مدى صحة قال ابن مسعود وابن المسيب في قوله {في شغل فاكهون} افتضاض العذارى

قال ابن مسعود في قوله تعالى {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} شغلهم افتضاض العذارى. ومثله سعيد بن المسيب

أما أثر ابن مسعود

حكم الأثر: حسن

أخرجه الحكيم الترمذي في مشكل القرآن كما عند القرطبي في تفسيره (ج15/ص43) وابن أبي الدنيا في صفة الجنة ت العساسلة (ص193) والطبري في تفسيره ت شاكر (ج20/ص534) ثلاثتهم عن محمد بن حميد الرازي، حدثنا يعقوب القمي، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود في قوله {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} قال: شغلهم افتضاض العذارى.

محمد بن حميد الرازي متروك لكنه توبع

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في صفة الجنة (ج2/ص208) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل وأحمد بن يحيى الحلواني كلاهما عن أبي الربيع الزهراني عن يعقوب بن عبد الله القمي، ثنا حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، في قوله تعالى {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} [يس: ٥٥] قال: شغلهم افتضاض العذارى.

- حفص بن حميد هو أبو عبيد القمي قال علي بن عبد الله بن المديني مجهول لا أعلم أحداً روى عنه إلا يعقوب القمي قلت قال أبو حاتم الرازي وروى عنه أيضاً أشعث بن إسحاق ثم سئل أبو حاتم عنه فقال شيخ قلت لكن رواية أشعث بن إسحاق عنه لم أقف عليها فلعله روى عنه الحرف والحرفين لا أكثر إذ لو كانت رواية أشعث عن حفص مشهورة لكان له في الكتب التي بين أيدينا وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين هو صالح وقال المزي وابن كثير قال النسائي ثقة لكن مغلطاي رد كلام المزي هذا فقال وفي قول المزي: (قال النسائي: ثقة) نظر لأن النسائي لم يعين من المراد بقوله إنما قال: حفص بن حميد ثقة فلو ادعى مدع أنه أراد بذلك الأكافي الذي ذكره المزي للتمييز لكان له ذلك إذ لا دليل على صحة أحد القولين في الآخر ولهذا إن ابن خلفون قال: لا أدري من أراد النسائي بقوله الأكافي أو والقمي، وكذا قاله غيره (التراجم الساقطة من كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ص226)

فإن قلت فما خلاصته وهل يحتج به فأقول حسن الحديث قد روى علي بن المديني عن يونس بن محمد المؤدب عن يعقوب القمي عن حفص بن حميد، عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب ثم قال علي بن المديني ولم نجده عن عمر إلا من هذا الطريق وهو حسن الإسناد إلا أن حفص بن حميد مجهول لا أعلم أحداً روى عنه إلا القمي وإنما روى هذا أهل الحجاز عن أبي هريرة. انتهى كلامه

قلت وله خبر آخر قالل ابن شبة حدثنا أبو الربيع الزهراني، ومحمد بن حميد قالا: حدثنا يعقوب القمي، عن حفص بن حميد، عن شمر عن شقيق عن عمر قال: إني ممسك بحلاقيم قريش، إني أنزلت مال الله وقال أبو الربيع: مال المسلمين مني بمنزلة مال اليتيم. قلت وهذا الخبر له طريق آخر عن شقيق رواه ابن شبة وغيره من طريق زائدة بن قدامة عن الأعمش عن أبي وائل - هو شقيق بن سلمة - قال: قال عمر: إني أنزلت مال الله مني بمنزلة مال اليتيم.

وقد توبع الزهراني أيضاً

قال ابن أبي حاتم الرازي في العلل (ج5/ص481) قلت لأبي: الحماني روى عن عبد الله بن جهم؟ فقال: سألت عنه الحماني؛ فقال: تعرف عبد الله بن الجهم؟ فقال: نعم، هو حي فيما ذاكرني عن يعقوب حديثاً، لم أسمعه من يعقوب حديثاً أحسن منه، قلت: ما هو؟ فقال: يعقوب، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله؛ قال: {إن أصحاب الجنة ... }. قلت لأبي: لم تكتبه عن أحد؟ قال: عن غير واحد.

قوله "لم أسمعه من يعقوب حديثاً أحسن منه" أظنه من قول الحماني وهو يحيى بن عبد الرحمن والله أعلم

وأما أثر سعيد بن المسيب

أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج20/ص535) حدثني الحسين بن علي الصدائي، قال: ثنا أبو النضر، عن الأشجعي، عن وائل بن داود، عن سعيد بن المسيب، في قوله {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} قال: في افتضاض العذارى.

إسناده ضعيف، لا أعرف سماعاً لوائل بن داود من سعيد بن المسيب وهو عندي مرسل

هذا والله أعلم