن بن كوثر [وفي التسمية: أبو بحر محمد بن الحسن]، ثنا محمد بن سليمان بن الحارث، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان بن سعيد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عطاء، عن ‌عائشة: أن نسوة من أهل حمص دخلن عليها فقالت: لعلكن من اللواتي تدخلن الحمامات؟ فقلن: أما إنا لنفعل ذلك؟ فقالت: ‌عائشة رضي الله تعالى عنها: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة نزعت ‌ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله عز وجل.

إسناده باطل ليس له أصل من حديث سفيان بن سعيد الثوري وآفته محمد بن الحسن بن كوثر هو أبو بحر قال أبو بكر البرقاني سمعت من أبي بحر بن كوثر وحضرت عنده يوماً فقال: لنا ابن السرخسي: سأريكم أن الشيخ كذاب وقال لأبي بحر أيها الشيخ فلان بن فلان بن فلان كان ينزل في الموضع الفلاني هل سمعت منه؟ فقال أبو بحر نعم قد سمعت منه قال أبو بكر البرقاني: وكان ابن السرخسي قد اختلق ما سأله عنه ولم يكن للمسألة أصل (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج2/ص613)

=======

=======

أم عبد الملك بن راشد الثعلبي مجهولة عن عائشة

أخرجه محمد بن عبد الرحمن في المخلصيات (ج2/ص340) حدثنا ابن منيع قال: حدثنا داود قال: حدثنا محمد بن حرب، عن عبد الملك بن راشد التغلبي، عن أمه، أنها دخلت على عائشة في نسوة من أهل حمص فقالت: ممن أنتن؟ فقلن: من أهل حمص، قالت: فلعلكن من اللاتي يدخلن الحمام؟ قلن: نعم، قالت عائشة: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله عز وجل من ستر حتى تلبس ثيابها فلما قمنا من عندها سمعتها وهي تقول: يا جارية، انضحي آثارهن بالماء.

- محمد بن حرب هو أبو عبد الله الأبرش الخولاني الحمصي ثقة
- عبد الملك بن راشد التغلبي الحمصي قال أبو حاتم الرازي ما بحديثه بأس روى عنه سعيد بن عبد العزيز (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص349-350)
- أمه مجهولة

=======

=======

سبيعة الأسلمية عن عائشة

أخرجه النسائي في كتاب الكنى كما في إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ط الفاروق (ج9/ص92) أنبا يحيى بن أيوب، ثنا سعيد - هو ابن أبي مريم -، أنبا نافع هو ابن يزيد، ثنا يحيى بن أبي أسيد، عن عبيد بن أبي سوية، أنه سمع سبيعة الأسلمية أنها قالت: دخلت على عائشة في نسوة من أهل الشام، فقالت: صواحب الحمامات؟ قلن: نعم. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحمام حرام على نساء أمتي.

غريب جداً منكر بهذا اللفظ ويحيى بن أبي أسيد مجهول

=======

=======

أم السائب مجهولة عن عائشة

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج7/ص100) حدثنا محمد بن علي المروزي، ثنا مطهر بن الحكم المروزي، ثنا علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، حدثني مطر الوراق، عن أم السائب، أنها دخلت على عائشة أم المؤمنين، ومعها عود تتبع الوزغ فتقتله، فقلت: يا أم المؤمنين ما شأن هذا الوزغ؟ فقالت: لما ألقي إبراهيم في النار كان كل شيء يرد غير هذا، فأمرنا بقتله قلت: يا أم المؤمنين المرأة تدخل الحمام؟، فقالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت سترها فيما بينها وبين ربها.

إسناده لا يصح

- علي بن الحسين بن واقد صدوق ضعيف
- مطر ضعيف
- أم السائب مجهولة

=======

=======

أم كلثوم عن عائشة

عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج1/ص544) عن إبراهيم بن محمد، عن محمد بن عبيد الله، قال عبد الرزاق وقد سمعته أنا أيضاً من محمد، عن أم كلثوم، قالت: أمرتني عائشة فطليتها بالنورة، ثم طليتها بالحناء على إثرها، ما بين فرقها إلى قدمها في الحمام من حصن كان بها، قالت: فقلت لها: ألم تكوني تنهي النساء عن الحمامات؟! فقالت: إني سقيمة، وأنا أنهى الآن ألا تدخل امرأة الحمام، إلا من سقم.

إسناده ساقط محمد بن عبيد الله هو العرزمي متروك

=======

=======

رجل من كندة عن عائشة موقوفاً عليها من قولها

ابن الأعرابي في معجمه ط ابن الجوزي (ج2/ص714) نا الجرجاني، نا عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل من كندة قال: دخلت على عائشة وبيني وبينها حجاب، فقالت: من أنت؟ فقلت: من أهل حمص قالت: من الذين يدخل نساؤهم الحمامات؟ قال: قلت: نعم ليفعلن ذلك، فقالت: إن المرأة المسلمة إذا وضعت ‌ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت سترها بينها وبين الله، فإن كن قد اجترأن على ذلك فليعمد إحداهن إلى ثوب واسع عريض يواري جسدها كله لا ينظر إليها أحد، فيصفها لحبيب أو بغيض قال: قلت: إني لا أملك منهن شيئاً فحدثيني عن حاجتي قالت: وما حاجتك؟ قلت: أسمعت رسول الله يقول: إنه يأتي على الناس ساعة لا يملك أحد لأحد شفاعة؟ قالت: إي والذي كذا وكذا، لقد سألته وإنا لفي شعار واحد، فقال: نعم حين يوضع الصراط، وحين تبيض وجوه وتسود وجوه، وعند الجسر حتى يستحر ويستحد حتى يكون مثل شفرة السيف، ويستحر حتى يكون مثل الجمرة، فأما المؤمن فأجيزه، وأما المنافق فينطلق حتى إذا كان في وسطه خر من قدميه فيهوي إلى قدميه فهل رأيت من رجل يسعى حافيا فتأخذه شوكة حتى يكاد تنفت قدميه فإنه لكذلك يهوي بيده ورأسه إلى قدميه، فتضربه الزباني بخطاطيف في ناصيته وقدميه فينطرح في جهنم، فيهوي فيها سبعين عاماً، فقلت: بثقل الرجل قال: فقالت: لا بل بثقل خمس خلفات {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام} [الرحمن: 41].

إسناده لا يصح

- الرجل من كندة مجهول

=======

=======

تميمة بنت سلمة عن عائشة

أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ط العلمية (ج1/ص654) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر - المقدمي - ثنا يحيى بن سعيد عن زياد بن لاحق قال: حدثتني تميمة بنت سلمة أنها أتت عائشة في نسوة من أهل الكوفة [وفي آخره قالت تميمة] فاستأذن عليها نسوة من أهل الشام فقالت: لا تأذني لهن صواحب الحمامات.

وهذا أصح شيء في الباب إلى جانب رواية أبي المليح عن عائشة

- يحيى بن سعيد هو القطان جبل إمام لا يروي بشكل عام إلا عن ثقة
- زياد بن لاحق روى عنه يحيى وهذا مما يقوي أمره وروى عنه أيضاً ابن المبارك وأبو نعيم الكوفي
- تميمة بن سلمة قال الدارقطني لا بأس بها (سؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص19)

=======

=======

أنس بن مالك عن عائشة

نعيم بن حماد في الفتن من رواية عبد الرحمن بن حاتم المرادي عنه (ج2/ص619) ومن طريقه الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج4/ص561) من رواية الفضل بن محمد الشعراني عن نعيم بن حماد حدثنا بقية بن الوليد، عن زيد [وعند الحاكم: يزيد] بن عبد الله الجهني، عن أبي العالية [لم يذكر الحاكم: "عن أبي العالية" في السند]، عن أنس بن مالك، قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها ورجل معي، فقال الرجل: يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة، فأعرضت عنه بوجهها، قال أنس: فقلت لها: حدثينا يا أم المؤمنين عن الزلزلة، فقالت: يا أنس، إن حدثتك عنها عشت حزيناً، ومت حزيناً، وبعثت حين تبعث وذلك الخوف في قلبك، فقال: يا أمه حدثينا، فقالت: إن المرأة إذا ‌خلعت ‌ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله من حجاب...إلخ [حديث طويل].

إسناده لا يساوي فلساً اضرب به عرض الجدار، يزيد بن عبد الله الجهني قال أحمد بن حنبل لا أعرفه (فتح الباري لابن رجب ط الغرباء ج2/ص434) ونعيم بن حماد يروي المناكير ضعيف وقد تفرد به وقد توبع نعيم بن حماد لكن ليس فيه قول عائشة إنما فيه الزلزلة تابعه أبو عبد الله محمد بن ناصح البغادي لم يوثقه أحد عن بقية بن الوليد به أخرجه ابن أبي الدنيا في العقوبات (ص29)

=======

=======

السائب مولى أم سلمة عن أم سلمة

أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج44/ص193-194) وأبو يعلى الموصلي في المسند ت حسين أسد (ج8/ص138) والطبراني في المعجم الكبير (ج23/ص402) من طريق ابن لهيعة وأخرجه الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج4/ص321) وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج23/ص402) من طريق عمرو بن الحارث الأنصاري ثقة كلاهما عن ‌دراج أبي السمح، عن السائب مولى أم سلمة أن نسوة دخلن على أم سلمة، من أهل حمص فسألتهن: ممن أنتن؟ فقلن: من أهل حمص [زاد الحاكم: قالت: من أصحاب الحمامات؟ قلن: وبها بأس؟]، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها، خرق الله [ولفظ أبي يعلى والحاكم: نزع الله] عنها ستراً [ولفظ الطبراني: عنها سترها].

- السائب مجهول تفرد بالرواية عنه دراج ودراج فيه كلام

=======

=======

أم الدرداء الكبرى خَيْرَةُ بِنْتُ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيَّةُ عن النبي

أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج44/ص589) والطبراني في المعجم الكبير (ج24/ص255) من طريق عبد الله بن وهب والطبري في التاريخ ت محمد أبي الفضل إبراهيم (ج11/ص625-626) من طريق أبي زرعة هو وهب الله بن راشد المصري الحجري موذن فسطاط كلاهما عن حيوة بن شريح]: أخبرني أبو صخر، أن يحنس أبا موسى [وعند الطبري مولى لجعفر بن خارجة الأسدي]، حدثه أن أم الدرداء، حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيها يوماً، فقال: من أين جئت يا أم الدرداء؟ فقالت: من الحمام، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من امرأة تنزع ثيابها [زاد الطبري والطبراني: في غير بيتها]، إلا هتكت ما بينها وبين الله من ستر.

- يحنس أبو موسى قال أهل العلم هو مولى مصعب بن الزبير المدني الأسدي قلت وقالوا هذا لأنهم لم يقفوا على طريق الطبري وفيه أنه مولى جعفر بن خارجة الأسدي وهذا مجهول وأما ذاك فهو مولى مصعب بن الزبير فلا أدري هل يوجد تصحيف! وهذا يزيد الأمر حيرة، وقال الدولابي أبو موسى يحنس بن عبد الله مولى الزبير بن العوام. وأبو موسى يحنس عن أم الدرداء حدث عنه أبو صخر حميد بن زياد (الكنى والأسماء للدولابي ج3/ص1073) هكذا فرق الدولابي بينهما وكأن الدولابي فهمه هكذا من الإمام النسائي حيث قال الدولابي أخبرني أحمد بن شعيب - هو الإمام النسائي - قال: أبو موسى يحنس بن عبد الله مولى الزبير بن العوام، حدث عنه: محمد بن إبراهيم بن الحارث، يرويه زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة - هو الربذي منكر الحديث -، عن محمد بن إبراهيم، عن يحنس. انتهى وقلت هذا الأثر تكملة إسناده هو "عن أم الدرداء عن أبي الدرداء"-. ثم قال الدولابي أخبرني أحمد بن شعيب قال: روى ابن وهب، عن أبي صخر، قال: حدثنا يحنس أبو موسى، أن أم الدرداء قالت: لقيني النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أين جئت يا أم الدرداء؟ قلت: من الحمام فقال: ما من امرأة تنزع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله من ستر (ج3/ص1076-1077)

- أبو زرعة وهب الله بن راشد المصري الحجري موذن فسطاط قال أبو حاتم الرازي محله الصدق، وقال ابن حبان يخطئ، وقال أحمد بن سعيد بن أبي مريم أردت أن أكتب عن أبي زرعة وهب الله بن راشد فنهاني عمي أن أكتب عنه (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج9/ص27 والثقات لابن حبان ط المعارف العثمانية ج9/ص228 والضعفاء الكبير للعقيلي ج4/ص323)

- أبو صخر هو حميد بن زياد مختلف فيه

قال المستغفري والدارقطني والعجلي ثقة (فضائل القرآن للمستغفري ج2/ص831 وسؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص23 والثقات للعجلي ط الدار ج1/ص323)

وقال البغوي مدني صالح الحديث (تهذيب التهذيب لابن حجر ج3/ص42)

وأخرج له مسلم

وقال أحمد بن حنبل من رواية ابنه عنه ليس به بأس (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص222)

وقال أحمد بن حنبل من رواية حمدان الوراق عنه ضعيف لكن سماه حميد بن صخر ونسبه العقيلي فقال مديني (الضعفاء الكبير للعقيلي ج1/ص270)

وقال يحيى بن معين من رواية الدارمي عنه ثقة ومرة ليس به بأس (تاريخ ابن معين رواية الدارمي ص95- وص23)

وقال يحيى بن معين من رواية ابن الجنيد عنه ليس به بأس (سؤالات ابن الجنيد لابن معين ص477)

وقال يحيى بن معين من رواية ابن منصور عنه ضعيف (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص222)

وقال يحيى بن معين من رواية أحمد بن سعد بن أبي مريم عنه ضعيف (الكامل لابن عدي ج3/ص68)

وقال النسائي حميد بن صخر يروي عنه حاتم بن إسماعيل ليس بالقوي (الضعفاء والمتروكون ص33)

وفرق ابن عدي بين حميد بن زياد وحميد بن صخر فقال في حميد بن زياد هو عندي صالح الحديث، وإِنَّما أنكرت عليه هذين الحديثين المؤمن مؤالف وفي القدرية اللذين ذكرتهما وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيماً (الكامل لابن عدي ج3/ص70) قلت والصواب أنهما واحد

قلت والخلاصة هو عندي حسن الحديث لا بأس به ما لم يخالف أو يأتي بمتن منكر مخالف للصحيح

فإن قلت ماذا يعني، هل خالف هنا أو أتى بمنكر؟ فأقول لا أدري ما أقول وأسكت أخشى أن تزل قدمي


طريق آخر عن أم الدرداء

أخرجه الطبري في التاريخ (ج11/ص626) من طريق أسد بن موسى الملقب بأسد السنة وأحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج44/ص587) من طريق حسن بن موسى الأشيب والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (ج1/ص358) من طريق كامل بن طلحة الجحدري ثلاثتهم عن ابن لهيعة، قال حدثنا زبان بن فائد عن سهل بن معاذ، عن أبيه، أنه سمع أم الدرداء تقول: خرجت من الحمام فلقيني رسول الله، فقال: من أين يا أم الدرداء؟ قلت: من الحمام، فقال: والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت إحدى [وعند أحمد بن حنبل: أحد] أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل.

إسناده منكر وابن لهيعة والرواة عنه في هذا الحديث ليسوا من العبادلة ابن المبارك وابن وهب ورواية العبادلة عن ابن لهيعة ضعيفة أيضاً لكنها أحسن حالاً من غيرها

هكذا كلاهما أسد وحسن رواه بلفظ "امرأة تضع ثيابها في غير بيت إحدى أمهاتها" وقد خولفا في الإسناد والمتن خالفهما أبو الأسود النضر بن عبد الجبار

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج24/ص252) حدثنا حبوش بن رزق الله المصري، ثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، ثنا ابن لهيعة، ثنا زبان بن فائد، عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أم الدرداء، أن النبي صلى الله عليه وسلم، لقيها وهي مقبلة من الحمام فقال: من أين أقبلت يا أم الدرداء فقالت: من الحمام يا رسول الله فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيتها هتكت ما بينها، وبين الله من ستر.

هكذا لم يذكر "أمهاتها" وزاد في الإسناد "أبو مرحوم" وأسقط "والد سهل بن معاذ" ولعل هذا من ابن لهيعة فهو قد اختلط واحترقت كتبه

وقد توبع ابن لهيعة على الوجه الذي رواه عنه أسد بن موسى وحسن بن موسى إسناداً ومتناً

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج24/ص253) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (ج1/ص358) من طريق يحيى بن عثمان الحربي كلاهما عن رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، قال: سمعت أم الدرداء، تقول: خرجت من الحمام فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أين يا أم الدرداء؟ فقلت: من الحمام فقال: والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت إحدى أمهاتها إلا كانت هاتكة كل ستر بينها، وبين الرحمن تبارك وتعالى.

- رشدين بن سعد ليس بشيء

- زبان بن فائد قال أحمد بن حنبل أحاديثه أحاديث مناكير، وقال ابن حبان منكر الحديث جداً ينفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج به، وقال الساجي عنده مناكير (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ج3/ص115 والمجروحين لابن حبان ت حمدي ج1/ص393 وإكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ط الفاروق ج5/ص32)

- سهل بن معاذ بن أنس الجهني قال يحيى بن معين سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه ضعيف (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص204) وأما ابن حبان فله قولان! الأول قال في المجروحين ت حمدي (ج9/ص441) منكر الحديث جدًّا فلست أدري أوقع التخليط في حديثه منه أو من زبان بن فايد فإن كان من أحدهما فالأخبار التي رواها أحدهما ساقطة وإنما أشتبه هذا لأن رواتها عن سهل بن معاذ زبان إلا الشيء بعد الشيء. انتهى والثاني قال في كتابه مشاهير علماء الأمصار (ص195) من خيار أهل مصر وكان ثبتًا وإنما وقعت المناكير في أخباره من جهة زبان بن فائد

- أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون ضعفه ابن معين وضعفه أبو حاتم الرازي وقال شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص338) وغمزه ابن حبان فقال من جلة أهل مصر وكان يهم في الأحايين (مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ص300) وقال النسائي أرجو أنه لا بأس به وهذا لا يعتبر توثيقاً قوياً يعتمد عليه فهناك فرق بين قول الإمام "ثقة" وبين "أرجو أنه لا بأس به" كما لا يخفى على أهل هذا الفن

الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (ج1/ص357) وابن الأثير في أسد الغابة ط الفكر (ج6/ص100) كلاهما من طريق القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي حدثنا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة بن أزهر الحمصي حدثنا محمد بن حمير عن أسامة بن سهل عن أبيه أنه سمع أم الدرداء تقول خرجت ‌من ‌الحمام فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من أين أقبلت يا أم الدرداء قلت ‌من ‌الحمام فقال والذي نفسي بيده ما منكن امرأة تضع ثيابها في بيت أحد إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الله عز وجل.

قال الخطيب (ص359) أسامة بن سهل مجهول

هذا والله اعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
1 تعليقات
  • Mohamed Elfeki
    Mohamed Elfeki 6/02/2023

    سبحان الله الاحاديث ده مشهورة يعنى اكثر الناس تعرفها ولكن للاسف الشديد متفبركة

إضافة تعليق
رابط التعليق