مدى صحة قال عطاء من جلس مجلس ذكر كفر الله عنه عشرة مجالس من مجالس الباطل

قال التابعي عطاء بن أبي رباح: من جلس مجلس ذكر كفر الله عنه بذلك المجلس عشرة مجالس من مجالس الباطل، وإن كان في سبيل الله كفر الله بذلك المجلس سبعمائة مجلس من مجالس الباطل، قال أبو هزان: قلت لعطاء: ما مجلس الذكر؟ قال: مجلس الحلال والحرام، وكيف تصلي؟ وكيف تصوم؟ وكيف تنكح؟ وكيف تطلق؟ وتبيع وتشتري؟.

قلت عطاء بن أبي رباح غلط أو وهم إنما هو عطاء بن أبي مسلم الخراساني كما سيأتي

حكم الأثر: ركز لكي لا تخلط! أما قوله (من جلس مجلس ذكر كفر الله عنه بذلك المجلس عشرة مجالس من مجالس الباطل، وإن كان في سبيل الله كفر الله بذلك المجلس سبعمائة مجلس من مجالس الباطل) ضعيف لا يثبت من ثم هذا شيء غيبي لا يثبت إلا بخبر من الرسول وأما (قال أبو هزان: قلت لعطاء: ما مجلس الذكر؟ قال: مجلس الحلال والحرام، وكيف تصلي؟ وكيف تصوم؟ وكيف تنكح؟ وكيف تطلق؟ وتبيع وتشتري؟) فهذا جيد

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج3/ص313) حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن سليمان الهروي (1)، ثنا محمد بن حفص بن عمر المقرئ، حدثني أبو عبد الملك الفارسي وكان من خيار المسلمين ثنا أبو هزان قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: فذكره.

- (1) عبد الله بن محمد بن أحمد بن سليمان الهروي قلت هذا غلط من قبل النساخ أو تصحيف والصواب أنهما روايان أي عبد الله بن محمد عن محمد بن أحمد بن سليمان الهروي. 

- عبد الله بن محمد هو إما أبو مسعود عبد الله بن محمد بن أحمد بن أبي يحيى الزهري المؤدب أو أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني
- محمد بن أحمد بن سليمان الهروي هو أبو العباس الفقيه قال أبو الشيخ الأصبهاني فقيه محدث كبير صنف الكتب الكثيرة أحد العلماء كتب عنه عامة محدثينا (طبقات المحدثين لأبي الشيخ ج3/ص429) وقال ابن عساكر سمع محمد بن حفص بن عمر المقرئ (تاريخ دمشق ج51/ص44)
- محمد بن حفص بن عمر المقرئ هو في عداد المجهولين لا تعرف حاله
- أبو عبد الملك بن الفارسي هو عبد الرحمن بن عبد العزيز القيسراني
- أبو هزان هو يزيد بن سمرة الرهاوي قال ابن حبان ربما اخطأ (الثقات ج9/ص272)

وللشطر الأخير منه طريق آخر أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (ص359) ومن طريقه الخطيب في الفقيه والمتفقه (ج1/ص94) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج4/ص431-432) والطبراني في مسند الشاميين (ج3/ص294) حدثنا أبو عبد الملك [زاد الطبراني والخطيب وابن عساكر: ابن الفارسي] قال: حدثنا يزيد بن سمرة أبو هزان أنه سمع عطاء الخراساني يقول: مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام، كيف يشتري ويبيع ويصلي ويصوم، وينكح ويطلق، ويحج، وأشباه هذا.

إسناده جيد

وهنا عطاء الخراساني وهو الصواب وفي ترجمة أبي هزان قال الأئمة روى عن عطاء الخراساني ولم يذكروا أنه روى عن عطاء بن أبي رباح

وفي تاريخ بيهق لأبي الحسن ظهير الدين (ص304) قال أبو علي محمد بن سعدويه البيهقي حدثنا أبو سعيد إدريس بن الحسن الهاشمي، قال أخبرنا عيسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري عن عبد المنعم بن إدريس عن جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه بالتوالي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: إن المجلس الصالح ليكفر عن المؤمن ألفي مجلس سوء.

إسناده هالك مظلم فيه مجاهيل ومتهم بالكذب
- عبد المنعم بن إدريس هو أبو عبد الله عبد المنعم بن إدريس بن سنان ابن بنت وهب بن منبه متهم بالكذب متروك

وقال زين الدين العراقي في حديث "المجلس الصالح يكفر عن المؤمن ألفي ألف مجلس من مجالس السوء" ذكره صاحب الفردوس من حديث ابن وداعة وهو مرسل ولم يخرجه ولده وكذلك لم أجد له إسناداً (المغني عن حمل الأسفار ص351)

قلت والخلاصة لا يصح في الباب شيء من جهة هذا العدد

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق