مدى صحة إن أبا هريرة بدأ بميامنه في الوضوء فدعا علي بماء فتوضأ فبدأ بمياسره

إن أبا هريرة بدأ بميامنه في الوضوء فدعا علي بن أبي طالب بماء فتوضأ فبدأ بمياسره. يعني مثلاً يبدأ بغسل يده اليسرى أو الشمال قبل اليمين

حكم الأثر: جيد لا بأس به

1) زياد مولى بني مخزوم عن علي بن أبي طالب

أخرجه الدارقطني في السنن (ج1/ص153) وأبو عبيد الهروي في الطهور (ص352) كلاهما عن هشيم، عن [وعند الهروي: أخبرنا] إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى بني مخزوم، قال: قيل لعلي رضي الله عنه: إن أبا هريرة بدأ بميامنه في الوضوء فدعا بماء فتوضأ فبدأ بمياسره.

لا أعرف سماعاً لزياد من علي بن أبي طالب لكن له سماع من عثمان بن عفان (انظر سماعه في هذه المقالة) وله شاهد من مرسل إبراهيم فيه أبو هريرة كما سيأتي

وأخرجه الدارقطني في السنن (ج1/ص151-152) من طريق مروان بن معاوية الفزاري وعلي بن مسهر الدمشقي كلاهما عن إسماعيل بن أبي خاد، عن زياد، قال: جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فسأله عن الوضوء، فقال: أبدأ باليمين أو بالشمال؟ فأضرط علي به ثم دعا بماء فبدأ بالشمال قبل اليمين.

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج1/ص43) والدارقطني في السنن (ج1/ص153) حدثنا حفص [زاد الدارقطني: ابن غيث]، عن إسماعيل بن خالد، عن زياد، قال: قال علي: ما أبالي لو بدأت بالشمال قبل اليمين إذا توضأت.

وأخرجه البيهقي في الخلافيات ت النحال (ج1/ص204) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن يونس - هو الكديمي - ، ثنا روح، ثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل، عن فراس، أن رجلاً سأل علياً رضي الله عنه قال: أغسل اليمين قبل الشمال؟ فضربه، ثم دعا بماء، فغسل يده اليسرى قبل اليمنى.

إسناده ساقط ضعيف جداً محمد بن يونس الكديمي متهم بالكذب والصواب رواية الجماعة عن إسماعيل عن زياد عن علي

2) عبد الله بن عمرو بن هند الجملي مرسلاً عن علي

أخرجه أحمد بن حنبل في العلل رواية ابنه عبد الله (ج1/ص205) وأبو عبيد الهروي في الطهور (ص353) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج1/ص43) من طريق معتمر بن سليمان والدارقطني في السنن (ج1/ص153) من طريق خلف بن أيوب ثلاثتهم عوف بن أبي جميلة الأعرابي قال حدثني عبد الله بن عمرو بن هند الجملي أن علياً - قال عوف ولم يسمعه من علي - قال ما أبالي بأي أعضائي بدأت إذا أتممت الوضوء.

البعض قالوا هذا عضو قبل عضو يعني اليدين قبل الرأس أو القدمين قبل الوجهين وهكذا لكن قال أحمد بن حنبل إنما يعني اليسرى قبل اليمنى ولا بأس أن يبدأ بيسار قبل يمين (مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله ص27 ومسائل أحمد لأبي داود السجستاني ص19) وقال البيهقي في السنن الكبرى (ج1/ص140) ويحتمل أن يكون مراده بما أطلق في هذا ما فسر في رواية حفص بن غياث. قلت ولفظ حفص قد تقدم وهو "ما أبالي لو بدأت بالشمال قبل اليمين إذا توضأت"

قلت ومما يؤيد أيضاً أن علي يقصد الشمال قبل اليمين من نفس العضو يعني كمثال اليد اليسرى قبل اليمنى وليس العضو قبل العضو هو ما أخرجه أحمد بن حنبل كما عند ابن قدامة في المغني (ج1/ص101) حدثنا جرير - هو ابن عبد الحميد الضبي -، عن قابوس، عن أبيه، أن علياً سئل فقيل له: أحدنا يستعجل فيغسل شيئاً قبل شيء؟ قال: لا حتى يكون كما أمر الله تعالى.

يعني يجب أن يكون غسل الأعضاء بالترتيب وهذا إسناد صحيح
- والد قابوس اسمه حصين بن جندب يكنى أبا ظبيان من كبار التابعين لكن اختلف في سماعه من علي فأما البخاري فقال سمع سلمان وعلياً (التاريخ الكبير للبخاري ج3/ص3) وقال الإمام مسلم سمع علياً وعماراً (الكنى والأسماء لمسلم ج1/ص463) وقال الدارقطني لقيه (علل الدارقطني ج3/ص73) وصح أن أبا حصين بن جندب رأى علياً في الرحبة ووصف وضوءه (انظر تخريجه هنا) انتهى وأما أبو حاتم الرازي فقال لا يثبت له سماع من علي رضي الله عنه (المراسيل لابن أبي حاتم ص50)

3) إبراهيم مرسلاً عن علي

أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في الطهور ت مشهور (ص352) ثنا هشيم، قال أخبرنا: مغيرة - هو ابن مقسم الكوفي -، عن إبراهيم: أن أبا هريرة، كان يبدأ بميامنه في الوضوء، فبلغ ذلك علياً عليه السلام فبدأ بمياسره.

مرسل رجاله ثقات

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق