مدى صحة حديث لما حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين قال أصحابه وكيف تطمئن المواشي ومعها الأسد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين، قال أصحابه: وكيف يطمئن أو: تطمئن المواشي ومعها الأسد؟ فسلط الله عليه الحمى، فكانت أول حمى نزلت الأرض، ثم شكوا الفأرة فقالوا: الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعنا فأوحى الله إلى الأسد، فعطس، فخرجت الهرة منه، فتخبأت الفأرة منها.

حكم الأثر: ضعيف فيه علتان كما سيأتي

قال ابن كثير في تفسيره ت سلامة (ج4/ص321) وأيضاً في كتابه البداية والنهاية ت تركي (ج1/ص260-261) وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث، حدثني الليث، حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم. عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

ثم قال ابن كثير في البداية والنهاية "هذا مرسل"

قلت وهذا إسناده ضعيف فيه علتان

العلة الأولى: كما قال ابن كثير أنه مرسل لأن والد زيد بن أسلم والذي هو أسلم العدوي تابعي لم يسمع من النبي وبالتالي مرسل أي إسناده منقطع

والعلة الثانية: أبو صالح عبد الله بن صالح الليث ضعيف أُدْخِلَتْ في كتبه أحاديث موضوعة مكذوبة من قبل الكذابين ولذلك وصفه ابن حجر قائلاً فيه غفلة والأدلة:

قال أبو حاتم الرازي: الأحاديث التي أخرجها أبو صالح - يعني عبد الله بن صالح - في آخر عمره التي أنكروا عليه نرى أن هذه مما افتعل خالد بن نجيح وكان أبو صالح يصحبه وكان سليم الناحية وكان خالد ابن نجيح يفتعل الحديث ويضعه في كتب الناس ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب كان رجلاً صالحاً (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/ص87)

وقال ابن حبان: سمعت ابن خزيمة يقول كان له جار بينه وبينه عداوة فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح ويطرح في داره في وسط كتبه فيجده عبد الله فيحدث به فيتوهم أنه خطه وسماعه فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره (المجروحين لابن حبان ت حمدي ج10/ص534)

وقال أبو زرعة الرازي: وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم فبلوا به وبلى به أبو صالح - يعني عبد الله بن صالح - (الضعفاء لأبي زرعة الرازي ج3/ص391)

وتوجد بعض المراسيل وعلى كل حال لا يصح

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق