مدى صحة أن رجلا أتى الشعبي فشكا إليه وجع الخاصرة فقال عليك بأساس القرآن

أتىٰ رجل إلىٰ الشعبي فشكا إليه وجعَ الخاصرة، فقال: عليك بأساسِ القرآن قال: وما أساس القرآن؟ قال: فاتحَة الكتاب، فإذا اعتللت أو اشتكيت فعليك بالفاتحة تُشفَىٰ.

قلت قول ناقل هذا الخبر "أتى رجل إلى" فالفعل "أتى" لا يتعدى بـِ "إلى" يعني الصواب "أتى رجل الشعبي" وفي الكتب على الصواب "أن رجلاً أتى الشعبي" كما سيأتي

حكم الأثر: مظلم ضعيف جداً

أخرجه الثعلبي في تفسيرط دار التفسير (ج2/ص498) حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمد المذكّر قال: نا أبو عمر المعتز بن محمد بن الفضل القاضي بِزَمّ قال: نا أبو هريرة مزاحم بن محمد بن شاردة الكُشّي قال: نا جارود بن معاذ قال: نا وكيع، عن بيان أن رجلاً أتى الشعبي فشكا إليه وجع الخاصرة، فقال: عليك بأساس القرآن، قال: وما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب.

إسناده مظلم والمظلم أسوء من الضعيف

قلت لا أعرف رواية لوكيع عن بيان إنما وكيع يروي عن بيان بواسطة مثل جرير وسفيان وشريك وغيرهم وفي طبعة دار إحياء التراث العربي (ج1/ص128) ليس في السند "بيان" إنما وكيع عن الشعبي مرسلاً

- أبو القاسم الحسن بن محمد المذكّر هو الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب [وقيل جعفر بن حبيب] بن أيوب الحبيبي المفسر النيسابوري. تكلم فيه أبو عبد الله الحاكم النيسابوري كما سيأتي وترجمه حمزة السهمي فقال أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر النيسابوري (تاريخ جرجان ص190) وترجمه عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي فقال الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب أبو القاسم الأستاذ الإمام الواعظ المفسر الكامل (المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور للصريفيني ج1/ص189) وقال الذهبي تكلم فيه الحاكم في رقعة نقلها عنه مسعود بن علي السجزي (سير أعلام النبلاء ط الرسالة ج17/ص238)
- أبو عمر المعتز بن محمد بن الفضل القاضي مجهول
-  أبو هريرة مزاحم بن محمد بن شاردة الكشي مجهول

ولكن في الفاتحة صح كما في صحيح البخاري (ج7/ص131) ومسلم ت عبد الباقي (ج4/ص1727) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلاً، فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه فضحك وقال: وما أدراك أنها رقية، خذوها واضربوا لي بسهم.

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق