مدى صحة حديث أن وهب بن عمير قال للرسول أنعم صباحا يا محمد فقال الرسول قد أبدلنا الله خيرا منها أي بالسلام عليكم

قال وهب بن عمير للرسول أنعم صباحًا يا محمد فقال الرسول قد أبدلنا الله خيراً منها. يقصد بالسلام عليكم

حكم الحديث: حسن صحيح

أخرجه الطبراني في كتابه المعجم الكبير (ج17/ص61) حدثنا أحمد بن زهير التستري، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، ثنا عبد الرزاق، أنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، لا أعلمه إلا عن أنس بن مالك، قال: كان وهب بن عمير شهد أحداً كافراً .....فجاء وهب فوقف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنعم صباحًا يا محمد، قال: قد أبدلنا الله خيرا منها.

القائل "لا أعلمه إلا عن أنس بن مالك" هو جعفر بن سليمان وسيأتي ما يدل على هذا

إسناده صحيح وقال السيوطي في كتابه الخصائص الكبرى (ج1/ص344) وأخرجه الطبراني وأبو نعيم من طريق أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك موصولًا بسند صحيح

وتوبع محمد بن سهل بن عسكر لكن فيه شك أهو عن أنس أم غيره وروي أيضاً "أظنه عن أنس"

أما الأول

أخرجه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ابن منده العبدي في المستخرج من كتب الناس ت عامر صبري (ج1/ص298) أخبرنا أبي رحمه الله، أخبرنا محمد بن الحسين القطان - هو أبو بكر النيسابوري -، حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، حدثنا عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، قال عبد الرزاق: قلت له: عن من ذكره؟، قال عن أنس أو غيره، قال: [وفيه] وجاء عمير حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متقلد سيفه، فقال: أنعم صباحاً وكان سلامهم في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أبدلنا الله تبارك وتعالى بها ما هو خير منها السلام.

قوله قال عبد الرزاق قلت له - أي لجعفر بن سليمان - عن من ذكره - يعني عمن ذكره الجوني؟- قال - أي جعفر بن سليمان - عن أنس أو غيره

وأما الثاني

وأخرجه أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي في الفوائد المنتخبة بانتخاب أبي عمرو البحيري (ص826) أخبرنا المؤمل، ثنا محمد بن إسحاق السجزي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، قلت: عمن هو؟ قال: أظنه عن أنس قال: [وفيه] وجاء وهب حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متقلد سيفه فقال: أنعم صباحا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أبدلنا الله ما هو خير منها السلام.

 - المؤمل هو أبو الوفاء بن الحسن بن عيسى النيسابوري
- محمد بن إسحاق السجزي قال ابن عدي ضعيف يقلب الأحاديث ويسرقها (الكامل في ضعفاء الرجال ط العلمية ج7/ص538)


وله شواهد مرسلة 

الأول: مرسل عروة

1- ابن الزبير عن عروة

أخرجه ابن هشام في كتابه السيرة (ج1/ص661-662) وأبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة (ص479) كلاهما (زياد بن عبد الله البكائي وإبراهيم بن سعد الزهري) من طريق ابن إسحاق واللفظ لابن هشام: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير قال: جلس عمير بن وهب الجمحي...... ادن يا عمير، فدنا ثم قال: أنعموا صباحًا، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام: تحية أهل الجنة.

إسناده صحيح لكنه مرسل ومراسيل عروة قوية

لكن أخرج الطبراني في كتابه المعجم الكبير (ج17/ص58) وأبو نعيم الأصبهاني في كتابه معرفة الصحابة (ج4/ص2093) ولم يذكرا عروة في السند كلاهما من طريق أبي شعيب الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير به.

2- أبو الأسود عن عروة

أخرجه البيهقي في كتابه دلائل النبوة (ج3/ص147) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، قال: أخبرنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد، قال: حدثنا أبي، قال أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير وفيه فلما دنا منه عمير قال أنعموا صباحًا وهي تحية أهل الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أكرمنا الله عن تحيتك وجعل تحيتنا تحية أهل الجنة وهي السلام.

إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة صدوق ضعيف

- محمد بن عمرو بن خالد الحراني قال أبو الحسن ابن القطان وأما ابنه محمد، فيكنى أبا علاثة، حدث عن أبيه وغيره، وكان ثقة، قاله أبو سعيد بن يونس في كتابه في تاريخ المصريين، قال: وقد رأيته، وذكر وفاته سنة اثنتين وسبعين ومائتين (بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام لابن القطان 535/3)

وأخرجه الطبراني في كتابه المعجم الكبير (56/17) حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: فأقبل عمر بن الخطاب وعمير بن وهب فدخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع عمر سيفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: تأخر عنه، فلما دنا منه حياه عمير أنعم صباحًا وهي تحية أهل الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أكرمنا الله عز وجل عن تحيتك وجعل تحيتنا السلام وهي تحية أهل الجنة.

قلت: سقط والد محمد الحراني من السند فقد أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه معرفة الصحابة من طريق الطبراني (ج4/ص2093) حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، ثنا أبي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة به.

الثاني: مرسل الزهري

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه معرفة الصحابة (ج4/ص2093) وإسماعيل الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة (ص140) كلاهما فاروق بن عبد الكبير الخطابي، ثنا زياد بن الخليل، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا محمد بن فليح، ثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري وفيه فلما دنا منه عمير قال: انعموا صباحًا، وهي تحية أهل الجاهلية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أكرمنا الله عن تحيتك، وجعل تحيتنا تحية أهل الجنة، وهي السلام.

وأخرجه البيهقي في كتابه دلائل النبوة (ج3/ص147) من طريق أخر ليس فيه الزهري أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، ببغداد، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب قال: أخبرنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال: أخبرنا ابن أبي أويس قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى ابن عقبة في كتاب المغازي، قال... فلما دنا منه عمير قال أنعموا صباحًا وهي تحية أهل الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكرمنا الله عن تحيتك وجعل تحيتنا تحية أهل الجنة وهي السلام.

الثالث: مرسل عكرمة

أخرجه ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى ط العلمية (ج4/ص151-152) أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت عن عكرمة أن عمير بن وهب خرج يوم بدر..... فأخذ سيفه حتى إذا دخل رآه عمر بن الخطاب فقام إليه فأخذ بحمائل سيفه فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى فقال: هكذا تصنعون بمن جاءكم يدخل في دينكم؟ فقال رسول الله دعه يا عمر قال: أنعم صباحًا قال: إن الله قد أبدلنا بها ما هو خير منها السلام.

مرسل إسناده صحيح إلى عكرمة

هذا وبالله التوفيق

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق