حديث: من أكل طعاماً فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه ومن لبس ثوباً فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني، ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه.
حكم الحديث: ضعيف ومتنه غريب جداً! لمن تأمله
أخرجه الترمذي وأحمد بن حنبل وأبو داود والحاكم من طريق سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني أبو مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، قال: قال رسول الله.
ما أغرب متنه! وقد قال الترمذي حسن غريب وحسنه من المتأخرين الحاكم وابن حجر والألباني رحمهم الله وأما الذهبي فقد رد الحديث وقال أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون في إسناده وهو ضعيف. قلت اضربوا على الحديث لا يصح
وهذا الإسناد بعينه يروى منه حديث "النهي عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب" والأمة على خلافه مثل الصحابي ابن عمر ولا نعلم أن أحداً من الصحابة على خلافه والتابعين حتى الإمام أحمد بن حنبل لم يأخذ بهذا الحديث ولا حتى الإمام مالك ولا الشافعي وهذا دليل أن هذا الإسناد عندهم ضعيف وتأتي منه المنكرات (انظر الكلام على حديث الحبوة بالتفصيل في هذه المقالة) و(أقوال الصحابة والتابعون والأئمة في الاحتباء يوم الجمعة والإمام يخطب)
وأما بالنسبة لراوة الإسناد
- أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون ضعفه ابن معين وضعفه أبو حاتم الرازي فقال شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص338) وغمزه ابن حبان فقال من جلة أهل مصر وكان يهم في الأحايين (مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ص300) وقال النسائي أرجو أنه لا بأس به وهذا لا يعتبر توثيقاً قوياً يعتمد عليه فهناك فرق بين قول الإمام "ثقة" وبين "أرجو أنه لا بأس به" كما لا يخفى على أهل هذا الفن
- سهل بن معاذ بن أنس الجهني قال يحيى بن معين سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه ضعيف (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص204) وأما ابن حبان فله قولان! الأول قال في المجروحين ت حمدي (ج9/ص441) منكر الحديث جدًّا فلست أدري أوقع التخليط في حديثه منه أو من زبان بن فايد فإن كان من أحدهما فالأخبار التي رواها أحدهما ساقطة وإنما أشتبه هذا لأن رواتها عن سهل بن معاذ زبان إلا الشيء بعد الشيء. انتهى والثاني قال في كتابه مشاهير علماء الأمصار (ص195) من خيار أهل مصر وكان ثبتًا وإنما وقعت المناكير في أخباره من جهة زبان بن فائد
فبعد هذه الأقوال كيف يكون الحديث في مرتبة الحسن وله متن كهذا المتن!
هذا والله أعلم