حكم الأثر: صحيح
1) إسحاق بن عيسى الطباع عن مالك
أخرجه أحمد بن حنبل في العلل رواية ابنه (ج2/ص73) ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (ج1/ص66) حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال رأيت مالك بن أنس وَافِرَ الشارب لشاربه ذنبتان فسألته عن ذلك فقال حدثني زيد بن أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن عمر بن الخطاب كان إذا كربه أمر فتل شاربه ونفخ فأفتاني بالحديث. ليس في سند الطبراني "أبيه"
- إسحاق بن عيسى الطباع هو أبو يعقوب إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي قال البخاري مشهور الحديث وقال الخليلي متفق عليه ثقة (التاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج1/ص399 والإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي ج1/ص244)
وقد توبع أحمد بن حنبل أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في الأموال (ص377) ومن طريقه ابن زنجويه في الأموال (ج2/ص668) حدثنا إسحاق بن عيسى، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال أبو عبيد: أحسبه عن أبيه قال: أتى أعرابي عمر فقال: يا أمير المؤمنين، بلادنا قاتلنا عليها في الجاهلية، وأسلمنا عليها في الإسلام، علام تحميها؟ قال: فأطرق عمر، وجعل ينفخ ويفتل شاربه وكان إذا كربه أمر فتل شاربه ونفخ فلما رأى الأعرابي ما به، جعل يردد ذلك عليه، فقال عمر: المال مال الله، والعباد عباد الله، والله لولا ما أحمل عليه في سبيل الله ما حميت من الأرض شبراً في شبر.
2) معن بن عيسى القزاز عن مالك
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص248) أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن عمر بن الخطاب أتاه رجل من أهل البادية فقال: يا أمير المؤمنين بلادنا قاتلنا عليها في الجاهلية وأسلمنا عليها في الإسلام ثم تحمى علينا؟ فجعل عمر ينفخ ويفتل شاربه.
- معن بن عيسى هو أبو يحيى معن بن عيسى بن يحيى بن دينار القزاز قال يحيى بن معين ثقة وقال أبو حاتم الرازي أثبت أصحاب مالك وأوثقهم معن بن عيسى القزاز وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث ثبتاً مأموناً (سؤالات ابن الجنيد لابن معين ص382 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص278 والطبقات الكبرى لابن سعد ط العلمية ج5/ص503)
وقد توبع ابن سعد أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (ج1/ص45) حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا معن بن عيسى ح قال: وحدثنا القباب، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو جعفر محمد بن فضيل وكان ثقة، ثنا معن، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: كان عمر إذا غضب فتل شاربه.
الإسناد الأول
- أبو حامد أحمد بن محمد هو أبو حامد أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن يزيد بن سنان بن جبلة الصايغ من أهل نيسابور (انظر ترجمته في هذه المقالة بالتفصيل)
- محمد بن إسحاق هو أبو العباس الثقفي السراج ثقة
- إبراهيم بن سعد قلت "سعد" تصحيف والصواب "سعيد" بالياء وهو أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الجوهري
الإسناد الثاني
- القباب هو أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك المقرئ الأصبهاني قال الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني فأما أبو بكر القباب فإنه من أجلة قراء أصبهان ومن العلماء بتفسير القرآن كثير الحديث ثقة نبيل (انظر غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ج1/ص454)
- ابن أبي عاصم مشهور صاحب التصانيف وهو أبو بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد
- أبو جعفر محمد بن فضيل وكان ثقة قلت قوله "وكان ثقة" هو لابن أبي عاصم فقد قال ابن عاصم حدثنا محمد بن فضيل أبو جعفر البزار ثقة (الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ج3/ص35)
وأخرجه عمر بن شبة في تاريخ المدينة (ج3/ص839) حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن ناساً من بني ثعلبة أتوا عمر رضي الله عنه فقالوا: أرضنا، قاتلنا في الجاهلية، وأسلمنا عليها في الإسلام، حميت علينا، فجعل عمر رضي الله عنه يقول: البلاد بلاد الله، تحمى لنعم مال الله وما أنا بفاعل، وجعل يفتل شاربه، وكان يفعل ذلك إذا هم.
- هارون بن معروف هو أبو علي المروزي من رجال البخاري ومسلم في صحيحيهما
- هشام بن سعد صدوق في حفظه كلام لكنه حس الحديث في شيخه زيد بن أسلم فقد قال الذهبي قال أبو داود أي السجستاني هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم (انظر تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج4/ص243)
ابن زنجويه في الأموال (ج2/ص668) أناه عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر، وهو يقول لهني حين استعمله على حمى الربذة، فذكر نحوه (1) وزاد فيه، قال: قال أسلم: فسمعت رجلاً من بني ثعلبة يقول له: يا أمير المؤمنين، حميت بلادنا، قاتلنا عليها في الجاهلية وأسلمنا عليها في الإسلام، يرددها عليه مراراً، وعمر واضع رأسه، ثم إنه رفع إليه رأسه فقال: البلاد بلاد الله، وتحمى لنعم الله، يحمل عليها في سبيل الله.
- (1) قلت قوله "فذكر نحوه" رواه البخاري في صحيحه ط السلطانية (ج4/ص71) عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل مولى له يدعى هُنَيًاً على الحمى، فقال: يا هني اضمم جناحك عن المسلمين، واتق دعوة المظلوم، فإن دعوة المظلوم مستجابة، وأدخل رب الصريمة، ورب الغنيمة، وإياي ونعم ابن عوف ونعم ابن عفان، فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعا إلى نخل وزرع، وإن رب الصريمة ورب الغنيمة: إن تهلك ماشيتهما، يأتني ببنيه فيقول: يا أمير المؤمنين؟ أفتاركهم أنا لا أبا لك، فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والورق، وايم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم، إنها لبلادهم فقاتلوا عليها في الجاهلية، وأسلموا عليها في الإسلام، والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله، ما حميت عليهم من بلادهم شبراً.
قلت كان عبد الله بن الزبير وأسلم العدوي كلاهما موجودان في هذه الحادثة
هذا والله أعلم