مدى صحة أن ابن عباس فسر قوله تعالى {لهو الحديث} بالغناء وأشباهه

قلت هذا ثابت إن شاء الله عن ابن عباس رواه عطاء بن السائب عن سعيد عن ابن عباس ورواه الحكم عن مقسم عن ابن عباس

حكم الأثر: حسن صحيح

1- سعيد بن جبير عن ابن عباس

أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (ص40) ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (ج10/ص377) وابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص206) من طريق زهير بن حرب والقيسراني في السماع (ص75) تعليقًا عن يوسف بن موسى القطان كلاهما من طريق جرير زاد القيسراني: ابن عبد الحميد عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6] قال: هو الغناء وأشباهه.

صحيح وهذا إسناد فيه ضعف من أجل عطاء فقد اختلط وسماع جرير منه بعد الاختلاط قاله الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص333-334 والكامل لابن عدي ج7/ص73) لكن رواه جمع عن عطاء وله طرق أخرى كما سيأتي

وتابع جريرًا منصور بن أبي الأسود عن عطاء ولفظه "نزلت في الغناء وأشباهه" أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج10/ص373) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا عباس الدوري، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عن منصور بن أبي الأسود، عن عطاء بن السائب به 

- منصور بن أبي الأسود كوفي صدوق يحتج به لكن لا أدري سماعه من عطاء قبل الاختلاط أم بعده ولم أقف على شيء في ذلك وحتى الحافظ ابن حجر قال في حديث هو فيه ومنصور لا أدري أسمع من عطاء بعد اختلاطه أو قبل؟ (المطالب العالية لابن حجر ج13/ص695)

وتابعه أيضًا عمران بن عيينة عن عطاء ولفظه "الغناء وأشباهه" أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج20/ص127) حدثنا عمرو بن علي، قال: ثنا عمران بن عيينة، قال: ثنا عطاء بن السائب به

- عمران بن عيينة كوفي صدوق له أوهام لم أقف على شيء في سماعه من عطاء أهو قبل الاختلاط أم بعده

وتابعه أيضًا محمد بن فضيل عن عطاء ولفظه "الغناء ونحوه" أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج11/ص101) ومن طريقه ابن حزم في المحلى بالآثار (ج7/ص556) وأخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج20/ص128) حدثنا ابن فضيل [وعند الطبري: محمد بن فضيل]، عن عطاء به ووقع عند ابن أبي شيبة بتحقيق كمال "أبو فضيل" وهو تصحيف

- محمد بن فضيل صدوق لكن سماعه من عطاء بعد الاختلاط قاله يعقوب الفسوي (انظر المعرفة والتاريخ ليعقوب ج3/ص84) وقال أبو حاتم الرازي وحديث البصريين الذين يحدثون عنه تخاليط كثيرة لأنه قدم عليهم في آخر عمره، وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب رفع أشياء كان يرويه عن التابعين فرفعه إلى الصحابة (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص334)

ورواه خالد بن عبد الله الطحان وعلي بن عابس وعمرو بن أبي قيس ثلاثتهم عن عطاء بلفظ "الغناء" أخرجه البخاري في الأدب المفرد ط البشائر (ص274) والطبري في تفسيره ت شاكر (ج20/ص127) ورواية ابن أبي قيس من طريق محمد بن حميد الرازي متروك

- خالد الطحان سمع من عطاء بعد الاختلاط قاله علي بن المديني وأحمد بن حنبل (انظر التاريخ الكبير للبخاري ج3/ص160 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص333 والكامل لابن عدي ج7/ص73)
- علي بن عابس كوفي ضعيف ولا أدري سماعه بعد أم قبل الاختلاط

لكن كأن حديث الكوفيين عن عطاء أفضل وذلك لأن أبا حاتم كما تقدم كلامه آنفًا قال وحديث البصريين الذين يحدثون عنه تخاليط كثيرة لأنه قدم عليهم في آخر عمره. قلت منصور بن أبي الأسود وعمران بن عيينة وعلي بن عابس ثلاثتهم كوفيين والله أعلم

2- مقسم عن ابن عباس

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج4/ص 368) ومن طريقه ابن حزم في المحلى بالآثار (ج7/ص556) وأخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج20/ص128) كلاهما من طريق وكيع عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: الغناء، وشري المغنية.

صحيح وهذا إسناد ضعيف ابن أبي ليلى ضعيف وقال شعبة أحاديث الحكم، عن مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث. قلت وهذا ليس منها (انظر مسند ابن الجعد ص62) ولا أدري أيقصد شعبة بالأحاديث كما هو ظاهر أحاديث النبي فقط أم يتضمن ذلك الآثار الموقوفة على الصحابة أيضًا وعلى كل حال هو شاهد للذي قبله وبه يصح إن شاء الله

وأخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج20/ص128) حدثنا الحسين بن عبد الرحمن الأنماطي، قال: ثنا عبيد الله - أظنه هو ابن موسى -، قال: ثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: هو الغناء والاستماع له، يعني قوله: {ومن الناس من يشترى لهو الحديث} 

وأخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج20/ص128) حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا حفص والمحاربي، عن ليث، عن الحكم، عن ابن عباس، قال: الغناء.

ابن وكيع وليث ضعيفان والصواب أنه عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس

3- العوفي عن ابن عباس

أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج20/ص128) حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) قال: باطل الحديث هو الغناء ونحوه.

إسناده ليس بشيء مسلسل بالضعفاء

وقد صح عن ابن مسعود بنحو ذلك (انظر تخريجه هنا)

هذا وبالله التوفيق

7 تعليقات

  1. .
  2. لو سمحت انت قلت(وقال شعبة أحاديث الحكم، عن مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث) هل الأحاديث التي يرويها الحكم عن مقسم من كتاب في حكم الأنقطاع عند اهل العلم ام في حكم الموصول؟! ومن اين اخذ الحكم هذا الكتاب؟!
    1. بشكل عام هو في حكم الانقطاع إلا إذا جاءنا دليل من المتقدمين يبين عكس ذلك في رواية معينة كأن يقولوا أحاديث فلان كتاب لكنه هو كتاب فلان الثقة يعني يبينون الواسطة واسمه
    2. اخي الكريم اردت ان اسألك سؤالا النتيجة التي انتهيت انت اليها بأن الأثر صحيح عن ابن عباس هو ما أنتهى اليه ايضا الشيخ الالباني رحمه الله ويؤيدك في ذلك ولكن هناك احد الباحثين رد على الشيخ الالباني وخالف الى نتيجة ماتوصلت اليه ان والشيخ الالباني ونفى ان يكون صح عن ابن عباس ان لهو الحديث هو الغناء وسأسوق لك قوله وأرجوا ان تنصف الشيخ الالباني وان تقول لي إذا كان الشيخ الالباني هو المصيب في كلامه ام الباحث الذي رد على الشيخ قال الزبير ابن دجان صاحب كتاب"تحقيق الأرب وانصاف ابن حزم في مسالة الغناء والالات الطرب" :(مناقشة التفسير المنسوب لأبن عباس
      قال الشيخ الالباني : اولهم : ترجمان القران عبد الله ابن عباس قال : "نزلت في الغناء واشباهه"
      اخرجه البخاري في الادب المفرد وابن ابي شيبة في المصنف .
      والتعليق على كلام الشيخ رحمه الله يكون في الوقفات التالية :
      انهما طريقان يوهم قول الشيخ الالباني " من طرق عنه " ان ثمة طرق كثيرة ورد بها الحديث عن ابن عباس ؛ بينما هو طريقان كما يتبين بالرجوع الى المصادر التي احال عليها رحمه الله في التخريج وهما :
      الطريق الاول : عن عطاء ابن السا…
  3. اخي الكريم كيف ترد على من يقول ان سند مقسم عن ابن عباس لايشهد لسند سعيد ابن جبير عن ابن عباس لان سند سعيد أبن جبير متصل على الاقل وان كان عطاء ابن السائب قد اختلط وسند مقسم عن ابن عباس منقطع مابين الحكم ابن عتيبة ومقسم وفوق هذا في اسناده عبد الرحمن ابن ابي ليلى سيء الحفظ فلا نأمن ان يكون قد اخطئ في السند اي ان السند المضمون هو سند سعيد ابن جبير وهو ضعيف لأختلاط عطاء ابن السائب اذا لايكون بهذا ثبت عن ابن عباس ان لهو الحديث الغناء كيف ترد عليهم؟!
  4. اخي الكريم احب ان أتحفك بمعلومة جميلة تقوي اثر ابن عباس وأستغرب عدم وقوفك عليها بخصوص رواية الحكم ابن عتيبة عن مقسم مولى ابن عباس قال المحدث الشريف حاتم العوني في تحقيقه لكتاب احاديث الشيوخ الثقات - وهو من المبيحين للمعازف - عن احد الأسانيد التي من رواية عن ابن ابي ليلى عن الحكم ابن عتيبة عن مقسم نفس هذا السند بالظبط قال:(لكن كون احاديث الحكم عن مقسم من كتاب ، لايقتضي ردها بالكلية ، لأن اقصى مايقال فيها انها وجادة ، والوجادة مقبولة . لكن الوجادة تنزل بأحاديث الحكم عن مقسم الى درجة الحسن ، لما في الوجادة من ضعف يغضها عن درجة الاتقان . وهناك جواب للأمام احمد ابن حنبل عن احاديث الحكم عن مقسم على هذا الذي ذهبت اليه تجده في مسائل ابي داود له - المسائل الفقهية(321) . وتصرفات للترميذي في جامعه ، تدل عليه كذلك ، فنظر جامعه ( رقم 893 ،895 ، 1649، 1715 ، 3091). ). وكما يقال وبلسانك ادينك ونحن ندين حاتم العوني بلسانه فعطاء ابن السائب لم ينفرد في هذا الاثر عن ابن عباس لهو الحديث بل تابعه الحكم عن مقسم وهي مقبولة فبذلك يصح الاثر عن ابن عباس والحمدلله
  5. كل الطرق ضعيفة وقمت بتصحيحها بمجموع طرقها وهنا يتكون سؤال مهم وهو
    هل ينكر على من يضعف الاثر لان كل طرقه ضعيفة ؟
    ما أقصده اليس التصحيح بمجموع الطرق امر خلافي ( ليس القاعدة نفسها ) وانما اقصد النظر فما قد يراه احدهم يصحح بمجموع طرقهم الاخر يراه لا يصل الى درجة الصحة