مدى صحة حديث ربح البيع أبا يحيى

مدى صحة حديث ربح صهيب ربح صهيب

ربح البيع أبا يحيى قلت أبو يحيى هو الصحابي صهيب بن سنان

حكم الحديث: لا يصح معلول وله شاهد مرسل عن النهدي يأتي

رواه أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار وحسن بن موسى الأشيب كلاهما عن حماد بن سلمة عن ثابت بن أنس وجعلا صاحب القصة أبو الدحداح والقصة في النخل وجعلا قول ربح البيع من قول امرأته

وقد خولفا رواه عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل التبوذكي وحجاج بن المنهال الأنماطي ثلاثتهم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب. وهو الصواب فهؤلاء ثقات أثبات وجعلوه ربح البيع من قول النبي والقصة في ماله لقريش

ورواه سليمان بن حرب فاختلف عنه

فرواه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد عن إسماعيل القاضي عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن ثابت بن أنس

ولا أدري ممن الخطأ وخالفه محمد بن سعيد بن منيع صاحب الطبقات فرواه عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب. وهو الصواب

ومدار على علي بن زيد بن جدعان ضعيف

وله شاهد رواه عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن أبي عثمان النهدي مرسلاً عن صهيب بلفظ ربح صهيب، ريح صهيب

أخرجه البغوي في معجم الصحابة ت الجكني (ج1/ص53-54) وابن حبان في الصحيح ط ابن حزم (ج4/ص316) من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي والحاكم في المستدرك ط العلمية (ج2/ص24) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي وصالح بن محمد بن حبيب الحافظ والطبراني في المعجم الكبير ت حمدي (ج22/ص300) وأبو علي حامد بن محمد الرفاء في الجزء الثاني من فوائده (ص117) من طريق علي بن عبد العزيز البغوي وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة ط الوطن (ج5/ص2882) من طريق موسى بن هارون وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة ط الوطن (ج5/ص2882) من طريق موسى بن هارون وضياء الدين في الأحاديث المختارة (ج5/ص60) من طريق عن محمد بن أحمد بن النضر جميعهم عن أبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن رجلاً قال: يارسول الله إن لفلان إن لفلان نخلة وإنما أقيم حائطي بها فتأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعطيه بنخلة في الجنة [ولفظ الحاكم: أعطها إياه بنخلة في الجنة] فأبى [فأتى] أبو الدحداح الرجل، فقال: بعني نخلتك بحائطي ففعل فأتى أبو الدحداح النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله إني قد ابتعت النخلة بحائطي فاجعلها له فقد أعطيتكها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم من عذق راح لأبي الدحداح في الجنة قالها مراراً فأتى أبو الدحداح امرأته فقال: يا أم الدحداح أخرجي من الحائط فقد بعته بنخلة في الجنة فقالت: ربح البيع أو كلمة تشبهها [ولفظ الحاكم: ربحت ‌البيع أو كلمة نحوها، ولفظ الصوفي: ربح السعر].

كذا أبو الدحداح وكذا القصة وأرى أبو نصر خلط بين أحاديث وهو غلط صوابه أبو يحيى وبالنسبة لقوله "كم من عذق راح لأبي الدحداح في الجنة" فقد أخرجه مسلم في صحيحه ط التركية (ج3/ص60) من حديث جابر بن سمرة قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابن ‌الدحداح، ثم أتي بفرس عري، فعقله رجل فركبه، فجعل يتوقص به، ونحن نتبعه نسعى خلفه، قال: فقال رجل من القوم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كم من عذق معلق، أو مدلى في الجنة لابن ‌الدحداح أو قال شعبة: لأبي ‌الدحداح.

أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج19/ص464) وعبد بن حميد في المنتخب من المسند ت صبحي (ص396) كلاهما عن حسن بن موسى الأشيب، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن رجلا قال: يا رسول الله: إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعطها إياه بنخلة في الجنة فأبى، فأتاه أبو الدحداح فقال: بعني نخلتك بحائطي. ففعل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني قد ابتعت النخلة بحائطي. قال: فاجعلها له، فقد أعطيتكها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة قالها مرارا. قال: فأتى امرأته فقال: يا أم الدحداح اخرجي من الحائط، فإني قد بعته بنخلة في الجنة. فقالت: ربح البيع. أو كلمة تشبهها.

وكذا هنا

الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج3/ص450-451) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس نحوه، ونزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله}، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبا يحيى ربح البيع قال: وتلا عليه الآية.

لا أدري الخطأ من الزاهد أم من إسماعيل بن إسحاق فقد خولف أحدهما في سليمان بن حرب

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية رواية الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي (ج3/ص171) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج24/ص228) ابن الجوزي في المنتظم (ج5/ص155-156) من طريق أبي علي الحسين بن فهم البغدادي عن ابن سعد أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل قالوا: أخبرنا حماد بن زيد [وأما الحسين بن الفهم فقال: حماد بن سلمة] قال: أخبرني علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: أقبل صهيب مهاجرا نحو المدينة واتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلاً، وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء. فافعلوا ما شئتم. فإن شئتم دللتكم على مالي وخليتم سبيلي، قالوا: نعم. ففعل. فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال ‌ربح ‌البيع أبا يحيى ربح البيع. قال ونزلت: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ}.

قلتُ: حماد بن زيد تصحيف صوابه ابن سلمة كما عند ابن عساكر وابن الجوزي

الحارث بن أبي أسامة في المسند ت الباكري (ج2/ص693) والبلاذري في أنساب الأشراف ط الفكر (ج1/ص206) من طريق عمرو بن محمد الناقد وابن عبد البر في الاستيعاب ت البجاوي (ج2/ص731) وهو في تاريخ المدينة لعمر بن شبة من زوائد ابن عبد البر ت شلتوت (ج2/ص479) من طريق جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ثلاثتهم عن عفان بن مسلم الصفار، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال: أقبل صهيب مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم [ولفظ الناقد: أقبل صهيب مهاجرا نحو المدينة]، فاتبعه نفر من قريش، ونزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا، وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، ثم افعلوا ما شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالي وقينتي بمكة وخليتم سبيلي، قالوا: نعم، ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال [ولفظ ابن عبد البر: ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم]: ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى، قال: ونزلت {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد}.

ابن أبي حاتم الرازي في التفسير ط نزار مصطفى (ج2/ص368) من طريق أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج24/ص228-229) وابن عبد البر في الاستيعاب ت البجاوي (ج2/ص731) وهو في تاريخ المدينة لعمر بن شبة من زوائد ابن عبد البر ت شلتوت (ج2/ص479) من طريق أبي بكر بن أبي خيثمة هو أحمد بن زهير بن حرب كلاهما (أبو حاتم وابن أبي خيثمة) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي المنقري، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، أن صهيبا أقبل مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فتبعه نفر من قريش مشركون، فنزل وانتثل كنانته، فقال: يا معشر قريش، قد علمتم أني أرماكم رجلا بسهم، وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي، ثم أضربكم بسيفي، ما بقي في يدي منه شيء، ثم شأنكم بعد. وقال: إن شئتم دللتكم على مالي بمكة، وتخلون سبيلي؟ قالوا: فدلنا على مالك بمكة ونخلي عنك، فتعاهدوا على ذلك، فدلهم، وأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد} فلما رأى رسول الله صهيبا، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ربح البيع يا أبا يحيى ربح البيع يا أبا يحيى ربح البيع يا أبا يحيى، وقرأ عليه القرآن، يعني قوله: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد.

ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج24/ص229) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال أقبل صهيب مهاجرا فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ربح البيع أبا يحيى.

- أبو القاسم بن السمرقندي هو إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث قال ابن عساكر وكان مكثراً ثقة صاحب نسخ وأصول (تاريخ دمشق لابن عساكر ط الفكر ج8/ص357)
-  أبو الفضل بن البقال هو عمر بن عبيد الله بن عمر بن علي بن البقال المقرئ ثقة
- أبو الحسين بن بشران هو أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ثقة ثبت
- عثمان بن أحمد هو أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد الدقاق المعروف بابن السماك ثقة ثبت
- حنبل بن إسحاق هو أبو علي الشيباني


وأما الشاهد

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج24/ص2268) من طريق أبي علي بشر بن موسى الأسدي وابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص171) كلاهما عن هوذة بن خليفة وأخرجه ابن حبان في الصحيح ط ابن حزم (ج4/ص271) من طريق النضر بن شميل وروح بن عبادة وأبي أسامة الكوفي وأحمد بن حنبل في الصحابة ت وصي الله (ج2/ص828) من طريق غندر محمد بن جعفر خمستهم عن عوف بن أبي جميلة عن أبي عثمان [زاد ابن سعد: بلغني] أن صهيباً حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له أهل مكة [ولفظ ابن سعد: قالت له قريش ولفظ ابن حنبل وابن حبان: كفار قريش] أتيتنا هاهنا صعلوكاً حقيراً فتغير حالك عندنا [ولفظ ابن سعد وابن حبان: فكثر مالك عندنا، ولفظ ابن حنبل: ثم أصبت بين أظهرنا المال] وبلغت ما بلغت تنطلق بنفسك وما لك، والله لا يكون ذاك قال: أرأيتم إن تركت مالي أمخلون أنتم سبيلي؟ قالوا: نعم. فخلع لهم ماله أجمع [ولفظ ابن حبان: أشهدكم أني قد جعلت لهم مالي] فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ربح صهيب ربح صهيب.

قال عبد الملك بن هشام المعافري المتوفى 213 هجري في السيرة ت السقا (ج1/ص477) وذكر لي عن أبي عثمان النهدي، أنه قال: بلغني أن صهيبا حين أراد الهجرة فذكره.

ضياء الدين في الأحاديث المختارة ط خضر (ج8/ص79) أبنا الشيخ محمد بن محمد بن أبي بكر التميمي أن أبا الخير محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمر أخبرهم، أبنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أبنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن عبد الله بن رستة، ثنا سليمان بن داود، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، ثنا عوف، عن أبي عثمان النهدي، عن صهيب قال: لما أردت الهجرة من مكة إلى المدينة، قالت لي قريش: يا صهيب، قدمت إلينا ولا مال لك، وتخرج أنت ومالك؟ والله لا يكون ذلك أبدا، فقلت لهم: أرأيتم إن دفعت إليكم مالي تخلون عني؟ قالوا: نعم، قال: فدفعت إليهم مالي فخلوا عني، فخرجت حتى قدمت المدينة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ربح صهيب، ربح صهيب.

هكذا وصله جعفر بن سليمان الضعبي مخالفاً خمسة رواة ولا أدري الوهم منه أم ممن دونه في الإسناد وهذا منقطع أبو عثمان النهدي لم يسمع من صهيب ولا نعرف رواية له عن صهيب ورواية هوذة بن خليفة عن عوف عن أبي عثمان "بلغني" يؤكد ذلك قال أحمد بن حنبل ما أضبط هذا الأصم يعني هوذة عن عوف (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج9/ص119)

هذا والله أعلم

إرسال تعليق