مدى صحة قال عبد الله بن عمرو يأتي على النار زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد

قال عبد الله بن عمرو بن العاص: يأتي على النار زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد.

قلت وسأخرج أثر أبي هريرة وابن مسعود وعمر بن الخطاب أيضاً

1) أثر عبد الله بن عمرو بن العاص

أخرجه حرب الكرماني في مسائله ت فايز (ج3/ص1158-1159) عن إسحاق بن راهويه حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: ثنا شعبة، عن أبي بلج سمع عمرو بن ميمون يحدث عن عبد الله بن عمرو قال: ليأتين على جهنم يوم يصطفق فيه أبو ابها ليس فيها أحد وذلك بعدما يلبثون فيها أحقاباً.

قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: فنرى أن حديث عبد الله بن عمرو إن كان له أصل، أنه يأتي على جهنم أحايين ليس فيها أحد، إنما هو موضع أهل التوحيد (حرب الكرماني في مسائله ت فايز ج3/ص1161)

قلت يصطفق أبوابها ليس بها أحد يعني جهنم لن تفنى إنما يخرج منها الموحدين ويبقى فيها الكفار

وقد توبع معاذ بن معاذ

أخرجه البزار في المسند ط العلوم والحكم (ج6/ص442) ويعقوب الفسوي في تاريخه ت العمري (ج4/ص385) كلاهما عن محمد بن بشار [وعند الفسوي: بندار]، قال: أخبرنا أبو داود، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: يأتي على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس بها [ولفظ الفسوي: فيها] أحد يعني من الموحدين.

- قوله (يعني من الموحدين) ليس عند الفسوي ولا أدري لمن القول

- ثم - قال أبو داود - هو الطيالسي -: وحدثنا علي بن سلمة عن ثابت قال: سألت الحسن عن هذا الحديث فأنكره.

- علي بن سلمة قلت كذا ولا يوجد راو هكذا أبداً ولعله تصحيف أو سبق قلم صوابه حماد بن سلمة إن شاء الله فهو الذي يروي عن ثابت البناني يروي عنه أبو داود الطيالسي في مسنده ويحتاج العودة إلى نسخ المخطوطات للتأكد

قلت تفرد به أبو بلج اسمه يحيى بن أبي سليم وقيل ابن سليم وهو صدوق مقارب الحديث وليس بأقوى ما يكون قال البخاري فيه نظر وقال أحمد بن حنبل روى حديثاً منكراً وقال ابن حبان كان ممن يخطئ لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك ولا أتى منه ما لا ينفك منه البشر فيسلك به مسلك العدول فأرى أن لا يحتج بما انفرد من الرواية فقط وهو ممن أستخير الله فيه ووثقه بعضهم وبعضهم توسطوا فيه (الكامل لابن عدي ط العلمية ج9/ص80 والمجروحين لابن حبان ت حمدي ج2/ص464)

فإن قلت ما خلاصة الأثر؟

1- أقول توقف أحمد بن حنبل فيه وقال إن كان له أصل يعني لو صح فهو أنه يأتي على جهنم أحايين ليس فيها أحد إنما هو موضع أهل التوحيد وسيأتي قول عبيد الله بن معاذ عن أصحابه بمثل تأويل أحمد بن حنبل

2- أنكره الحسن البصري

وهذا عجيب من الحسن البصري فإن قلت لماذا؟، فأقول هو الذي روى عن عمر بن الخطاب بمثل هذا وهو الآتي


2) أثر عمر بن الخطاب

أخرجه عبد بن ‌حميد في التفسير كما في المستدرك على مجموع الفتاوى لابن تيمية ت محمد بن عبد الرحمن (ج1/ص108) وكما في مسند الفاروق لابن كثير ت إمام (ج2/ص541) حدثنا سليمان بن حرب [زاد ابن كثير: الواشحي]، حدثنا حماد بن سلمة، عن ‌ثابت، عن ‌الحسن، قال: قال ‌عمر: لو لبث أهل النار في النار كمقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه.

وهذا يدل أيضاً على عدم فناء جهنم أو النار لأنه قال يخرجون منها ولم يقل تفنى

ثم قال - يعني عبد بن حميد -: حدثنا حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن ‌حميد، عن ‌الحسن، أن ‌عمر بن الخطاب قال: لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون فيه.

هذا إسناد منقطع لإرساله الحسن لم يدرك عمر بن الخطاب وقال السيوطي أخرج ابن المنذر عن الحسن عن عمر قال: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون فيه (الدر المنثور للسيوطي ط الفكر ج4/ص478)

قلت روي عن الحسن البصري في أنه في الموحدين أخرجه ابن أبي حاتم الرازي في التفسير ط مصطفى الباز (ج6/ص2086) حدثنا زكريا بن داود بن بكر النيسابوري حدثني محمد بن يحيى النيسابوري - هو الذهلي إمام - حدثني عبد الصمد بن مسعود بن عبد الله حدثني مبشر بن عبد الله، عن سفيان بن الحسين، عن الحسن قال: فأما الاستثناءان جميعاً ففي أهل التوحيد الذين يعذبون في البراني وهو واد يعذب الموحدون فيه ثم يشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم يردون إلى الجنة ويقول: الذين شقوا خالدين فيها إلا الموحدون الذين يخرجون من البراني. وبالإسناد السابق إلى الحسن البصري قال: وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك يقول أهل السعادة في الجنة خالدين فيها إلا ما شاء الله يقول إلا الموحدون الذين يعودون إليهم من البراني فالاستثناءان جميعاً في أهل التوحيد لأنه لا يكون في أهل الشرك استثناء وأهل الشرك في جهنم خالدين لا يفنون ولا يخرجوا.

- عبد الصمد بن مسعود بن عبد الله قال ابن أبي حاتم الرازي عبد الصمد بن مسعود بن عبد الله النيسابوري روى عن مبشر بن عبد الله بن رزين صاحب سفيان بن حسين روى عنه محمد بن يحيى النيسابوري (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف ج6/ص52) وفي تاريخ نيسابور للحاكم: ‌عبد ‌الصمد ‌بن ‌مسعود بن عبد الله بن زرين السلمي النيسابوري

- أبو بكر مبشر بن عبد الله بن ‌رَزِيْنٍ النيسابوري قال مسلمة بن قاسم الأندلسي ثقة (إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ط الفاروق ج11/ص62)


3) أثر أبي هريرة

أخرجه حرب الكرماني في مسائله ت فايز (ج3/ص1159-1161) وأبو القاسم الكعبي في قبول الأخبار ومعرفة الرجال ط العلمية (ج1/ص195) أظنه عنه عن إسحاق بن راهويه حدثنا عبيد الله [زاد الكعبي: ابن معاذ]، قال: ثنا أبي، قال: ثنا شعبة، عن يحيى بن أيوب، عن [زاد الكعبي: أبي] زرعة، عن أبي هريرة قال: ما أنا بالذي لا أقول إنه سيأتي على جهنم. يوم لا يبقى فيها أحد، وقرأ: {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق} الآية.

قال عبيد الله - يعني ابن معاذ -: كان أصحابنا يقولون يعني به الموحدين. وهذا إسناد حسن


4) أثر عبد الله بن مسعود

أخرجه الطبري في التفسير ط هجر (ج12/ص582) حُدِّثْتُ عن المسيب، عمن ذكره، عن ابن عباس، {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض} لا يموتون، ولا هم منها يخرجون ما دامت السماوات والأرض {إلا ما شاء ربك} [هود: ١٠٧] قال: استثناء الله قال: يأمر النار أن تأكلهم. قال: وقال ابن مسعود: ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد، وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقابا.

مرسل معضل ليس بشيء

وقال السيوطي أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم - هو النخعي - قال: ما في القرآن آية أرجى لأهل النار من هذه الآية {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك} قال: وقال ابن مسعود ليأتين عليها زمانا ‌تخفق أبوابها (الدر المنثور للسيوطي ط الفكر ج4/ص478)

قلت كذا إلى قوله "تخفق أبوابها" ولم يكمل فالله أعلم وتفسير ابن المنذر وصلنا ناقصاً وأما تفسير أبي الشيخ الأصبهاني فلم يصلنا فيما أعلم، فإن صح هذا عن إبراهيم النخعي فهو ثابت عن ابن مسعود


5) حديث أبي أمامة الباهلي مرفوعاً

أخرجه الطبراني في جزء من انتقاء ابن مردويه ط أضواء السلف (ص164) والطبراني في المعجم الكبير ط ابن تيمية (ج8/ص247) حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم [وفي المعجم الكبير: الرازي] حدثنا سهل بن عثمان حدثنا عبد الله بن مسعر بن كدام عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج وآخر [وفي المعجم الكبير: واحمَرَّ] تخفق أبوابها.

الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج10/ص177) أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، قال: حدثنا أبو نصر سهل بن عبيد الله بن داود بن سليمان بن أبان بن عبد الله البخاري قدم علينا بغداد، قال: حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى الناقد، قال: حدثنا سهل بن عثمان، قال: حدثنا عبد الله بن مسعر بن كدام، عن جعفر، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم أحد تخفق أبوابها كأنها أبواب الموحدين.

إسناده ساقط هالك مداره على

- عبد الله بن مسعر بن كدام قال أبو حاتم الرازي متروك (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف ج5/ص181)

- جعفر بن الزبير ليس بشيء متروك متهم بالكذب


6) حديث أنس بن مالك مرفوعاً

أخرجه ابن عدي في الكامل ط العلمية (ج6/ص379) حدثنا محمد بن إبراهيم بن نيروذ، قال: حدثنا زكريا بن يحيى المدائني، قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح بن سهل بن داود، قال: حدثنا العلاء بن زيدل، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على جهنم يوم تصطفق أبوابها ما فيها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أحد.

إسناده ساقط هالك

- العلاء بن زيدل هو أبو محمد العلاء بن زيد الثقفي قال أبو حاتم الرازي منكر الحديث متروك الحديث وقال البخاري منكر الحديث وقال ابن حبان روى عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل التعجب (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف ج6/ص355 والتاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج6/ص520 والمجروحين لابن حبان ت حمدي ج2/ص171)


7) قول قتيبة بن سعيد شيخ البخاري ومسلم في بقاء جهنم أو النار

قال أبو رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي: الجنة والنار مخلوقتان ولا يفنيان.

أخرجه أبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث ط دار الخلفاء (ص30) سمعت محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت أبا رجا قتيبة بن سعيد قال: فذكره.

وهذا إسناد صحيح، محمد بن إسحاق الثقفي هو أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج ثقة

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق