السلام عليكم ورحمة الله وبعد
فهذا قد روي في عدة أحاديث وأنا ذاكرها جميعاً بإذن الله
1) حديث الصحابي عبد الله بن مسعود
قال ابن مسعود: ما زالت الشفاعة بالناس يوم القيامة حتى إن إبليس الأبالس ليتطاول رجاء أن تناله,
حكم الأثر: خطأ ليس من قول ابن مسعود إنما من قول التابعي الحارث بن سويد التيمي (انظر تخريجه بالتفصيل في هذه المقالة)
2) حديث الصحابي حذيفة بن اليمان
حكم الحديث: ضعيف
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج3/ص168) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا سعد أبو غيلان الشيباني، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [وفيه] والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه.
- سعد أبو غيلان الشيباني هو سعد بن طالب قال أبو حاتم الرازي شيخ صالح في حديثه صنعة وقال أبو زرعة الرازي لا بأس به (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص88)
- حماد بن أبي سليمان ضعيف ومدلس أيضاً وقال الإمام أحمد بن حنبل عن حماد بن أبي سليمان: رواية القدماء عنه تقاوب [الصواب تقارب بالراء] الثوري وشعبة وهشام، وأما غيرهم فجاؤا عنه بأعاجيب (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص147) قلت وسعد بن طالب ليس من القدماء
وقد توبع أبو غيلان سعد بن طالب تابعه عبد الأعلى بن أبي المساور ولكنه متروك ليس بشيء
ومن حيث صحة المتن فلا أرى منكراً فيه وأما قول إبليس يتطاول فهو من علم الغيب والحديث ضعيف والله أعلم بصحة هذا فيوم القيامة يوم شديد جداً جداً نسأل الله الرحمة يومها
3) حديث الصحابي أنس بن مالك
حكم الحديث: ضعيف جداً مظلم
أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (ج3/ص909) نا عبد الله، نا حماد بن عبد الواحد الخياط، نا ميمون بن عبد الله أبو سعيد الزمام، حدثني سعيد بن عبيد الهنائي، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة، استوى الجليل لفصل القضاء، يعفو عن الناس عفواً تعجب فيه الملائكة، حتى إن إبليس الأبالسة ليتطاول رجاء أن تصيبه الرحمة.
إسناده مظلم لا يساوي شيئاً
- عبد الله هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن مرزوق العتكي البصري لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً ترجم له الخطيب وقال روى عنه محمد بن مخلد الدوري (تاريخ بغداد ت بشار ج11/ص301) قلت وروى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وأبو عوانة الإسفراييني في مستخرجه ومحمد بن أبي الثلج كما في تاريخ بغداد
- حماد بن عبد الواحد الخياط مجهول وهو من طبقة حماد بن خالد الخياط فلا أدري إن كان تصحيفاً هنا! ولكن لا دليل على التصحيف
- ميمون بن عبد الله أبو سعيد الزمام مجهول
4) حديث الصحابي أبي هريرة
حكم الحديث: ضعيف جداً
أخرجه الطبراني في الأحاديث الطوال (ص266) حدثنا أحمد بن الحسن النحوي الأيلي، قال: ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، قال: ثنا إسماعيل بن رافع، عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم [وفيه] ولا يبقى أحد له شفاعة إلا شفع، حتى إن إبليس يتطاول مما يرى من رحمة الله عز وجل رجاء أن يشفع له.
إسناده ضعيف جداً إسماعيل بن رافع متروك وشيخه مجهول
5) التابعي إبراهيم النحعي
أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج17/ص62) والحسين بن الحسن المروزي في الزهد لابن المبارك (ج1/ص450) من طريق ابن علية وابن وهب في تفسير القرآن من الجامع (ج1/ص31) من طريق معاذ بن فضالة كلاهما عن هشام الدستوائي، قال: ثنا حماد - هو ابن أبي سليمان -، قال: سألت إبراهيم عن هذه الآية {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} قال: حُدِّثْتُ أن المشركين قالوا لمن دخل النار من المسلمين: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون، قال: فيغضب الله لهم، فيقول للملائكة والنبيين: اشفعوا، فيشفعون، فيخرجون من النار، حتى إن إبليس ليتطاول رجاء أن يخرج معهم، قال: فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين.
قلت لم يصرح إبراهيم النخعي بالذي حدثه بهذا فيبقى مرسلاً مجهولاً والله أعلم
ثم قال الطبري في تفسيره ت شاكر (ج17/ص63) حدثني المثنى، قال: ثنا مسلم، قال: ثنا هشام، عن حماد، قال: سألت إبراهيم فذكر بنحوه. مسلم هو مسلم بن إبراهيم الفراهيدي
هذا والله أعلم