قال الشافعي: حُكْمِي فِي أَصْحَابِ الْكَلامِ أَنْ يُضْرَبُوا بِالْجَرِيدِ وَيُحْمَلُوا عَلَى الإِبِلِ وَيُطَافُ بِهِمْ فِي الْعَشَائِرِ وَالْقَبَائِلِ يُقَالُ هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَأَخَذَ فِي الْكَلامِ. الْجَرِيدِ: هو غصن النخيل المجرد من أوراقه.
حكم الأثر: صحيح
1- الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني عن الشافعي
أخرجه ابن عبد البر في الانتقاء (ص80) وفي جامع بيان العلم وفضله (ج2/ص941) وأخرجه أبو الفضل عبد الرحمن في كتابه أحاديث في ذم الكلام وأهله (ص98) وابن المبرد في جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر (ص66) من طريق الحسن بن رشيق نا محمد بن إبراهيم الأنماطي وعبيد الله بن عمر العمري [وفي جامع بيان العلم: عبيد الله بن إبراهيم الغمري] قالا نا الحسن بن محمد الزعفراني [وعند أبي الفضل: الحسن بن محمد بن الصباح] قال سمعت الشافعي يقول فذكره.
صحيح وهذا إسناد حسن
- الحسن بن رشيق هو أبو محمد المصري صدوق حسن الحديث
- محمد بن إبراهيم الأنماطى هو أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز البغدادي شيخ الدارقطني وقال الدارقطني عن أسانيد هو في إحداها هذه أسانيد صحاح (السنن للدارقطني ج1/ص59) وذكره يوسف القواس في جملة شيوخه الثقات (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج2/ص303)
- عبيد الله بن عمر العمري قلت عمر خطأ وصوابه إبراهيم والغمري بالغين المعجمة أيضًا خطأ إنما هو بالعين المهملة ووقع على الصواب عند ابن المبرد وأبي الفضل، وهو المقرئ أيضًا وقع ذلك عند ابن عبد البر في سند آخر في كتابه الانتقاء (ص102) ونا الحسن بن رشيق قال نا عبيد الله بن ابراهيم المقرى قال نا الحسن بن محمد الزعفراني. انتهى وعند ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج51/ص279-280) عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا عبيد الله بن إبراهيم بن مهدي العمري حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني انتهى ترجمه ابن الجزري فقال عبيد الله بن إبراهيم بن مهدي أبو القاسم العمري البغدادي ثم المصري مقرئ مصدر مشهور حاذق، قال الحافظ أبو عمرو - هو الداني - ويعرف بالعمري لأنه كان مخصوصًا بمعرفة قراءة أبي عمرو أخذها عرضًا عن محمد بن غالب صاحب شجاع ورواها سماعاً عن محمد بن شجاع البلخي عن اليزيدي وله فيها تصنيف حسن معلل وروى عن أبي الحسين بن المنادي وأبي الحسن بن شنبوذ ومات قبلهما بسنين كثيرة واشتبه ذلك على الحافظ أبي عبد الله فجعلهما عنه وسمع من إبراهيم بن جميل الأندلسي كتاب المعاني للفراء عن محمد بن الجهم عنه، وروى عنه القراءة أحمد بن محمد بن إسماعيل والعباس بن أحمد، مات بمصر في شوال سنة سبع وثلاثمائة. (انظر غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ج1/ص484) وقوله مات بمصر قاله ابن يونس المصري ذكر ذلك ابن عساكر بإسناده إلي ابن يونس في ترجمته وأيضًا ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (انظر تاريخ دمشق لابن عساكر ج37/ص403 وتاريخ بغداد وذيوله ط العلمية ج17/ص4) وقال السمعاني حدث عن يعقوب ابن المبارك، روى عنه عبد الغنى بن سعيد المصري الحافظ (الأنساب للسمعاني ج9/ص371)
2- أبو ثور وحسين الكرابيسي كلاهما عن الشافعي
أخرجه الخطيب في شرف أصحاب الحديث (ص78) أخبرنا محمد بن يوسف أبو عبد الرحمن النيسابوري، قال: أخبرنا الحسين بن محمد الثقفي، بالدامغان، قال: حدثنا الفضل بن الفضل الكندي، قال: حدثنا زكريا بن يحيى البصري، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: سمعت أبا ثور، والحسين بن علي، يقولان: سمعنا الشافعي، يقول: حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر والقبائل فينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام.
صحيح وهذا إسناد حسن
- محمد بن يوسف أبو عبد الرحمن النيسابوري هو محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن القطان الأعرج قال الخطيب كان صدوقًا، له معرفه بالحديث، وقد درس شيئا من فقه الشافعي، وله مذهب مستقيم وطريقة جميلة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج4/ص650)
- الحسين بن محمد الثقفي ثقة وهو أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين ابن فنجويه الدينوري قال الصريفيني: شيخ فاضل كثير الحديث، كثير الشيوخ، كثير التصانيف الحسنة والمعرفة بالحديث وكان من ثقات الرجال (المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور للصريفيني ص205) وقال شيرويه بن شهردار: كان ثقة، صدوقًا كثير الرواية للمناكير، حسن الخط، كثير التصانيف (انظر تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج9/ص234)
- الفضل بن الفضل الكندي هو أبو العباس الفضل بن الفضل بن العباس الهمذاني قال شيرويه بن شهردار وكان صدوقًا (انظر تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج8/ص150)
- زكريا بن يحيى البصري هو أبو يحيى الساجي إمام ثقة مشهور
- محمد بن إسماعيل نسبه الذهبي فقال الترمذي عندما ذكر هذا القول للشافعي وهو صدوق لا بأس به
- أبو ثور هو إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الفقيه صاحب الشافعي ثقة
- الحسين بن علي هو أبو علي الكرابيسي ثقة
وتابع الفضل بن الفضل الكندي أبو سعيد الأصبهاني أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي (ج1/ص462) أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا أبو نصر محمد بن علي بن طلحة المروروذي قال: حدثنا أبو سعيد أحمد بن علي الأصبهاني قال: حدثنا زكريا بن يحيى السّاجِي به.
وتابع الفضل بن الفضل الكندي أبو ذر الصالحاني أخرجه إسماعيل الأصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة (ج1/ص225) بتصرف أخبرنا طلحة بن الحسين الصالحاني، أنا جدي أبو ذر الصالحاني، نا أبو الشيخ، قال: قال زكريا الساجي: حدثني محمد ابن إسماعيل قال: سمعت أبا ثور وحسنًا به
- طلحة بن الحسين الصالحاني هو أبو الطيب طلحة بن الحسين بن أبي ذر محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد بن يوسف قال السمعاني كان شيخًا صالحًا، كثير السماع، كف بصره في آخر عمره (التحبير في المعجم الكبير للسمعاني ج1/ص350)
- جدي أبو ذر الصالحاني هو محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد بن يوسف الواعظ صحح أبو محمد البغوي أحاديث من طريقه وقال السمعاني صالحان وهي محلة كبيرة بأصبهان سمعت بها عن جماعة من المحدثين، وخرج منها من الشيوخ المسندين والجماعة المحدثين غير واحد، فمنهم أبو ذر محمد ابن إبراهيم بن على بن إبراهيم الصالحاني الواعظ (شرح السنة للبغوي ط المكتب الإسلامي ج11/ص278 والأنساب للسمعاني ط الهندية ج8/ص255) قلت وحدث عنه جماعة
- أبو الشيخ هو أبو محمد بن حيان الأصبهاني مشهور صاحب تصانيف
- حسنًا تصحيف وصوابه بالياء حسينًا وهو الحسين بن علي الكرابيسي
وتابع الفضل بن الفضل الكندي إبراهيم القراب أخرجه ابن المبرد في جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر (ص66) بتصرف أخبرنا جماعة من شيوخنا، أنا ابن الدعبوب، أنا الحجار، أنا ابن اللتي، أنا أبو الوقت السجزي، أنا شيخ الإسلام الأنصاري، أنا الجارودي، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا أبو يحيى الساجي به.
- شيخ الإسلام الأنصاري هو أبو إسماعيل الهروي صاحب كتاب ذم الكلام وأهله
- الجارودي هو أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الحافظ الهروي إمام ثقة
- إبراهيم بن محمد هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سهل بن بشر بن عبد الجبار القراب الهروي قال المقدسي في حديث هو في إسناده رجاله ثقات (الأحاديث المختارة للمقدسي ج5/ص245) وقال ابن المبرد وَنَحْنُ نَذْكُرُ جَمَاعَةً مِمَّنْ وَرَدَ عَنْهُمْ مُجَانَبَةُ الأَشَاعِرَةِ، وَمُجَانَبَةُ الأَشْعَرِيِّ، وَأَصْحَابُهُ مِنْ زَمَنِهِ وَإِلَى الْيَوْمِ و فذكر مِنْهُمْ أَبُو إِسْحَاقَ الْقَرَّابُ وقال: كَانَ إِمَامًا كَبِيرًا مُجَانِبًا لَهُمْ يَنْهَى النَّاسَ عَنْهُمْ (جمع الجيوش لابن المبرد ص151)
3- الربيع بن سليمان المرادي عن الشافعي
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج9/ص116) حدثنا الحسن بن سعيد، ثنا زكريا الساجي، قال: سمعت الربيع، يقول: سمعت الشافعي، يقول: رأيي ومذهبي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد، ويجلسوا على الجمال، ويطاف بهم في العشائر والقبائل، وينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأخذ في الكلام.
إسناده ضعيف
- الحسن بن سعيد ضعيف في الحديث ثقة في القراءة وهو أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل بن شاذان المطوعي العباداني المقرئ قال أبو نعيم الأصبهاني: كان رأسًا في القراءات وحفظه في حديثه وروايته لين (تاريخ أصبهان لأبي نعيم ج1/ص322) وقال أبو بكر بن مردويه: ضعيف (انظر ميزان الاعتدال للذهبي ج1/ص492) وقال ابن الجزري إمام عارف ثقة في القراءة أثنى عليه الحافظ أبو العلاء الهمذاني ووثقه (غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ج1/ص213)
4- وله شاهد رواه محمد بن عبد العزيز
أخرجه ابن المبرد في جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر (ص66) بتصرف أخبرنا جماعة من شيوخنا، أنا ابن الدعبوب، أنا الحجار، أنا ابن اللتي، أنا أبو الوقت السجزي، أنا شيخ الإسلام الأنصاري، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا علي بن القاسم بن سعيد بن الليث السمرقندي، ثنا محمد بن إبراهيم، حدثني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز، صاحب الشافعي، قال: قال الشافعي: مَذْهَبِي فِي أَهْلِ الْكَلامِ تَقْنِيعُ رُءُوسِهِمْ بِالسِّيَاطِ، وَتَشْرِيدُهُمْ فِي الْبِلادِ.
- إسماعيل بن إبراهيم هو أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن القراب الهروي ثقة
هذا والله أعلم