امرأة أفسدت زوجته عليه فدعا عليها أبو مسلم الخولاني وعميت وهذه القصة
حكم القصة: جيدة حسنة
أخرجها أبو داود السجستاني في الزهد (ص388) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج27/ص213) من طريق عمرو بن عثمان وأخرجها اللالكائي في كرامات الأولياء (ص210) من طريق عبد الوهاب بن نجدة كلاهما (عمرو وعبد الوهاب) من طريق بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد [زاد اللالكائي: الألهاني]، عن أبي مسلم الخولاني: أن امرأة خبثت امرأته، فدعا عليها، فذهب بصرها، فأتته فقالت: يا أبا مسلم: إني قد كنت فعلت وفعلت، وإني لا أعود لمثلها، فقال: اللهم إن كانت صادقة فاردد عليها بصرها قال: فأبصرت.
وصرح بقية بالتحديث أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج2/ص129) حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو همام الوليد بن شجاع، ثنا بقية بن الوليد، حدثني محمد بن زياد، عن أبي مسلم الخولاني فذكره. ورواه أيضًا ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج27/ص213) من طريق أبي همام لكن الإسناد إليه ليس بشيء مجاهيل
- محمد بن زياد الألهاني قال البخاري سَمِعَ أبا أُمامة -صحابي-، سَمِعَ منه بَقِيَّة
- أبو حامد بن جبلة (انظر ترجمته بالتفصيل في هذه المقالة)
ولها شاهد أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج2/ص129) حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، قال: ثنا أبو زرعة، قال: ثنا سعيد بن أسد، قال: ثنا ضمرة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال: كان أبو مسلم الخولاني إذا انصرف إلى منزله من المسجد كبر على باب منزله فتكبر امرأته فإذا كان في صحن داره كبر فتجيبه امرأته وإذا بلغ باب بيته كبر فتجيبه امرأته فانصرف ذات ليلة فكبر عند باب داره فلم يجبه أحد فلما كان في الصحن كبر فلم يجبه أحد فلما كان عند باب بيته كبر فلم يجبه أحد وكان إذا دخل بيته أخذت امرأته رداءه ونعليه ثم أتته بطعامه قال: فدخل البيت فإذا البيت ليس فيه سراج وإذا امرأته جالسة في البيت منكسة تنكت بعود معها فقال لها: ما لك؟ قالت: أنت لك منزلة من معاوية وليس لنا خادم فلو سألته فأخدمنا وأعطاك فقال: اللهم من أفسد علي امرأتي فأعم بصرها قال: وقد جاءتها امرأة قبل ذلك فقالت لها: زوجك له منزلة من معاوية فلو قلت له يسأل معاوية يخدمه ويعطيه عشتم قال: فبينا تلك المرأة جالسة في بيتها إذ أنكرت بصرها فقالت: ما لسراجكم طفئ؟ قالوا: لا، فعرفت ذنبها فأقبلت إلى أبي مسلم تبكي وتسأله أن يدعو الله عز وجل لها أن يرد عليها بصرها قال: فرحمها أبو مسلم فدعا الله لها فرد عليها بصرها.
هناك سقط في السند بين محمد وأبي زرعة بينهما عبد الله بن محمد أخرجه ابن الجوزي في ذم الهوى والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ج5/ص331) وهذا إسناد ضعيف لضعف عثمان
- محمد بن أحمد بن محمد هو أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن جشنس المعدل
- عبد الله بن محمد بن عبد الكريم هو الرازي ابن أخي أبي زرعة
- أبو زرعة رفيق أبا حاتم الرازي وهو كالبخاري إمام من أئمة الدنيا
- سعيد بن أسد هو أبو عثمان سعيد بن أسد بن موسى المصري ووالده هو المعروف بأسد السنة قال ابن الجنيد سألت يحيى بن معين في شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين ومائتين عن سعيد بن أسد بن موسى، فقال: لا بأس به، فتى صدق صدوق (سؤالات ابن الجنيد لابن معين ص396) وقال ابن أبي حاتم روى عنه أبو زرعة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص5) وأبو زرعة الرازي لا يروي إلا عن ثقة
وقد خولف سعيد بن أسد خالفه عبد الرحمن بن واقد فأوقفه على عثمان أخرجه ابن أبي الدنيا في مجابو الدعوة (ص66) ومن طريقه اللالكائي في كرامات الأولياء (ص206) ومن طريق اللالكائي إسماعيل الأصبهاني في سير السلف الصالحين (ص876) حدثنا عبد الرحمن بن واقد، حدثنا ضمرة، حدثنا عثمان بن عطاء قال: كان أبو مسلم الخولاني.
والصواب رواية سعيد وخصوصًا أن الراوي عنه الإمام أبو زرعة الرازي
ولها شاهد مرسل أيضًا أخرجه الحسن بن محمد الخلال في كرامات الأولياء (ص17) حدثنا علي بن عمرو بن سهل الحريري، حدثنا محمد بن عبد الله بن غيلان، حدثنا محمد بن يزيد الأدمي، حدثنا أبو مسهر، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، أن أبا مسلم الخولاني كان إذا انصرف لايزال يكبر الله، عز وجل، حتى إذا دنا سمع امرأته فتكبر بتكبيره فدخلت عليها امرأة فأفسدتها عليه فجاء أبو مسلم فكبر فلم تكبر، وقال: اللهم أفسد من أقبل علي أهلي، اللهم فاذهب بصره، فعميت المرأة فعرفت من أين أتيت، فسألته أن يدعو الله، عز وجل، أن يرد بصرها، فدعى الله فرد بصرها، قال المحدث: فرأيتها عمياء، ورأيتها بصيرة، قال أبو مسلم: حدثني عثمان بن مريم الخولاني، قال: فرجع إليها بصرها أجود مما كان حتى إن كانت لترى الشىء من كذا وكذا.
إسناده ضعيف لإرساله ورجاله ثقات
- محمد بن يزيد الأدمي هو أبو جعفر ثقة
- أبو مسهر هو عبد الأعلى بن مسهر ثقة
- سعيد بن عبد العزيز هو التنوخي ثقة لكن تغير قبل موته
- قوله قال أبو مسلم تصحيف إنما هو أبو مسهر
- عثمان بن مريم الخولاني ربما مريم تصحيف وصوابه مرة ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وذكر من الرواة عنه أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر وروى ابن عساكر من طريقه خبراً عن أبي مسلم الخولاني (انظر تاريخ دمشق لابن عساكر ج40/ص33)
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود ومسند أحمد أنه قال لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا.
هذا وبالله التوفيق