مدى صحة قال عمر بن عبد العزيز هذه آثار رحمته فيها شدائد ما ترى فكيف بآثار سخطه وغضبه

كان عمر بن عبد العزيز في سفر مع سليمان بن عبد الملك فأصابتهم السماء برعد وبرق وظلمة وريح شديدة حتى فزعوا لذلك ‏وجعل عمر بن عبد العزيز يضحك ‏فقال سليمان: تضحك مع ما نحن فيه ‏قال عمر: ‏يا أمير المؤمنين هذه آثار رحمته فيها شدائد ما ترى، فكيف بآثار سخطه وغضبه؟.

حكم القصة: جيدة

1) عطاء بن السائب عن عمر بن عبد العزيز

أخرجه ابن أبي الدنيا كما عند ابن كثير في البداية والنهاية ط هجر (ج12/ص644) ومن طريقه الدينوري في المجالسة (ج3/ص487) ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا جرير عن عطاء بن السائب قال: كان عمر بن عبد العزيز في سفر مع سليمان بن عبد الملك، فأصابتهم السماء برعد وبرق وظلمة وريح شديدة، حتى فزعوا لذلك، وجعل عمر بن عبد العزيز يضحك فقال له سليمان: ما أضحكك يا عمر؟ أما ترى ما نحن فيه؟ فقال له: يا أمير المؤمنين هذه آثار رحمته فيه شدائد ما ترى، فكيف بآثار سخطه وغضبه؟!.

رجاله ثقات
- إسحاق بن إسماعيل هو الطالقاني يعرف باليتيم ثقة
- جرير هو ابن عبد الحميد الضبي ثقة وسماعه من عطاء بعد الاختلاط قاله أحمد بن حنبل ويحيى بن معين (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص333-334)

2) عبد الله بن شوذب الرملي عن عمر بن عبد العزيز

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج5/ص288) حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد المتعال بن عبد الوهاب، ثنا ضمرة، حدثني عبد الله بن شوذب قال: حج سليمان ومعه عمر بن عبد العزيز، فخرج سليمان إلى الطائف، فأصابه رعد وبرق، ففزع سليمان، فقال لعمر: ألا ترى، ما هذا يا أبا حفص؟ قال: هذا عند نزول رحمته، فكيف لو كان عند نزول نقمته.

- أحمد بن جعفر هو أبو بكر القطيعي راوي مسند أحمد ثقة
- عبد المتعال بن عبد الوهاب هو أبو سعيد الأنصاري قلت وروى عنه أيضًا ابن الإمام أحمد بن حنبل عبد الله قال أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى ت الدخيل (ج5/ص63) أبو سعيد عبد المتعالي بن عبد الوهاب الأنصارى من ولد زيد بن ثابت سمع أبا الحسن النضر بن شميل المازني روى عنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني حدثني علي بن محمد، حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبو سعيد الأنصاري عبد المتعال بن عبد الوهاب.
- ضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني ثقة
- عبد الله بن شوذب هو أبو عبد الرحمن الخراساني ثقة

3) العذري عن عمر بن عبد العزيز

أخرجه ابن ابن أبي الدنيا في كتابه المطر والرعد والبرق (ص122) ومن طريقه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة (ج4/ص1288) وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (ج5/ص288) كلاهما محمد بن الربيع أبو عبد الرحمن الأسدي وأبو كريب من طريق أبي بكر بن عياش، عن العذري، قال: بينما عمر بن عبد العزيز بعرفة إذ رعدت، ثم صعقت، ثم برقت، ثم أرخت أمثال العزالي، قال: فرفع سليمان رأسه إلى عمر بن عبد العزيز، فقال: هذا والله هو السلطان، فقال له عمر: يا أمير المؤمنين، إنما سمعت حس الرحمة، فكيف لو سمعت حس العذاب؟ قال: فأبلغ والله في الموعظة.

- أبو بكر بن عياش صدوق شيخ الإسلام
- العذري لم أعرفه وهناك اثنان بهذه النسبة يرويان عن عمر بن عبد العزيز عبد الرحمن بن الخشخاش العذري وعثمان بن سعد العذري
- أبو كريب هو محمد بن العلاء الهمداني ثقة حافظ

4) عبد العزيز بن أبي رواد عن عمر بن عبد العزيز

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (ج2/ص272) ونقله بسنده عنه ابن المجاور في تاريخ المستبصر (ص9)  فحدثني محمد بن صالح البلخي قال: ثنا مكي بن إبراهيم قال: كنا مع عبد العزيز بن أبي رواد في المسجد الحرام فأصابنا مطر شديد وريح شديدة ورعد وهد، فقال عبد العزيز: خرج سليمان بن عبد الملك إلى الطائف، فأصابهم نحو من هذا ببعض الطريق، فهالهم وخافوا، فأرسل إلى عمر بن عبد العزيز وكانوا إذا خافوا الشيء أرسلوا إلى عمر فجاء عمر فقال: يا عمر، ألا ترى؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هذا صوت رحمة، فكيف بصوت غضب؟ [وعند المستبصر: بصوت عذابه!].

- محمد بن صالح البلخي قال ابن حبان محمد بن خشنام بن صالح من أهل بلخ يروي عن المكي بن إبراهيم روى عنه أهل بلده (الثقات لابن حبان ج9/ص151) فلا أدري هو هذا أم غيره
- مكي بن إبراهيم هو أبو السكن مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد البلخي الحنظلي صدوق لا بأس به

5) عبد العزيز بن يزيد الأيلي عن عمر بن عبد العزيز

أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (ج8/ص129) حدثني هشام بن عمار قال: بلغنا أن عمر بن عبد العزيز كان يساير سليمان بن عبد الملك، فرعدت السماء وبرقت، فقال عمر: يا أمير المؤمنين، هذه قدرة الله عند الرحمة، فكيف بها عند العذاب. ووصله ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج45/ص153) أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد ح وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله قالا أنا محمد بن عوف أنا محمد بن الحسين بن موسى الحافظ أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا المغيرة بن المغيرة نا عبد العزيز بن يزيد الأيلي قال حج سليمان بن عبد الملك ومعه عمر بن عبد العزيز فأصابهم ليلة برق ورعد فكادت تنخلع أفئدتهم فقال سليمان يا أبا حفص هل رأيت مثل هذه الليلة قط أو سمعت بها قال يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمة الله فكيف لو سمعت صوت عذاب الله.

- محمد بن عوف هو أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني وقديمًا كان يكنى بأبي بكر ثقة نبيل 
- محمد بن الحسين بن موسى الحافظ انقلب اسمه وصوابه هو محمد بن موسى بن الحسين الحافظ المعروف بابن السمسار يكنى بأبي العباس ثقة حافظ
- محمد بن خريم هو أبو بكر العقيلي الدمشقي قال الذهبي صدوق مشهور
- هشام بن عمار هو أبو الوليد السلمي الدمشقي من شيوخ البخاري
- المغيرة بن المغيرة هو أبو هارون الرملي الربعي قال أبو حاتم الرازي لا بأس به (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص230) وترجمه تحت اسم مغيرة بن أبي مغيرة الرملي وترجمه ابن عساكر وذكر قول أبو حاتم فيه (انظر تاريخ دمشق ج60/ص85)
- عبد العزيز بن يزيد الأيلي لم أقف له على ترجمة

6) عفان بن راشد التميمي عن عمر بن عبد العزيز

أخرجه ابن ابن أبي الدنيا في كتابه المطر والرعد والبرق (ص116) ومن طريقه أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه العظمة (ج4/ص1287) وابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق (ج45/ص153) حدثنا خالد بن خداش، حدثني عفان بن راشد التميمي، قال: بينا سليمان بن عبد الملك واقفا بعرفة، ومعه عمر بن عبد العزيز إذ رعدت رعدة، فجزع منها سليمان حتى وضع خده على مقدم الرحل، فقال له عمر بن عبد العزيز: هذه جاءت برحمة، فكيف لو جاءت بسخطة؟. وتابع ابن أبي الدنيا حاتم بن الليث أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج5/ص288) حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا حاتم بن الليث، ثنا خالد بن خداش، ثنا عفان بن راشد قال: كان عمر بن عبد العزيز واقفا مع سليمان بعرفة، فرعدت رعدة من رعد تهامة، فوضع سليمان صدره على مقدم الرحل وجزع منها، فقال له عمر: يا أمير المؤمنين، هذه جاءت برحمة، فكيف لو جاءت بسخطة؟ قال: ثم نظر سليمان إلى الناس فقال: ما أكثر الناس، فقال عمر: خصماؤك يا أمير المؤمنين فقال له سليمان: ابتلاك الله بهم.

إسناده ضعيف جدًا
- عفان بن راشد التميمي مجهول العين تفرد بالرواية عنه خالد بن خداش 

وتابع محمد بن صالخ البلخي عمر بن مدرك الكذاب أخرجه قاضي المارستان في المشيخة (ج3/ص1170) أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الزجاجي قال أخبرنا أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي قال حدثنا حمزة بن القاسم...... قال حدثنا عمر بن مدرك قال سمعت مكي بن إبراهيم يقول: كنا عند عبد العزيز بن أبي رواد فذكره.

إسناده موضوع عمر بن مدرك هو أبو حفص الرازي البلخي القاص كذاب قاله ابن معين وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان سمعناه يقول حدثنا أبو المغير عبد القدوس بن الحجاج ولم يدركه يعني يكذب (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص136)

7) يحيى بن يحيى بن قيس الغساني عن عمر بن عبد العزيز

أخرجه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ (ج1/ص605) وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج5/ص288) كلاهما من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى قال: حدثني أبي عن جدي قال: بينما عمر بن عبد العزيز بعرفات مع سليمان أبرقت وأرعدت رعدا شديدا أفزع سليمان، فنظر إلى عمر وهو يضحك فقال: يا عمر أتضحك وأنت تسمع ما تسمع؟ قال: يا أمير المؤمنين هذه رحمة الله قد أفزعتك فكيف لو جاء عذابه؟!.

إسناده ضعيف جدًا لا يصلح للشواهد فيه إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان كذاب (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج2/ص142-143 والضعفاء لأبي زرعة- أسئلة البرذعي ج3/ص794)

هذا وبالله التوفيق

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق