مدى صحة دخل عمرو على معاوية وعنده ابنته عائشة فقال من هذه؟ قال: هذه تفاحة القلب

دخل عمرو بن العاص على معاوية وبين يديه ابنته عائشة فقال: من هذه؟ فقال معاوية: هذه تفاحة القلب فقال: انبذها عنك؛ قال: ولم؟ قال: لأنهنّ يلدن الأعداء، ويقرّبن البعداء، ويورثن الضغائن؛ فقال: لا تقل ذاك يا عمرو، فو الله ما مرّض المرضى ولا ندب الموتى ولا أعان على الأحزان مثلهن، وإنك لواجد خالاً قد نفعه.

قلت أخرج أبو بكر بن أبي الدنيا في النفقة على العيال (ج1/ص246) حدثني أبي، عن هشام بن محمد، عن عبد الله بن يزيد، عن (1) روح بن زنباع، قال: دخل معاوية بن حديج على معاوية بن أبي سفيان وبين يديه بنية له فقال: من هذه؟ قال: بنية لي قال: نحها عنك، فوالله إنهن ليلدن الأعداء ويقربن البعداء فقال معاوية: أما على ذاك ما مرض المرضى وبكى الموتى مثلهن أحد.

- (1) قلت كذا "عن" وهذا الإسناد مشهور بـِ "بن" أي أنه راوٍ وهو عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع

وهكذا ليس فيه "تفاحة القلب" وكذا ليس هو "عمرو بن العاص" إنما "معاوية بن حديج" وهذا إسناد ضعيف جداً من أجل هشام بن محمد هو الكلبي متروك

وذكر بلفظ "تفاحة القلب" وبلفظ "ريحانة القلب" وكلاهما بلا إسناد

فأما لفظ "تفاحة القلب"

فأقدم مصدر ذكر فيه هو كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة الدينوري (ج3/ص113) المتوفى 276 هجري ونصه كالآتي:

دخل عمرو بن العاص على معاوية وعنده ابنته عائشة، فقال: من هذه يا أمير المؤمنين؟ فقال: هذه تفّاحة القلب؛ فقال: انبذها عنك؛ قال: ولم؟ قال: لأنهنّ يلدن الأعداء، ويقرّبن البعداء، ويورثن الضغائن؛ فقال: لا تقل ذاك يا عمرو، فو الله ما مرّض المرضى ولا ندب الموتى ولا أعان على الأحزان مثلهن، وإنك لواجد خالاً قد نفعه بنو أخته؛ فقال له عمرو: ما أعلمك إلا حبّبتهنّ إليّ.

وأما لفظ "ريحانه القلب"

فقد قال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان (ج8/ص106) عائشة بنت معاوية لأم ولد؛ دخل عمرو بن العاص على معاوية وبين يديه ابنته عائشة وهي صغيرة، فقال: من هذه يا أمير المؤمنين؟ قال: ريحانة قلبي عائشة فقال: انبذها عنك، فوالله إنهن ليكثرن لأعداء، ويقربن البعداء، ويورثن الضغائن فقال معاوية: لا تقل هذا، فوالله ما مرض المرضى، ولا ندب الموتى، ولا أعان على الأحزان مثلهن، ورب ابن أخت قد نفع خاله.

وهذا نسب إلى ابن عساكر في أحد النسخ كما قال محقق مرآة الزمان قلت بحثت في كتب ابن عساكر التي بين أيدينا فلم أقف عليها فلعله في المفقود أو سقط من النسخ التي بين أيدينا

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق