جاء رجل إلى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال له: يا أبا عبد الله إني أخشى أن أكون منافقاً فقال: تصلي إذا خلوت، وتستغفر إذا أذنبت؟ قال: نعم قال: اذهب فما جعلك الله منافقاً.
حكم الأثر: ضعيف غريب وروي بنحو هذه القصة مع ابن مسعود
أخرجه قوام السنة أبو إسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج1/ص167) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج61/ص250-251) أخبرنا سليمان بن إبراهيم، حدثنا علي بن محمد بن ميلة، نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن علي، نا أبو عوانة موسى بن يوسف، نا أبو الربيع الزهراني، نا أبو شهاب الحناط، عن سعيد الجريري عن عمران العمي [وعند ابن عساكر: القمي] قال: فذكره.
إسناده ضعيف غريب جداً من ثم هو مرسل عمران لم يدرك حذيفة بن اليمان ولا تدري من هو بالضبط عمران هذا! وهذا السند غريب جداً لا أعلم رواية لأبي شهاب الحناط عن الجريري ولا للجريري عن عمران العمي ولا لعمران العمي عن حذيفة إنما هناك عمران العمي سمع من أنس بن مالك ولا أدري هو هذا أم عمران غيره ولربما تكون علته من سليمان بن إبراهيم الآتي ترجمته
- سليمان بن إبراهيم هو أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان المِلَنْجيّ الأصبهاني قلت صدوق حافظ لا بأس به إلا أن أبا سعد البغدادي قال شنع عليه أصحاب الحديث في جزء ما كان له به سماع وسكت أنا عنه. فقال الذهبي الرجل في نفسه صدوق وقد يهم أو يترخص في الرواية بحكم الثبت (انظر سير أعلام النبلاء للذهبي ط الرسالة ج19/ص23)
- علي بن محمد بن ميلة هو أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن ميلة يعرف بابن ماشاذة الأصبهاني الزاهد الفقيه الفرضي صدوق
- محمد بن أحمد بن علي الأسواري هو أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سابور الأصبهاني قال أبو نعيم الأصبهاني شيخ ثقة وقال السمعاني كان ثقة مأموناً صاحب أصول كثير الحديث عن العراقيين (تاريخ أصبهان لأبي نعيم ط العلمية ج2/ص249 والأنساب للسمعاني ط الهندية ج1/ص248)
- أبو عوانة موسى بن يوسف هو موسى بن يوسف بن موسى بن راشد القطان الكوفي الرازي قال ابن أبي حاتم الرازي سمعت منه وكان صدوقاً (الجرح والتعديل ط المعارف العثمانية ج8/ص167)
- أبو الربيع الزهراني هو سليمان بن داود العتكي صدوق ثقة
- أبو شهاب الحناط عبد ربه بن نافع الكناني الكوفي
- سعيد الجريري بصري وهو سعيد بن إياس وكان قد اختلط والراوي عنه يعني أبا شهاب الحناط ليس من الراوة الذين حدثوا عنه قبل الاختلاط بل يحمل على أنه سمع منه بعد الاختلاط
- عمران العمي و"القمي" عند ابن عساكر تصحيف ولا تدري من هو بالضبط فهو عندي مجهول وحديثه مرسل يتبين ذلك للمرء من طبقته وحذيفة قديم الوفاة توفي قبل أنس بن مالك بـِ 50 سنة
وقال ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار (ج2/ص403) والجاحظ في البيان والتبيين (ج2/ص95) قال رجل لحذيفة: أخشى أن أكون منافقاً، فقال لو كنت منافقاً لم تخش. قلت أسنده أبو بكر الدينوري - اتهمه الدارقطني بالوضع - في كتابه المجالسة (ج6/ص44) حدثنا جعفر بن محمد - هو الصائغ -، نا ابن سابق - هو محمد -، عن الثوري؛ قال: قال رجل لحذيفة بن اليمان: أخشى أن أكون منافقاً، فقال له: لو كنت منافقاً لم تخش.
قلت الدينوري متهم بالكذب من ثم هو مرسل وهو يخالف اللفظ السابق
وروي بنحو هذه القصة عن رجل قال لعبد الله بن مسعود إني أخاف أن أكون منافقاً، قال: لو كنت منافقاً ما خفت ذلك. وهذه ضعيفة لا تصح أيضاً (انظر تخريجها في هذه المقالة بالتفصيل)
هذا والله أعلم