قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما الدنيا كلها في الآخرة إلا كنفجة أرنب.
النفجة يعني وثبة الأرنب يعني ثار ويقصد عمر بذلك أن الزمن الذي تعيشه في الدنيا قصير لا شيء مقارنة بالآخرة لأن الآخرة أبدية لا موت فيها
حكم الأثر: ثابت صحيح
أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك (ج1/ص417) أخبرنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت قبيصة بن جابر يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ما الدنيا كلها في الآخرة إلا كنفجة أرنب.
قال الحسين: فقيل لسفيان بن عيينة، فإن الثوري وأبا عوانة، لا يقولان قبيصة، واختلفا في رجلين غير قبيصة، قال سفيان: لم يصنعا شيئاً، حدثني عبد الملك بن عمير، قال: سمعت قبيصة بن جابر
وهذا إسناد حسن وله شاهد كما سيأتي
وقال الجاحظ في كتابه الحيوان (ج6/ص500) وعن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر: ما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة أرنب.
أما رواية أبي عوانة هو الوضاح بن عبد الله اليشكري فقد أخرجها قاسم السرقسطي في الدلائل في غريب الحديث (ج2/ص431) من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي وأبو داود السجستاني في الزهد (ص75) من طريق أبي كامل الفضيل بن الحسين الجحدري كلاهما عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي المليح، عن أبيه، عن عمر قال: ما الدنيا في الآخرة، إلا كنفجة أرنب.
وهذا أيضاً إسناد حسن لكن سفيان بن عيينة قال أنه عن قبيصة بن جابر فلعله روى هذا وهذا ولا يكون هناك تعارض بالأصل والله أعلم
وأما رواية سفيان الثوري فقد أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج7/ص97) من طريق معاوية بن هشام، عن، سفيان، عن، عبد الملك بن عمير، عن، أبي مليح، قال: قال عمر: ما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة أرنب. وأخرجها ابن الأعرابي في الزهد وصفة الزاهدين (ص65) حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي صالح قال: سمعت عمر يقول: والله، لكأن الدنيا في الآخرة كلها كنفجة أرنب.
وله شاهد أخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه الزهد (ص28) وهناد بن السري في كتابه الزهد (ج1/ص318) كلاهما من طريق أبي أسامة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله ما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة أرنب. مجالد ضعيف والأثر به صحيح ثابت
وفي صحيح مسلم ط الجيل (ج8/ص156) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه، وأشار يحيى بالسبابة، في اليم، فلينظر بم ترجع؟.
ومعناه إذا وضعت أصبعك في اليم أي البحر وأخرجته فإنه لن يلتصق الماء بأصبعك إلا الشيء القليل ويقصد النبي أنها قصيرة الدنيا مقارنة بالآخرة
هذا والله تعالى أعلم