مدى صحة قال أبو عبيد الهروي في أحاديث الرؤية وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء فقال لا نفسر هذا ولا سمعنا أحدا يفسرها

قال أبو عبيد الهروي في أحاديث الرؤية وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء فقال لا نفسر هذا ولا سمعنا أحدا يفسرها

ذُكر عند أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي الباب الذي يروي فيه الرؤية والكرسي وموضع القدمين، وضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره، وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء، وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك عز وجل قدمه فيها فتقول: قط قط، وأشباه هذه الأحاديث، فقال: هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه؟ وكيف ضحك؟ قلنا لا يُفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره.

قلت قوله "أين كان ربنا قبل أن يخلق السماء" يقوله أهل البدع عندما يناقشوننا وقوله "لا يفسر هذا " معناه إثبات المعنى ونفي علم الكيف أي الكيف مجهول لا نعقله. قلت ويدل على ما قلناه قول أبي عبيد "ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه وكيف ضحك؟" فأثبت المعنى وقال لا تسأل عن الكيف

حكم الأثر: صحيح

أخرجه الدارقطني في الصفات ت الغنيمان (ص39) حدثنا محمد بن مخلد، ثنا العباس بن محمد الدوري، قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام فذكره.

إسناده صحيح وقد قال بعضهم الصفات في إسناده ابن كادش وضاع ثم انهالوا عليه قلت توفي سنة 526 وسماعه صحيح وقد تاب وقد توبع الراوي عن الدارقطني في هذا الكتاب

قال أبو يعلى بن الفراء المتوفى 458 هجري إبطال التأويلات ط غراس (ص53) وذكر أبو محمد الحسن بن محمد الخلال -قلت توفي سنة 439 هجري- فيما خرجه من أخبار الصفات قال ذكر علي بن عمر الحافظ يعني الدارقطني ورأيته في كتاب الصفات قال نا محمد بن مخلد قال نا العباس بن محمد الدوري قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام وذكر الباب الذي يروي في الرؤية والكرسي وموضع القدمين، وضحك ربنا، وأين كان ربنا ويضع الرب قدمه فيها، وأشباه هذا، فقال: هذه أحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا شك فيه، ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمه، وكيف ضحك؟ قلنا: لا نفسر هذا، ولا سمعنا أحدا يفسرها.

- أبو محمد الحسن بن محمد الخلال شيخ أبي يعلى بن الفراء قال الخطيب كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة وتنبه وَخرّج المسند على الصحيحين (تاريخ بغداد ت بشار ج8/ص453)

وأخرجه اللالكائي شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ت الغامدي (ج3/ص581) أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح، ومحمد بن مخلد، قالا: ثنا عباس بن محمد الدوري، قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، وذكر عنده هذه الأحاديث: ضحك ربنا عز وجل من قنوط عباده، وقرب غيره، والكرسي موضع القدمين، وأن جهنم لتمتلئ فيضع ربك قدمه فيها، وأشباه هذه الأحاديث؟ فقال أبو عبيد: هذه الأحاديث عندنا حق يرويها الثقات بعضهم عن بعض إلا أنا إذا سئلنا عن تفسيرها قلنا: ما أدركنا أحداً يفسر منها شيئاً ونحن لا نفسر منها شيئاً نصدق بها ونسكت.

إسناده صحيح

قلتُ: هذا لفظ ابن الجراح وقد تقدم لفظ محمد بن مخلد

- أحمد بن محمد بن الجراح هو أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الجراح الخزاز قال الخطيب كان ثقة صدوقاً فاضلاً ديناً (تاريخ بغداد ت بشار ج6/ص251) وقد توبع

أخرجه محمد بن إسحاق بن منده في التوحيد ت الفقيهي (ج3/ص116) من طريق أحمد بن محمد بن زياد ابن الأعرابي، حدثنا عباس بن محمد الدوري، قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، يقول: هذه الأحاديث التي تروى: ضحك ربنا من قنوط عباده، وإن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك قدمه فيها، والكرسي موضع القدمين، وهذه الأحاديث التي في الرؤية هي عندنا حق حملها الثقات بعضهم عن بعض، ونحن إذا سئلنا عن تفسيرها لا نفسرها وما أدركت أحداً يفسرها.

إسناده صحيح

وقال أبو سليمان الخطابي في أعلام الحديث ط أم القرى (ج1/ص638) وحدثونا عن عباس الدوري قال: كان أبو عبيد يقول: نحن نروي هذه الأحاديث ولا نريغ لها المعاني.

لم يصرح الخطابي عن شيخه ولم أقف له على طريق آخر

هذا والله أعلم

إرسال تعليق