قال الصحابي أبو الدرداء رضي الله عنه: ما لي أرى علماءكم يذهبون - يعني يموتون -، وأرى جهالكم لا يتعلمون؟ تعلموا العلم قبل أن يرفع، فإن رفع العلم ذهاب العلماء - يعني موت العلماء -، العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في سائر الناس بعدهما، ولقد خشيت أن يذهب الأول ولا يتعلم الآخر، ولو أن العالم طلب العلم لازداد علماً وما نقص العلم شيئاً، ولو أن الجاهل طلب العلم لوجد العلم قائماً، فما لي أراكم شباعاً من الطعام جياعاً من العلم.
حكم الأثر: صحيح ثابت
1) سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء مرسلاً
أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص119) من طريق عبد العزيز بن مسلم القسملي والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ت الأعظمي (ص453) من طريق شعبة بن الحجاج كلاهما عن أبي الهذيل حصين بن عبد الرحمن السلمي عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء قال: ما لي أرى علماءكم يذهبون، وأرى جهالكم لا يتعلمون؟ تعلموا العلم قبل أن يرفع، فإن رفع العلم ذهاب العلماء.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج7/ص113) والبيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج2/ص414) من طريق أحمد بن عبد الجبار وأبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص221) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف بن ميمون البلخي ثلاثتهم عن محمد بن فضيل [زاد أبو الليث: الضبي]، عن حصين [زاد البيهقي: ابن عبد الرحمن]، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء، أنه قال: ما لي أرى علماءكم يذهبون، وأرى جهالكم لا يتعلمون، اعلموا [وعند أبي الليث: تعلموا] قبل أن يرفع العلم، فإن رفع العلم ذهاب العلماء.
وأخرجه آدم بن أبي إياس في العلم والحلم (ص11) حدثنا ورقاء، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء، قال: ما لي أرى علماءكم يذهبون، وأرى جهالكم لا يتعلمون، فتعلموا قبل أن يرتفع العلم، فإن رفع العلم ذهاب العلماء، مالي أراكم تحرصون على ما قد تكفل لكم به، وتدعون ما وكلتم به، لأنا أعلم بشراركم من البيطار بالخيل، هم الذين لا يأتون الصلاة إلا دبرًا، ولا يسمعون القول إلا هجرًا، ولا يعتق محررهم.
وأخرجه أبو داود السجستاني في الزهد (ص207) والثعلبي في تفسيره ط التفسير (ج15/ص336) من طريق هناد بن السري وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج47/ص172) من طريق أبي هشام الرفاعي كلاهما عن محمد بن فضيل [وعند الثعلبي: محمد بن فضيل بن غزوان]، عن عبد الله بن عبد الرحمن [زاد ابن عساكر: أبو نصر]، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء، قال: يا أهل حمص ما لي أرى علماءكم يذهبون، وأرى جهالكم لا يتعلمون، اعلموا قبل أن يرفع العلم، فإن رفع العلم ذهاب العلماء.
وآدم بن أبي إياس في العلم والحلم (ص11) حدثنا شيبان، قال: حدثنا منصور بن المعتمر، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء، أنه قال: مالي أرى علماءكم يذهبون، وأرى جهالكم لا يتعلمون، إن معلم الخير ومتعلمه في الأجر سواء، ولا خير في سائر الناس، مالي أراكم تجتهدون فيما تكفل لكم به، وتبطئون فيما وكلتم به. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج1/ص212) حدثنا محمد بن بدر - هو أبو بكر الحمامي الأمير -، ثنا حماد بن مدرك، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا زائدة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء، رضي الله تعالى عنه قال: ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون، فإن معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في سائر الناس بعدهما.
وأخرجه وكيع بن الجراح في الزهد (ص836) والدارمي في المسند ت الداراني (ج1/ص353) من طريق مسعر وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج1/ص212) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج1/ص139) من طريق شعبة كلاهما عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء قال: تعلموا قبل أن يرفع العلم [ولفظ الدارمي: يقبض العلم]، فإن ذهاب العلم ذهاب العالم [وعند الدارمي: قبض العلم قبض العلماء]، وإن العالم والمتعلم في الأجر سواء [زاد شعبة: ولا خير في سائر الناس بعدهما].
وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على الزهد لأبيه (ص112) والدارمي في السنن ت الداراني (ج1/ص313) من طريق أبي زبيد عبثر بن القاسم الكوفي وأبو خيثمة زهير بن حرب في العلم (ص15) من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي وابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج5/ص284) من طريق محمد بن فضيل الضبي ثلاثتهم عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال أبو الدرداء: معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء وليس في سائر الناس بعد خير.
والخلاصة رجاله ثقات إلا أنه مرسل قال أبو حاتم الرازي سالم بن أبي الجعد لم يدرك أبا الدرداء (المراسيل لابن أبي حاتم ص80)
2) أبو إدريس الخولاني عن أبي الدرداء
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج1/ص602 وج2/ص1225) من طريق دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم نا مروان بن جناح حدثنا يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء أنه كان يقول: تعلموا العلم قبل أن يقبض العلم وقبضه أن يذهب بأصحابه، العالم والمتعلم شريكان في الخير وسائر الناس لا خير فيهم، فما لي أرى علماءكم يموتون وجهالكم لا يتعلمون، ولقد خشيت أن يذهب الأول ولا يتعلم الآخر، ولو أن العالم طلب العلم لازداد علماً وما نقص العلم شيئاً، ولو أن الجاهل طلب العلم لوجد العلم قائماً، فما لي أراكم شباعاً من الطعام جياعاً من العلم.
إسناده صحيح
وقد خولف الوليد بن مسلم في إسناده أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج3/ص235-236) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أخبرنا أبو رجاء البغدادي - هو محمد بن حامد التميمي - بمكة، حدثنا يوسف بن بحر بجبلة، حدثنا محمد بن سعيد بن سابق، عن مروان بن جناح أنه حدثه عن يونس بن ميسرة بن حلبس أن أبا الدرداء قال: تعلموا العلم فذكره.
هكذا ليس فيه "أبو إدريس الخولاني"
- يوسف بن بحر هو أبو القاسم التميمي البغدادي سكن حمص ضعيف قال ابن أبي حاتم الرازي كتبت عنه بحمص (الجرح والتعديل ج9/ص219-220) وقال ابن عدي ليس بالقوي رفع أحاديث وأتى عن الثقات بالمناكير (الكامل في ضعفاء الرجال ج8/ص510) وقال البرقاني عن الدارقطني ليس بالقوي (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج16/ص448) وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالمتين عندهم، ثم ساق له حديثين وقال وله من هذا الضرب غير شيء لم يتابع عليه (الأسامي والكنى للحاكم ج1/ص85)
والصواب الأول يعني يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء
3) حسان بن عطية عن أبي الدرداء مرسلاً
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج1/ص222) حدثنا سليمان بن أحمد - هو الطبراني -، ثنا أحمد بن مسعود، ثنا محمد بن كثير، ثنا الأوزاعي، عن حسان، قال: قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه لأهل دمشق: أرضيتم بأن شبعتم من خبز البر عاما فعاماً، لا يذكر الله تعالى في ناديكم، ما بال علمائكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون؟ لو شاء علماؤكم لازدادوا، ولو التمسه جهالكم لوجدوه.
إسناده ضعيف من ثم هو مرسل
- أحمد بن مسعود هو المقدسي الخياط
- محمد بن كثير هو أبو يوسف المصيصي ضعيف
4) الصحابي قرة بن إياس المزني عن أبي الدرداء
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج1/ص212) حدثنا علي بن أحمد بن محمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا سلم بن جنادة، ثنا عبد الله بن نمير، عن الحجاج بن دينار، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن أبي الدرداء، رضي الله تعالى عنه قال: تعلموا قبل أن يرفع العلم، إن رفع العلم ذهاب العلماء، إن العالم والمتعلم في الأجر سواء، وإنما الناس رجلان: عالم، ومتعلم، ولا خير فيما بين ذلك.
شيخ أبي نعيم وشيخ شيخه لا أدري من هما بالضبط وأبو نعيم يروي عن علي بن أحمد بن محمد المقرئ الخياط عن إسحاق بن إبراهيم بن جميل ويروي أبو نعيم أيضاً عن علي بن أحمد بن محمد المقدسي عن إسحاق بن إبراهيم الغزي القاضي وعلى كل حال هذا إسناد متصل وهو شاهد لما سبق
5) جبير بن نفير عن أبي الدرداء
أخرجه أحمد بن حنبل في زوائده على الزهد لأبيه (ص112) حدثنا عبد الرحمن - هو ابن مهدي -، حدثنا معاوية، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء قال: العالم والمتعلم في الأجر سواء ولا خير فيما سواهما.
إسناده حسن
- معاوية هو معاوية بن صالح الحضرمي
- أبي الزاهرية هو حُدَيْرُ بن كريب الحضرمي
- جبير بن نفير هو أبو عبد الرحمن الحضرمي ثقة قال البخاري سمع أبا الدرداء (التاريخ الكبير للبخاري ج2/ص223)
6) لقمان بن عامر عن أبي الدرداء
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج1/ص212) حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا يحيى بن إسحاق، ثنا فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي الدرداء، رضي الله تعالى عنه، أنه قال: الناس ثلاثة: عالم ومتعلم، والثالث همج لا خير فيه.
إسناده ضعيف الفرج ضعيف وهو منقطع قال أبو حاتم الرازي لقمان روى عن أبي الدرداء مرسلاً (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص182)
- محمد بن أحمد بن الحسن هو أبو علي المعروف بابن الصواف ثقة
- بشر بن موسى هو أبو علي الأسدي الحافظ ثقة
- يحيى بن إسحاق هو أبو زكريا السيلحيني صدوق
وقد توبع يحيى بن إسحاق أخرجه آدم بن أبي إياس في العلم والحلم (ص21) حدثنا أبو فضالة - هو فرج بن فضالة -، عن لقمان بن عامر، عن أبي الدرداء، قال: الناس ثلاثة: عالم، ومتعلم، وهمج لاخير فيه.
7) سليمان بن موسى الدمشقي عن أبي الدرداء مرسلاً
أخرجه الدارمي في السنن ت الداراني (ج1/ص312) من طريق أبي زبيد عبثر بن القاسم الكوفي وابن حبان في روضة العقلاء ط العلمية (ص40) من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي كلاهما عن برد، عن سليمان بن موسى، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: الناس عالم ومتعلم، ولا خير فيما بعد ذلك [وعند ابن حبان: فيما بين ذلك].
- برد هو أبو العلاء برد بن سنان الدمشقي وليس برد بن أبي زياد
8) خالد بن معدان عن أبي الدرداء مرسلاً
أخرجه أحمد بن حنبل في زوائده على الزهد لأبيه (ص112) من طريق أبي عبد الله السلمي وأخرجه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ت الأعظمي (ج1/ص269) وعبد الخالق بن أسد الحنفي في معجمه (ص157) من طريق أحمد بن منصور الرمادي والآجري في أخلاق العلماء (ص42) من طريق زهير بن محمد ثلاثتهم عن عبد الرزاق قال: سمعت ثور بن يزيد، يحدث عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء، رحمه الله قال: العالم والمتعلم في الأجر سواء وسائر الناس همج لا خير فيهم.
وأخرجه الحسين بن الحسن المروزي في الزهد لابن المبارك (ج1/ص191) وعبد الله بن عثمان المعروف بعبدان المروزي كما عند ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج1/ص134) وابن أبي الدنيا في الزهد (ص118) كلاهما عن ابن المبارك عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: قال أبو الدرداء: العالم والمتعلم في الخير شريكان، وسائر الناس همج لا خير فيهم.
وقد خولف الحسين وعبدان المروزيان أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج1/ص133) قرأت على أبي بكر يحيى بن عبد الرحمن، أن محمد بن أبي دليم، حدثهم، نا محمد بن وضاح، ثنا عبد الملك بن حبيب المصيصي، ثنا ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله.
- محمد بن أبي دليم هو أبو عبد الملك محمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم القرطبي قال ابن الفرضي يشبه بابن وضاح في خلقه وخلقه وكان شيخاً طاهراً ثقة (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ط الخانجي ج2/ص59)
وهذا غلط والصواب موقوفاً على أبي الدرداء من قوله
وأخرجه أبو العباس الأصم في الجزء الثاني والثالث من مصنفه (رقم 200) حدثنا أبو عتبة - هو أحمد بن الفرج - حدثنا بقية حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء قال العالم والمتعلم شريكان في الأجر وسائر الناس همج لا خير فيهم.
9) الحسن البصري عن أبي الدرداء مرسلاً
أخرجه آدم بن أبي إياس في العلم والحلم (ص21) حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت البناني، عن الحسن، عن أبي الدرداء، قال لي: حبذا العالم والمتعلم، و لا خير في ما سواهما.
وهذا مرسل إسناده صحيح إلى الحسن
10) أبو عمران الأنصاري عن أبي الدرداء
أخرجه آدم بن أبي إياس في العلم والحلم (ص11) حدثنا إسماعيل بن عياش، عن النضر بن شفي، عن أبي عمران الأنصاري، عن أبي الدرداء، أنه قال: يا أهل دمشق، ألا يحزنكم ما ترون، إن علمائكم يذهبون، وإن جهالكم لا يتعلمون، ولو شاء العالم منكم ازداد علمًا إلى علمه، ولو يبتغيه الجاهل لوجده، لقد خشيت أن تكونوا شباعًا من الطعام، جياعًا من العلم، اللهم إني أعوذ بك أن أبقى في قوم إن ذكرت الله لم يعينوني، وإن نسيت لم يذكروني، وإن تركتهم أحزنوني.
11) القاسم بن عمرو العبسي وقيل العنسي عن أبي الدرداء
أخرجه آدم بن أبي إياس في العلم والحلم (ص11) حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي، عن القاسم بن عمرو العبسي، عن أبي الدرداء، قال: يا أهل دمشق، مالي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون، مالي أراكم قد أقبلتم على ما قد توكل لكم به، وتركتم ما أمرتم به، تعلموا أو علموا، فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في سائر الناس.
هذا والله أعلم