مدى صحة أن النبي صلى الله عليه كان يكني ابنته فاطمة بأم أبيها

السؤال:

هل صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكني فاطمة سيد نساء أهل الجنة بأم أبيها؟

الجواب: 

كلا لم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن ورد ذلك عن بعض التابعين وأتباعهم أن كنيتها أم أبيها دون نسبة ذلك إلى رسول الله وسأنقل الأدلة من مصادر نحن السنة ومن مصادر الشيعة

أما مصادرنا نحن السنة

1) ورد ذلك عن أبي جعفر الباقر من أهل البيت رضي الله عنه

حكم الأثر: ضعيف

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج3/ص158) أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أنبأنا القاضي أبو الحسين علي بن الحسين بن علي الجراحي (*) أخبرنا أبو الفضل ناصر أنبأنا أبو الفضل خيرون أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما النعالي أنبأنا جدي لأبي إسحاق بن محمد النعالي قالا أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدائني أنبأنا أبو عمرو قعنب بن المحرر أبو عمرو الباهلي أنبأنا أبو نعيم عن حسين بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد عن أبيه قال كانت كنية فاطمة عليها السلام أم أبيها.

(*) قال محققه: كذا وردت العبارة بالأصل وفي خع: قال: وأنبأنا ابن خيرون أنبأنا أبو علي. انتهى قلت يروي ابن عساكر الكثير من هذا الطريق

وصواب هذا السند هو أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أنبأنا القاضي أبو الحسين علي بن الحسين بن علي الجراحي وأخبرنا أبو الفضل ناصر أنبأنا أبو الفضل خيرون أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما النعالي أنبأنا جدي لأبي إسحاق بن محمد النعالي قالا أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدائني أنبأنا قعنب بن المحرر أبو عمرو الباهلي أنبأنا أبو نعيم عن حسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال كانت كنية فاطمة عليها السلام أم أبيها.

إسناده ضعيف

- أبو نعيم هو الفضل بن دكين ثقة ثبت

- حسين بن زيد بن علي ضعيف وهو الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب قال ابن أبي حاتم قلت لأبي ما تقول فيه؟ فحرك يده وقلبها يعني تعرف وتنكر (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص53) وقال علي المديني كَانَ فِيهِ ضعف وَيكْتب حَدِيثه (سؤالات عثمان لابن المديني ص113) وقال مغلطاي وفي كتاب البرقي عن يحيى بن معين ليس بثقة ومرة لقيته ولم أسمع منه وليس بشيء (التراجم الساقطة من كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ص146 وتهذيب التهذيب لابن حجر ج2/ص339) وقال الدارقطني ثقة (سؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص22) وقال الجاحظ وكان الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن علي يلقب ذا الدمعة، فإذا عوتب في كثرة البكاء قال: وهل تركت النار والسهمان لي مضحكا! يريد قتل زيد بن علي، ويحيى بن زيد (البيان والتبيين للجاحظ ج3/ص134)

- جعفر بن محمد هو أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثقة 

- أبيه هو أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثقة 

- قعنب بن المحرر أبو عمرو الباهلي ضعيف قال الدارقطني وقعنب ضعيف (العلل للدارقطني ج15/ص34) ومُحَرَّر بالراء المهملة هكذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال (ج7/ص168)


وقد توبع عبد الله بن إسحاق المدائني أخرجه أبو الفرج الأصبهاني في كتابه مقاتل الطالبيين (ص57) وأيضًا في كتابه الأغاني (ج16/ص359) وكانت فاطمة تكنى أم أبيها، ذكر ذلك قعنب ابن محرز الباهلي، حدّثني به محمد بن زكريا الصحاف، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد عن أبيه. إسناده ضعيف من أجل قعنب كما تقدم ومحمد بن زكريا الصحاف مجهول


وقد توبع الحسين بن زيد بن علي أخرجه علي ابن المغازلي في مناقب علي (ص407) أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إذنا، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب، حدثنا الحسن بن علي بن منصور، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا بعض أصحابنا عن كثير بن يزيد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كنية فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أبيها.

إسناده ضعيف فيه ثلاثة مجاهيل

- المغازلي نفسه فيه كلام وقال ابن السمعاني وكان شيخنا أحمد ابن الأغْلاقيّ يرميه بأنّه ادّعى سماع شيءٍ لم يسمعه، وأمّا ظاهره فالصّدق والأمانة، وهو صحيح السَّماع والأصول (تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج11/ص812)

- أحمد بن محمد بن عبد الوهاب هو أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن سعيد بن طاوان السمسار الواسطي يعرف بشرارة قال خميس الحوزي سمعت أبي وأبا الغنائم بن بالهيثم وأستاذنا أبا علي بن غراب يقولون رأينا شراره جالسا على حجر عال بين يدي أبي الحسين بن كماري وهو يصيح بأعلى صوته بعد صلاة الجمعة اللهم صل على محمد المختار وعلى أبي بكر صاحب الغار وعلى عمر ممصر الأمصار وعلى عثمان شهيد الدار وعلى علي قاتل الكفار وعلى جميع الصحابة من المهاجرين والأنصار خذوا الإملاء رحمكم الله فيكتب الناس حينئذ سمع أبا الفرج الخيوطي وأبا بكر بن بيري والناس إلا أنه كان لا يميز يسأله الإنسان اخراج حديث فيترك أن يحدثه عن الخيوطي وهو متقدم الإسناد فيه ويحدثه عن ابن القصاب وهو حاضر معه أكثر عنه شيخنا أبو الحسن بن الصفار مات بعد الأربعين وأربعمائة (سؤالات السلفي لخميس ص103 والأمالي للشجري ج2/ص101)

- أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب هو أبو عمر بن عبد الله بن أحمد بن عمر بن أحمد بن شوذب المقرئ الواسطي قال خميس الحوزي سمع أباه عبد الله بن عمر والخلق حدث عنه ابناه أبو عمرو عثمان وأبو الحسين علي وكان ثقة ثبتًا معتقدًا للسنه أمارًا بالمعروف نهاء عن المنكر أنكر عن أبي ابراهيم العلوي القاضي بعض أمره وأراد إخراجه من البلد فراسله عضد الدولة بالكف عنه من جانب السؤال فكف (سؤالات السلفي لخميس ص91)

- الحسن بن علي بن منصور بحثت عنه ولم أقف له على ترجمة

- بعض أصحابنا مجهول

- كثير بن يزيد قلت هناك أبو محمد كثير بن زيد الأسلمي المدني يروي عنه عثمان بن أبي شيبة بواسطة زيد بن الحباب فلا أدري إن كان هو هذا أم غيره


وقال الطبري في كتابه المنتخب من ذيل المذيل (ص6) والتاريخ (ج11/ص499) وذكر عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال كانت كنية فاطمة عليها السلام أم أبيها ومثله ابن عبد البر في الاستيعاب (ج4/ص1899)


2) مصعب بن عبد الله الزبيري

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج22/ص397) حدثنا الحسين بن فهم، ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري - المتوفى سنة 236 هـ - قال: كنية فاطمة أم أبيها.

إسناده حسن والحسين بن فهم هو أبو علي بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن محرز بن إبراهيم البغدادي


3) أبو العباس محمد بن علي المديني فستقة

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج22/ص397) حدثنا محمد بن علي المديني فستقة - وثقه الخطيب - قال: وكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تكنى أم أبيها. صحيح


وأما من مصادر الشيعة

فقد قال ابن أبي الفتح الإربلي الشيعي المتوفى سنة 693 ه‌ـ في كتابه كشف الغمة ط دار الأضواء (ج2/ص90) كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعظم شأنها ويرفع مكانها وكان يكنيها بأم أبيها. قلت وهذا كلام مرسل بينه وبين رسول الله قرون! والخلاصة لم يثبت في كتب الروافض وقد رأيت بعض مواقعهم يستشهدون بكلام الإربلي الرافضي الذين بينه وبين رسول الله 7 قرون! والروافض معروفون بعدم الالتفات للسند فإذا قلت لهم في الكافي حديث الأكراد قوم من الجن قفزوا وقالوا لك في الإسناد مجهول وإذا جاء إلى مصادر السنة لم يهتم للسند يعني على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق