مدى صحة قال مالك في اختلاف الصحابة مخطئ ومصيب وعليك بالاجتهاد

قال مالك بن أنس: في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مخطئ ومصيب فعليك بالاجتهاد.

حكم الأثر: صحيح

أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (ج2/ص906) ومن طريقه ابن حزم في الإحكام (ج6/ص178-179) أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا محمد بن زيان، ثنا الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك، أنه قال: فذكره.

إسناده صحيح
- عبد الرحمن بن يحيى هو أبو زيد عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن يحيى العطار من أهل قرطبة قال ابن بشكوال وكان ثقة في روايته كثير السماع من الشيوخ (الصلة في تاريخ أئمة الأندلس لابن بشكوال ص295)
- أحمد بن سعيد هو أبو عمر أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي مشهور ثقة
- محمد بن زيان هو أبو بكر محمد بن زبان بن حبيب قال الدارقطني ثقة (سؤالات حمزة السهمي للدارقطني ص82)
- الحارث بن مسكين هو أبو عمرو المصري ثقة
- ابن القاسم مشهور هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم العتقي ثقة

وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم (ج2/ص906) وذكر إسماعيل بن إسحاق في كتابه المبسوط، عن أبي ثابت قال: سمعت ابن القاسم يقول: سمعت مالكاً والليث بن سعد، يقولان في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن أناساً يقولون: في ذلك توسعة فقال: ليس كذلك إنما هو خطأ وصواب.

قال إسماعيل القاضي: إنما التوسعة في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم توسعة في اجتهاد الرأي فأما أن يكون توسعة لأن يقول الناس بقول واحد منهم من غير أن يكون الحق عنده فيه فلا ولكن اختلافهم يدل على أنهم اجتهدوا فاختلفوا.

إسناده صحيح وقال ابن عبد البر: كلام إسماعيل هذا حسن جدًا
- إسماعيل بن إسحاق هو القاضي مشهور ثقة حافظ صاحب تصانيف
- أبي ثابت هو محمد بن عبيد الله بن محمد بن زيد بن أبي زيد المديني قال الدارقطني ثقة مأمون (سؤالات الحاكم للدارقطني ص266) وقال أبو حاتم صدوق وروى عنه أبو زرعة وهو لا يروي إلا عن ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص3)

وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم (ج2/ص906) ومن طريقه ابن حزم في الإحكام (ج6/ص178) وذكر يحيى بن إبراهيم بن فرين [وعند ابن حزم: مزين] قال: حدثني أصبغ قال: قال ابن القاسم، سمعت مالكا، والليث، يقولان في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كما قال ناس: فيه توسعة ليس كذلك إنما هو خطأ وصواب. مزين هو الصواب وأصبغ هو ابن الفرج ثقة

أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (ج2/ص905) ومن طريقه ابن حزم في الإحكام (ج6/ص178) أخبرنا قاسم بن محمد، ثنا محمد قال: نا خالد بن سعد [وعند ابن حزم: أخبرني قاسم بن محمد نا خالد بن سعيد]، ثنا محمد بن فطيس، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: سمعت أشهب يقول سئل مالك عن اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خطأ وصواب فانظر في ذلك.

- قاسم بن محمد هو أبو محمد القاسم بن محمد بن القاسم المعروف بابن عسلون القرطبي الفراء
- خالد بن سعيد وصوابه سعد بدون الياء وهو أبو القاسم القرطبي الاندلسي قال الصفدي وكان إمامًا في الحديث بصيرًا بالعلل مقدما على أهل زمانه بقرطبة وكان أحد الأذكياء (انظر الوافي بالوفيات ج13/ص152) وبنحوه قال الذهبي
- محمد بن فطيس هو أبو عبد الله الألبيري قال ابن الفرضي وكان محمد بن فطيس نبيلًا، ضابطا لكتبه، ثقة في روايته، صدوقا في حديثه (تاريخ الأندلس لابن الفرضي)
- أشهب هو أبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسي

وأخرج الخطيب في الفقيه والمتفقه (ج2/ص115) قرأت في كتاب أبي مكي محمد بن عبد الملك اليازجي بخطه: نا حمدان بن علي، نا الحارث بن مسكين، أنا ابن وهب، عن مالك، أنه سئل، فقيل له: أترى لمن أخذ بحديث حدثه ثقة، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سعة؟ قال: لا والله حتى يصيب الحق، وما الحق إلا واحد، لا يكون الحق في قولين يختلفان. قال: وأنا ابن وهب، أن الليث، قال: لا يكون الحق إلا واحداً، ولا يكون في أمرين مختلفين.

- أبي مكي محمد بن عبد الملك اليازجي لم أقف له على ترجمة
- حمدان بن علي هو الوراق ثقة قال الخطيب في ترجمة الحارث بن مسكين سمع منه حمدان بن علي الوراق وترجمه فقال محمد بن علي بن عبد الله بن مهران أبو جعفر الوراق يعرف بحمدان (انظر تاريخ بغداد للخطيب بتحقيق بشار ج9/ص111 وج4/ص102)
- الحارث بن مسكين ثقة

وأخرج ابن حزم في الإحكام (ج6/ص87) حدثنا أحمد بن عمر نا علي بن الحسين بن فهر نا الحسن بن علي بن شعبان وعمر بن محمد بن عراك قالا نا أحمد [بن] مروان نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي نا حرملة عن ابن وهب سئل مالك عمن أخذ بحديثين مختلفين حدثه بهما ثقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتراه من ذلك في سعة قال لا والله حتى يصيب الحق وما الحق إلا في واحد قولان مختلفان يكونان صوابًا ما الحق وما الصواب إلا في واحد.

أحمد بن مروان هو أبو بكر الدينوري صاحب المجالسة اتهمه الدارقطني بالوضع

وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج2/ص906) وفي سماع أشهب سئل مالك عمن أخذ بحديث حدثه ثقة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أتراه من ذلك في سعة؟ فقال: لا والله حتى يصيب الحق وما الحق إلا واحد، قولان مختلفان يكونان صوابًا جميعًا وما الحق والصواب إلا واحد.

أشهب لقب واسمه مسكين بن الحارث مصري ثقة

هذا وبالله التوفيق

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق