مدى صحة أن النبي حين قدم المدينة نزل في بيت أبي أيوب الأنصاري سنة فلما تزوج علي فاطمة

انتشر على مواقع التواصل 

(قال آدهم الشرقاوي قرأتُ البارحة شيئاً لابن سعدٍ في الطبقات هزَّني عميقاً، عميقاً جداً!

روى ابن سعدٍ أن النبيَّ ﷺ حين قَدِمَ المدينة،

نزل في بيت أبي أيوب الأنصاري سنةً أو نحوها،

فلما تزوج عليُّ فاطمة قال له النبي ﷺ: اُطلبْ منزلاً!

فطلبَ عليٌ منزلاً، فأصابه بعيداً عن النبي ﷺ قليلاً،

فجاء النبيُّ ﷺ إلى فاطمة وقال: إني أريدُ أن أحوِّلكِ إليَّ!

فقالتْ: كلِّمْ حارثة بن النعمان أن يتحوَّل، وكان منزل حارثة قريباً من بيت أبي أيوب!

فقال لها النبيُّ ﷺ: قد تحوَّل حارثة عنَّا حتى استحييتُ منه،

فبلغَ ذلكَ حارثة فجاء إلى النبيِّ ﷺ وقال له: بلغني يا رسول الله أنك تريدُ أن تُحوِّل فاطمة إليك،

وهذه منازلي هي أقرب بيوت بني النجار إليك، وإنما أنا ومالي للهِ ورسوله، والمال الذي تأخذه مني أحبُّ إليَّ من المال الذي تدع! فدعا له النبيُّ ﷺ بالخير! ثم حوّل فاطمة من بيتها القديم إلى بيت حارثة بجواره!.)

حكم القصة: ساقطة هالكة لا تصح

أخرجها ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج8/ص132-133) أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إبراهيم بن شعيب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وتزوج علي فاطمة وأراد أن يبني بها قال له رسول الله: اطلب منزلاً فطلب علي منزلاً فأصابه مستأخراً عن النبي قليلاً فبنى بها فيه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إليها قال: إني أريد أن أحولك إلي، فقالت لرسول الله: فكلم حارثة بن النعمان أن يتحول عني تريد أن يتحول لي عن منزله فقال رسول الله: قد تحول حارثة عنا حتى قد استحييت، فبلغ حارثة فتحول وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنه بلغني أنك تحول فاطمة إليك وهذه منازلي وهي أسقب بيوت بني النجار بك، وإنما أنا ومالي لله ولرسوله والله يا رسول الله للذي تأخذ مني أحب إلي من الذي تدع، فقال رسول الله: صدقت بارك الله عليك! فحولها إلى بيت حارثة.

إسناده تالف هالك

- محمد بن عمر هو الواقدي متهم بالكذب قال يحيى بن معين كان الواقدي يضع الحديث وضعاً (المشيخة للنسائي ص76) وقال إسحاق بن راهويه هو عندي ممن يضع الحديث وقال الشافعي كتب الواقدي كذب وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص21) وقال ابن حجر ما كان الواقدي يستحي من الكذب في صدر الحديث أن مكة أحب الأرض إلى الله وفي آخره أن المدينة أحب الأرض إلى الله فسبحان من خذله حتى روى هذه الأشياء المتناقضة والعجب من الحاكم يدخل في الصحيح هذه الأباطيل مع معرفته بضعف رواتها (إتحاف المهرة لابن حجر ج4/ص185)

- إبراهيم بن شعيب هو الْمَدِينِيُّ قال يحيى بن معين ليس بشيء (تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب ج1/ص220)

- يحيى بن شبل مجهول

وقال الزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات (ص145) وذَكَرَ (1) ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: لما أردت أن أجمع فاطمة أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصراً من ذهب، فقال: ابتع بهذا طعاماً لوليمتك، قال: فخرجت إلى محافل الأنصار، فجئت إلى محمد بن مسلمة في جرين له، قد فرغ من طعامه، فقلت له: بعني بهذا المصر طعاماً، فأعطاني، حتى إذا جعلت طعامي، قال: من أنت؟ قلت: علي بن أبي طالب، فقال: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقلت: نعم، قال: وما تصنع بهذا الطعام؟ قلت: أعرس، فقال: وبمن؟ فقلت: بابنة رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فهذا الطعام، وهذا المصر الذهب، فخذه، فهما لك، فأخذته ورجعت، فجمعت أهلي إلي، وكان بيت فاطمة لحارثة بن النعمان، فسألت فاطمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أن يحوله، فقال لها: لقد استحييت من حارثة مما يتحول لنا عن بيوته، فلما سمع بذلك حارثة انتقل منه، وأسكنه فاطمة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأتي الأنصار في دورهم فيدعو لهم بالبركة، فيجتمعون إليه، فيذكرهم ويحذرهم وينذرهم، ويأتونه بصبيانهم.

إسناده هالك ضعيف جداً

(1) يعني بالإسناد السابق إليه حيث قال الزبير بن بكار قبل هذا الإسناد مباشرة حدثني أبو غزية، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد ‌بن ‌إسحاق..إلخ ثم قال "وذكر ابن إسحاق" فعطف عليه بواو العطف

- أبو غزية هو محمد بن موسى بن مسكين الأنصاري متروك لا شيء قال ابن حبان كان ممن يسرق الحديث ويحدث به ويروي عن الثقات أشياء موضوعات حتى إذا سمعها المبتدىء في الصناعة سبق إلى قلبه أنه كان المتعمد لذلك (المجروحين لابن حبان ت حمدي ج2/ص302) وقال البخاري عنده مناكير وقال أبو حاتم الرازي ضعيف وفي حديث هو فيه قال منكر (انظر الجرح والتعديل ج8/ص83 والعلل لابن أبي حاتم ج3/ص277)

- محمد بن إسحاق هو محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي وهو مدلس ولم يصرح بالتحديث من عبد الله بن أبي بكر

من ثم هو معضل مرسل عبد الله بن أبي بكر لم يدرك علي بن أبي طالب

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق