مدى صحة قال أبو حنيفة إذا جاء عن النبي فعلى الرأس والعين

مدى صحة الأثر قال أبو حنيفة إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين وإذا جاء عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نختار من قولهم وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم

قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي صاحب المذهب الحنفي: إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين وإذا جاء عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نختار من قولهم وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم.

حكم الأثر: جيد وأتعجب من البعض يقول كان أبو حنيفة لا يعترف بخبر الآحاد وكلامه هذا يدل على العكس وعمله أيضاً لو تتبعته

1) ابن المبارك عن أبي حنيفة

أخرجه البيهقي في كتابه المدخل إلى السنن الكبرى (ص111) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت محمد بن أحمد بن بالويه، يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت أبا بكر الطبري يقول: سمعت نعيم بن حماد يقول: سمعت ابن المبارك يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين وإذا جاء عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نختار من قولهم وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم. 

- أبو بكر الطبري هو إن شاء الله محمد بن أبي خالد الصومعي حدث عنه أبو عوانة في مستخرجه (ج3/ص324) وحدث عن نعيم بن حماد وقال الذهبي في ترجمته محمد بن خالد روى عنه ابن خزيمة (تاريخ الإسلام ت بشار للذهبي ج6/ص172) قال عنه ابن حبان يغرب (الثقات لابن حبان ج9/ص141) وقال عنه ابن حجر صدوق يغرب (تقريب التهذيب لابن حجر ص476) وهناك حديث من طريق أبي بكر الطبري عن نعيم بن حماد في كتاب الأوسط في السنن لابن المنذر من طريق أمامة عن الرسول قال توفي رجل فلم تصب له حسنة، إلا ثلاث حثيات حثاها في قبر، فغفرت له ذنوبه وأخرجه أيضًا البيهقي في السنن من طريق أبي بكر محمد بن إسحاق الصاغاني عن نعيم بن حماد به ولكني أرجح أنه هو محمد بن أبي خالد لأنه طبري وهذا ليس بطبري وإن كان لهما الكنية نفسها

- نعيم صدوق ضعيف


وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في مسند أبي حنيفة ت الفاريابي (ص22) حدثنا أبو عبد الله أحمد بن بندار، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا الحسن بن علي، ثنا نعيم بن حماد، قال: سمعت ابن المبارك يقول: سمعت أبا حنيفة، يقول: ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقدم عليه أحد، وما جاء عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اخترنا.

- الحسن بن علي هو الحلواني

قلتُ ورأيت في مناقب أبي حنيفة لأبي الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري (ص55) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن نقيد رحمه الله بالبصرة، ثنا أبو الحسن خلف بن علي، ثنا أبي ثنا أحمد بن الحسن بن محمد، ثنا أبو العباس القاضي، ثنا أبو نشيط، ثنا نعيم بن حماد، قال: سمعت ابن المبارك يقول: قال أبو حنيفة رحمه الله: ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين، وما جاء عن الصحابة اخترنا من قولهم وما كان في غير ذلك فنحن رجال وهم رجال. قلت وهذه المناقب يرويها عبد الجبار بن أبي الحسين بن أبي نصر: أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني، قال: أخبرنا الشيخ العالم أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين السجُزي في كتابه: أن الشيخ الإمام الحافظ أبا الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري.

- أبو الربيع سليمان بن نقيد هو سليمان بن نقيد بن محمد بن راشد الحنفي وفي ص55 حدثنا الشيخ العدل أبو الربيع سليمان بن نقيد
- خلف بن علي هو أبو الحسن خلف بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن القرشي مجهول لا وجود له في الكتب سوى هنا في هذه المناقب
- أبي مجهول
- أحمد بن الحسن بن محمد مجهول
- أبو العباس القاضي لم أعرفه
- أبو نشيط هو محمد بن هارون البغدادي


2) علي بن الحسين بن شقيق عن السكري عن أبي حنيفة

1- الكرماني عن ابن شقيق أخرجه ابن نصر في كتابه الفوائد (ص83) حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد القاضي قال: حدثنا القاسم بن عبيد السياري قال: حدثنا عبد الله بن علي الكرماني قال: علي بن الحسن بن شقيق يقول: سمعت أبا حمزة السكري يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: إذا جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لم نمل إلى غيره وأخذنا به، وإذا جاء عن الصحابة تخيرنا، وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم.

- صاحب الكتاب نفسه ابن نصر مقبول
- أبو الحسن علي بن أحمد القاضي هو القزويني قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج41/ص241) روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر (صاحب كتاب الفوائد) وعندي أنه علي بن محمد بن عبد الله انتهى يقصد ابن عساكر أنه أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن مقلح القاضي القزويني وهذا يروي عنه ابن نصر في كتابه
- القاسم بن عبيد السياري هو أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد الله بن مهدي السياري
- عبد الله بن علي الكرماني وعند الحاكم في المستدرك في أسانيد كثيرة الغزال بدلاً من الكرماني والسند هو أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري، ثنا عبد الله بن علي الغزال، ثنا علي بن الحسن بن شقيق انتهى فهو عندي أنهما واحد وليسا باثنين وصحح له الحاكم في عدة مواضع بقوله صحيح الإسناد فهو على الأقل يصلح للاستشهاد
- علي بن الحسين بن شقيق معروف ثقة
- أبو حمزة السكري هو محمد بن ميمون المروزي معروف ثقة

2- الفضل بن جبار عن ابن شقيق أخرجه ابن عبد البر في كتابه الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء (ص144) بتصرف حدثنا حكم بن منذر قال نا أبو يعقوب يوسف بن أحمد قال نا عمرو بن علي الجوهري وأبو عبد الله محمد بن حزام الفقيه قالا نا الفضل بن عبد الجبار قال نا علي بن الحسن بن شقيق قال نا أبو حمزة قال سمعت أبا حنيفة يقول إذا جاءنا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذنا به وإذا جاءنا عن الصحابة تخيرنا وإذا جاءنا عن التابعين زاحمناهم.

- عمرو بن علي الجوهري وأبو عبد الله محمد بن حزام الفقيه لم أعرفهما
- حكم بن منذر هو أبو العاصي حكم بن منذر بن سعيد بن عبد الله قال ابن عبد البر في سند رحمه الله (في نفس كتاب الانتقاء) وقال ابن بشكوال قال أبو علي هو الحسين بن محمد الصدفي سمعت أبا أحمد جعفر بن عبد الله هو أبو أحمد التجيبي وثقه ابن بشكوال في الصلة يقول: كان حكم بن منذر من أهل المعرفة والذكاء متقد الذهن طود علم في الأدب لا يجاري وقال ابن حزم هو رأس المعتزلة بالأندلس وكبيرهم وأستاذهم ومتكلمهم وناسكهم وهو مع ذلك شاعر طيب وفقيه (انظر الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ط العلمية ص123-124-137-168 والصلة في تاريخ أئمة الأندلس لابن بشكوال ص146 وطوق الحمامة لابن حزم ت إحسان ص157)
- أبو يعقوب يوسف بن أحمد هو أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف المكي الصيدلاني أحد رواة كتاب الضعفاء للعقيلي
- الفضل بن عبد الجبار بن بور بن نرمق الباهلي قال ابن ماكولا ثقة حسن الحديث (الإكمال في رفع الإرتياب لابن ماكولا ج1/ص570)

3- محمود بن خداش عن ابن شقيق أخرجه ابن عبد البر في كتابه الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء (ص145) بتصرف حدثنا حكم بن منذر قال نا أبو يعقوب يوسف بن أحمد نا محمد بن موسى المروزي قال نا محمد بن عيسى البياضي قال نا محمود بن خداش قال نا علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبا حمزة السكري يقول سمعت أبا حنيفة يقول إذا جاء الحديث الصحيح الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم أخذنا به ولم نعده وإذا جاء عن الصحابة تخيرنا وإن جاء عن التابعين زاحمناهم ولم نخرج عن أقوالهم.

إسناده ضعيف
- محمد بن موسى المروزي لم أعرفه وهناك راو اسمه محمد بن إسحاق بن موسى يروي عن محمد بن علي بن الحسين بن شقيق عن أبيه علي بن الحسين بن شقيق
- محمد بن عيسى البياضي هو أبو علي الهاشمي محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب قال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج3/ص701) 
- محمود بن خداش قال عنه ابن معين ثقة لا بأس به (تاريخ ابن معين رواية ابن محرز ج2/ص179 وتاريخ بغداد ت بشار للخطيب) ووثقه الدارقطني (السنن للدارقطني ج2/ص86)


3) رجل عن أبي حنيفة في حضرة سفيان الثوري

أخرجه عباس الدوري في تاريخ يحيى بن معين (ج4/ص63) والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (ص203) والصيمري في كتابه أخبار حنيفة (ص24) وأصحابه والخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج15/ص502) والهروي في كتابه ذم الكلام وأهله (ج5/ص101) وابن عبد البر في كتابه الانتقاء في فضائل الفقهاء الثلاثة (ص142) كلهم من طريق يحيى بن معين حدثنا عبيد بن أبي قرة قال سمعت يحيى بن ضريس يقول شهدت سفيان وأتاه رجل فقال ما تنقم على أبي حنيفة قال وماله قال سمعته يقول آخذ بكتاب الله فما لم أجد فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم أجد في كتاب الله ولا سنة آخذ بقول أصحابه آخذ بقول من شئت منهم وأدع قول من شئت ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم فإذا ما انتهى الأمر أو جاء الأمر إلى إبراهيم والشعبي وابن سيرين والحسن وعطاء وسعيد بن المسيب وعدد رجالا فقوم اجتهدوا فأجتهد كما اجتهدوا.

إسناده جيد عبيد بن أبي قرة صدوق له مناكير والرواي عنه يحيى بن معين إمام في الرجال

وقد جاء اسم الرجل الذي قال لسفيان وهو القاسم بن معن لكن لم يصح الإسناد إليه

أخرجه أبو القاسم بن أبي العوام في فضائل أبي حنيفة وأخباره ومناقبه ط المكتبة الإمدادية (ص104 وص194) حدثني أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد - هو الدولابي - قال: سمعت محمد بن شجاع يقول: سمعت علي بن صالح يقول: سمعت القاسم بن معن قال: قال لي سفيان الثوري غير مرة يعاتبني في إتياني أبا حنيفة، فلقيته يوماً فوقفته فقلت له: ما تنقم على أبي حنيفة؟ فسكت لا يدري ما يقول، ثم قال لي: رجل مثلك من ولد عبد الله بن مسعود يختلف إلى رجل من الموالي.

إسناده هالك ساقط محمد بن شجاع هو الثلجي كذاب ولكنه صحيح وبالفعل كان القاسم يأتي أبا حنيفة قال يحيى بن معين كان القاسم بن معين رجلاً نبيلاً وكان قاضي الكوفة وهو القاسم بن معن بن عبد الله بن مسعود قال له شريك بن عبد الله - يعني القاضي النخعي - يوماً مثلك يجلس إلى أبي ‌حنيفة يتعلم منه فقال له القاسم يا أبا عبد الله هذا ميدان من جاراك فيه سبقته يعنى إن لك لساناً (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج3/ص304)

ومصنف أبي قاسم هذا من رواية حفيده أبي العباس عن أبيه مجهول عن أبي القاسم

وهناك طرق أخرى لكنها تالفة وأذكرها هنا ليعلم منها

ما أخرجه الصيمري في كتابه أخبار حنيفة وأصحابه (ص24) أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البزاز قال ثنا مكرم قال ثنا أحمد بن عطية قال ثنا ابن سماعة عن أبي يوسف قال سمعت أبا حنيفة يقول إذا جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الثقات أخذنا به فإذا جاء عن أصحابه لم نخرج عن أقاويلهم فإذا جاء عن التابعين زاحمتهم.

قلت ورأيت في مناقب أبي حنيفة لأبي الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري (ص58) قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، ثنا علي بن محمد، ثنا عبد الصمد بن عبد الرحمن الفقيه، ثنا محمد بن أحمد الجرجاني، ثنا أبو الحسن علي بن علي، ثنا محمد بن نصر، ثنا عمي، ثنا أحمد بن عطية، ثنا ابن سماعة، عن أبي يوسف، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: إذا جاء الحديث عن الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم أخذنا به. وإذا جاء عن أصحابه لم نخرج عن أقاويلهم. فإذا جاء عن التابعين زاحمتهم.

إسناده موضوع مكذوب
- أحمد بن عطية كذاب وفي أسانيد أخرى أحمد بن عطية الكوفي وهو أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس يقال له أحمد بن عطية أصله من الكوفة يروي عنه مكرم بن أحمد القاضي كما قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج5/ص373) وهو الذي يروي عن أبي أويس وأبي عبيد الهروي وابن معين كما قال الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج5/ص338)
- أبو القاسم عبد الله بن محمد البزاز هو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشاهد الحلواني المعروف بابن الثلاج كذاب (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج11/ص363)

وما أخرجه ابن عبد البر في كتابه الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء (ص144) قال أبو يعقوب ونا عبد الجبار بن سعيد البركاني قال نا إبراهيم بن هانئ النيسابوري قال قيل لنعيم بن حماد ما أشد إزراءهم على أبي حنيفة فقال إنما ينقم على أبي حنيفة ما حدثنا عنه أبو عصمة قال سمعت أبا حنيفة يقول ما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلناه على الرأس والعينين وما جاءنا عن أصحابه رحمهم الله اخترنا منه ولم نخرج عن قولهم وما جاءنا عن التابعين فهم رجال ونحن رجال وأما غير ذلك فلا تسمع التشنيع.

إسناده موضوع أبو عصمة هو نوح الجامع كذاب متروك

وقد روي عن أبي حنيفة أيضاً أنه قال لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت (انظر تخريجه هنا)

هذا وبالله التوفيق

تعليق واحد

  1. الروايات كلها ضعيفة ولا واحدة منها تصلح للإحتجاج
    وعبد الله بن علي الغزال أو الكرماني مجهول الحال وتصحيح الحاكم في المستدرك لا يعتمد عليه لأنه لم يبيض كتابه واستدرك عليه الذهبي الكثير .