انتشر على النت أنه من ورع محمد بن سيرين أنه سمع أحد الناس يسب الحجاج بن يوسف بعد وفاته فقال له: صه يا ابن أخي، فإن الحجاج مضى إلى ربه، وإنك حين تقدم على الله عز وجل ستجد أن أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج، فلكل منكما يومئذ شأن يغنيه، واعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم كما سيقتص للحجاج ممن يظلمونه، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد.
قلت أخرجه ابن أبي الدنيا في التوبة (ص60) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (ج9/ص57) من طريق الحسن بن يحيى بن كثير العنبري المصيصي وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج2/ص270) من طريق محمد بن عبد الملك كلاهما (الحسن ومحمد) من طريق الهيثم بن عبيد الصيد، قال: لا أعلمه إلا سهيل أخو حزم، حدثني قال: سمع ابن سيرين رجلًا يسب الحجاج فقال: مه أيها الرجل إنك لو وافيت الآخرة كان أصغر ذنب عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج، واعلم أن الله حكم عدل إن أخذ من الحجاج لمن ظلم شيئا فسيأخذ للحجاج ممن ظلمه، فلا تشغلن نفسك بسبه [وفي لفظ: بسب أحد].
إسناده لا يصح
- الهيثم بن عبيد الصيد لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو مجهول
- سهيل بن أبي حزم القطعي ضعيف
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (6/ص191) حدثنا أبو أسامة عن أبي جعفر قال: سمع ابن سيرين رجلا يسب الحجاج، فقال ابن سيرين: إن الله حكم عدل، يأخذ للحجاج ممن ظلمه كما يأخذ لمن ظلم من الحجاج.
إسناده لا يصح أبي جعفر مجهول
والرجل قيل أنه عوف بن أبي جميلة حيث قال عبد الكريم في كتابه الرسالة القشيرية (ج1/ص291) وقال عوف: دخلت على ابن سيرين فتناولت الحجاج فقال ابن سيرين: إن الله تعالى حكم عدل فكما يأخذ من الحجاج يأخذ للحجاج وإنك إذا لقيت الله عز وجل غدا كان أصغر ذنب أصبته أشد عليك من أعظم ذنب أصابه الحجاج.
لم أقف عليه مسندًا
هذا والله تعالى أعلم