مدى صحة قال الإمام عامر الشعبي إذا أخبرتك برأي فبل عليه

حكم الأثر: صحيح ثابت وحدث هذا في عدة مواقف

1- بين الشعبي وصالح بن مسلم البكري 

أخرجه ابن حزم في المحلى بالآثار (ج9/ص70) وفي الإحكام (ج6/ص52) حدثنا يونس بن عبد الله نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم نا أحمد بن خالد نا محمد بن عبد السلام الخشني نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد القطان نا صالح بن مسلم قال: قلت للشعبي: رجل طلق امرأته تطليقة فجاء آخر فتزوجها في عدتها؟ فقال الشعبي: قال عمر بن الخطاب: يفرق بينها وبين زوجها، وتكمل عدتها الأولى، وتأتنف من هذه عدة جديدة، ويجعل صداقها في بيت المال، ولا يتزوجها أبدا ويصير الأول خاطبا وقال علي بن أبي طالب: يفرق بينهما، وتكمل عدتها الأولى، وتستقبل من هذا عدة جديدة ولها الصداق بما استحل من فرجها، ويصير كلاهما خاطبين قد أخبرتك بقول هذين، فإن أخبرتك برأي فبل عليه.

إسناده صحيح

- يونس بن عبد الله ثقة وهو القاضي أبي الوليد يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث الأندلسي ثقة

- أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم هو أبو عمر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن كنانة اللخمي القرطبي يعرف بابن العَنَّان قال ابن حزم في الإحكام (ج8/ص33) حدثنا يونس بن عبد الله القاضي نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن العنان ثقة وقال ابن الفرضي وكان ثقة خيارًا وسيمًا، حسن المنظر والمخبر، ضابطا لما كتب، جيد التقييد لما روى (علماء الأندلس لابن الفرضي ج1/ص69)

- أحمد بن خالد ثقة حافظ وهو أبو عمر أحمد بن خالد بن يزيد بن محمد بن سالم بن سليمان القرطبي يعرف بابن الجباب قال ابن الفرضي كان إمام وقته غير مدافع في الفقه، والحديث، والعبادة (علماء الأندلس لابن الفرضي ج1/ص42)

- محمد بن عبد السلام الخشني ثقة وهو أبو عبد الله محمد بن عبد السّلام بن ثَعْلبة بن زيد بن الحسن بن كلْب بن أبي ثَعْلبة القرطبي قال ابن الفرضي كان الغالب عليه حفظ اللغة، ورواية الحديث وكان ثقة في ذلك مأموناً (انظر علماء الأندلس لابن الفرضي ج2/ص16)

- صالح بن مسلم هو البكري قال أحمد بن حنبل صالح بن مسلم الذي حدث عن الشعبي شيخ ثقة روى عنه يزيد بن زريع وشعبة وخالد الطحان ويحيى بن سعيد (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه ج2/ص523)

وتابع القطان، الشعيثي أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج4/ص319) حدثنا حبيب بن الحسن، إملاء، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي، ثنا صالح بن مسلم، قال: سألت الشعبي عن مسألة، فقال: قال فيها عمر بن الخطاب كذا، وقال علي بن أبي طالب فيها كذا. فقلت للشعبي: ما ترى؟ قال: ما تصنع برأيي بعد قولهما، إذا أخبرتك برأيي فَبُلْ عليه.

صحيح
- حبيب بن الحسن هو أبو القاسم حبيب بن الحسن بن داود بن محمد بن عبيد الله القزاز ثقة (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج9/ص165)
- أبو مسلم الكشي هو إبراهيم بن عبد الله الكجي ثقة

2- بين الشعبي ورجل

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج6/ص262) أخبرنا عبد الله بن عمرو المنقري قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال: حدثنا محمد بن جحادة أن عامرًا الشعبي سئل عن شيء فلم يكن عنده فيه شيء فقيل له: قل برأيك قال: وما تصنع برأيي؟ بُلْ على رأيي.

إسناده صحيح

3- بين الشعبي وبين عبد الله بن أبي السفر 

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج6/ص263) ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ (ج2/ص592) من طريق قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال: لقد أتى علي زمان وما من مجلس أحب إلي أن أجلس فيه من هذا المسجد فلكناسة اليوم أجلس عليها أحب إلي من أن أجلس في هذا المسجد قال وكان يقول إذا مر عليهم: ما يقول هؤلاء الصعافقة؟ أو قال: بنو استها شك قبيصة ما قالوا لك برأيهم فبل عليه وما حدثوك عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخذ به.

إسناده صحيح

4- بين الشعبي وابن أبجر

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج9/ص114) من رواية الدبري عنه ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج4/ص319) وابن عبد البر في جامع بيان العلم (ج1/ص776) وأبو طاهر السلفي في الرابع والعشرين من المشيخة البغدادية (ص24) وأخرجه الخطيب في شرف أصحاب الحديث (ص74) والبيهقي في المدخل (ص437) كلاهما من رواية أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق أخبرنا معمر، والثوري، عن ابن أبجر، قال: قال الشعبي: ما حدثوك عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ به، وما قالوا برأيهم فبل عليه.

إسناده صحيح وابن أبجر هو عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر

5- بين الشعبي ومالك بن مغول 

أخرجه أحمد بن حنبل في العلل رواية ابنه (ج1/ص283) من طريق عبد الرحمن بن مهدي والدارمي في السنن (ج1/ص284) من طريق محمد بن يوسف والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (ج2/ص190) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج25/ص371) كلاهما من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين وابن بطة في الإبانة الكبرى (ج2/ص518) من طريق سفيان وأيضًا في الإبانة الكبرى (ج2/ص517) من طريق ابن إدريس وابن حزم في الإحكام (ج6/ص54-55) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج25/ص370) كلاهما من طريق خالد بن عبد الرحمن وابن قتيبة الدينوري في مختلف تأويل الحديث (ص110) من طريق مسلم بن قتيبة وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج25/ص370-371) من طريق شعيب بن حرب كلهم من طريق مالك بن مغول قال لي الشعبي ما حدثوك [زاد ابن يوسف وخالد بن عبد الرحمن وابن قتيبة: هؤلاء] عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ به وما حدثوك برأيهم فألقه في الْحُشِّ.

إسناده صحيح والحش مكان قضاء الحاجة قال أبو عبيد الهروي: الحَشّ البستان وَفِيه لُغَتَانِ: الحُشّ والحَشّ وَجمعه حُشّان (حُشّان) وَإِنَّمَا سمي مَوضِع الْخَلَاء حَشا بِهَذَا لأَنهم كَانُوا يقضون حوائجهم فِي الْبَسَاتِين (غريب الحديث للقاسم بن سلام الهروي ج4/ص10)

وقد صح أيضًا عن الشعبي أنه قال إنما هلكتم حيث تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس (انظر تخريجه هنا)

وصح عن ابن سيرين أنه قال أول من قاس إبليس وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس (انظر تخريجه هنا)

هذا وبالله التوفيق

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق