مدى صحة جارية زنت فاستشار عمر عليا وعبد الرحمن وعثمان فقال عثمان أراها تستهل بها كانها تجهلها

في الجارية التي زنت عن جهل وحبلت، فجيئ بها إلى عمر بن الخطاب فاستشار فيها الصحابة فقال له عثمان رضي الله عنه: أراها تستهل بها كانهأ تجهلها، وليس الحد إلا على من علم فقال له عمر: صدقت والله ليس الحد إلا على من علم.

حكم الأثر: حسن

عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج7/ص344) عن الثوري، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن حاطب، عن أبيه قال: زنت مولاة له، يقال لها: مركوش، فجاءت تستهل بالزنا، فسأل عنها عمر علياً، وعبد الرحمن بن عوف، فقالا: تحد، فسأل عنها عثمان، فقال: أراها ‌تستهل ‌به ‌كأنها لا تعلم، وإنما الحد على من علمه، فوافق عمر فضربها، ولم يرجمها.

- محمد بن عمرو بن علقمة صدوق له أوهام
- يحيى بن حاطب هو يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب
- أبيه هو عبد الرحمن بن حاطب والأمة هنا له


وقد توبع محمد بن عمرو

1) تابعه محمد بن إسحاق القرشي بن يسار صاحب المغازي

عمر بن شبة في تاريخ المدينة (ج3/ص852) حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، قال: لما حضرت حاطباً الوفاة أوصى بأن يعتق كل مملوك له قد صلى وصام، وكانت جارية له سوداء فزنت وكانت ثيبا، فأتيت عمر رضي الله عنه فأخبرته، فقال: مثلك الرجل لا يأتي بخير، فقلت: يا أمير المؤمنين حق الله وقع في أهلي، وأنت محل ذلك فأتيتك لذلك، فقال: ائتني بها، فأتيت بها، فقال: زنيت ويحك؟ قالت: نعم رفش درهمين بالحبشية، تقول أجري بدرهمين وعنده عثمان وعلي وعبد الرحمن رضي الله عنهم، فقال: ما ترون؟ فقال علي، وعبد الرحمن رضي الله عنهما: نرى أن تقيم عليها الحد، وعثمان رضي الله عنه ساكت، فقال: ما تقول أنت؟ فاستوى جالسا وكان متكئا فقال: أراها مستهلة بفعلها، كأنها لا ترى به بأسا، وإنما الحد على من عرفه فقال: صدقت والله ما الحد إلا على من عرفه، فضربها أدنى الحد من مائة جلدة وغربها عاما.

وقد توبع محمد بن سلمة أخرجه أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي في المنتقى من الجزء الثاني (برقم 21) من طريق أبي عبد الله عبد الوهاب بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب الأشجعي الجوبري الدمشقي، حدثنا مروان، قثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، قال : كان حاطب قد أعتق - حين تاب - من رقيقه من صام منهم وصلى، وقد كانت له جارية حبشية قد صامت وصلت ولم تفقه فتزوجت فلم يرع لها إلا في زمان عمر بن الخطاب، إلا وهي حبلى من زنا، فأتيت عمر بن الخطاب بالهاجرة فوجدت عنده علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم، فذكرت ذلك له، فقال عمر: أنت الرجل لا تأتي بخير، فقلت: لا تقل ذلك يا أمير المؤمنين، حق من حقوق الله على أهل بيتي كنت تُحِلُّه، قال: فجيء بها، قال: فجئته بها فسألها أزنيت؟ قالت: نعم، روشاً ودرهمين، قال عمر: ماذا ترون في هذه؟ فقال علي وعبد الرحمن بن عوف: أقضاء غير قضاء الله تبغي؟ وعثمان جالسٌ قانعاً، فقال: ما بك يا عثمان لا تتكلم؟ قال: أشار عليك أخواك، فقال: وأنت فَشُرْ قال: أراها تستهل به كأنها لا تعرفه، ولا أرى الجلد إلا لمن عرفه، فقال عمر: صدقت يا عثمان، والذي نفسي بيده إنها لتستهل به استهلال من لا يعرف، وما الجلد إلا على من عرفه فضربها الحد الأدنى ونفى عنها الرجم.

- مروان هو مروان بن معاوية الفزاري

وهنا الأمة لحاطب

2) وتابعه محمد بن شهاب الزهري

قال الطحاوي في اختلاف العلماء للطحاوي (ج3/ص306) روى يونس عن ابن شهاب عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه أن حاطباً توفي وأعتق من صلى من رقيقه وصام وكانت له وليدة نوبية قد صلت وصامت وهي عجمية لم تفقه فلم يرعه إلا حملها فذهب إلى عمر فزعا فحدثه فقال عمر أنت الرجل الذي لا تأتي بخير فأفزعه ذلك فأرسل إليها عمر أحبلت فقالت نعم من مرعوش بدرهمين فإذا هي تستهل به وصادفت عنده عليا وعثمان وعبد الرحمن بن عوف فقال أشيروا علي فقال علي وعبد الرحمن قد وقع عليها الحد فقال أشر علي يا عثمان فقال قد أشار عليك أخواك قال أشر علي أنت قال عثمان أراها تستهل به كأنها لا تعمله وليس الحد إلا على من علمه فأمر بها فجلدت مائة وغربها ثم قال صدقت والذي نفسي بيده ما الجلد إلا على من علمه.

وذكر ابن بطال في شرح صحيح البخاري (ج8/ص486) كلام الطحاوي ثم قال ما رواه ابن نمير، عن الزهري، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه أن حاطبا فذكر نحوه.

3) وتابعه عروة بن الزبير

عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج7/ص342) عن ابن جريج، قال: أخبرني هشام بن عروة، عن أبيه، أن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب حدثه، قال: توفي عبد الرحمن بن حاطب وأعتق من صلى من رقيقه وصام، وكانت له نوبية قد صلت وصامت وهي أعجمية لم تفقه، فلم يرعه إلا حبلها، وكانت ثيبا، فذهب إلى عمر فزعا فحدثه، فقال له عمر: لأنت الرجل لا يأتي بخير، فأفزعه ذلك، فأرسل إليها فسألها، فقال: حبلت؟ قالت: نعم من مرغوش بدرهمين، وإذا هي تستهل بذلك لا تكتمه، فصادف عنده عليا، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، فقال: أشيروا علي، وكان عثمان جالسا، فاضطجع، فقال علي، وعبد الرحمن: قد وقع عليها الحد، فقال: أشر علي يا عثمان، فقال: قد أشار عليك أخواك، قال: أشر علي أنت، قال عثمان: أراها تستهل به كأنها لا تعلمه، وليس الحد إلا على من علمه، فأمر بها فجلدت مائة، ثم غربها، ثم قال: صدقت والذي نفسي بيده ما الحد إلا على من علم.

الشافعي في مسنده بترتيب السندي (ص77) أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن يحي بن حاطب حدثه قال: توفي حاطب فأعتق من صلى من رقيقه وصام، وكان له أمة نوبية قد حبلت وصامت وهي أعجمية لم تفقه فلم يرعه إلا بحبلها وكانت ثيبا فذهب إلى عمر فحدثه فقال عمر: لأنت الرجل لا تأتي بخير فأفزعه ذلك فأرسل إليها عمر فقال: أحبلت؟ فقالت: نعم من مرعوس بدرهمين فإذا هي تستهل بذلك لا تكتمه قال: وصادف علي، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف فقال: أشيروا علي قال: فكان عثمان جالسا فاضطجع فقال علي وعبد الرحمن بن عوف قد وقع عليها الحد فقال: أشر علي يا عثمان فقال: قد أشارعليك أخواك فقال: أشر علي أنت فقال: أراها تستهل به كأنها لا تعلمه وليس الحد إلا على من علمه فقال صدقت: والذي نفسي بيده ما الحد إلا على من علمه فجلدها عمر ماية وغربها عاما.

- مسلم بن خالد صدوق له أوهام

عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج7/ص343) عن معمر، قال: أخبرني هشام، عن أبيه، أن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب جاء إلى عمر بأمة سوداء كانت لحاطب، فقال لعمر: إن العتاقة أدركت هذه، وقد أصابت فاحشة، وقد أحصنت، فقال له عمر: أنت الرجل لا يأتي بخير، فدعاها عمر فسألها عن ذلك، فقالت: نعم، من مرغوش بدرهمين، وقال غيره من مرغوش، وهي حينئذ تذكر ذلك لا ترى به بأسا، فقال عمر: لعلي، وعبد الرحمن، وعثمان وهم عنده جلوس: أشيروا علي، قال علي وعبد الرحمن: نرى أن ترجمها، فقال عمر لعثمان: أشر علي، قال: قد أشار عليك أخواك، قال: أقسمت عليك إلا ما أشرت علي برأيك، قال: فإني لا أرى الحد إلا على من علمه، وأراها تستهل به كأنها لا ترى به بأسا، فقال عمر: صدقت، والذي نفسي بيده ما الحد إلا على من علمه، فضربها عمر مائة، وغربها عاما.

قلتُ هذا تصحيف، ليس يحيى من جاء بأمة إلى عمر ويحيى لم يدرك عمر وهنا الأمة لحاطب والذي جاء بها إلى عمر هو عبد الرحمن بن حاطب وسيأتي بما يدل على هذا مما رواه البخاري في صحيحه

عمر بن شبة في تاريخ المدينة (ج3/ص851) حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: توفي حاطب وأعتق كل من صام وصلى من رقيقه، وكانت فيهم امرأة سوداء لم تفقه، فلم يرعه إلا حملها، فجاء عبد الرحمن إلى عمر رضي الله عنه فزعا فأخبره، فقال: لأنت الرجل لا تأتي بخير، وأفزعه ذلك، فسأل الجارية: ممن حملك؟ فقالت: من مرعوش بدرهمين تستهل به فصادف ذلك عنده عثمان وعليا وعبد الرحمن بن عوف، فقال: أشيروا علي، فقال عبد الرحمن وعلي رضي الله عنهما: قد وجب عليهما الرجم فقال: أشر علي يا عثمان، فقال: قد أشار عليك أخواك، قال: وأنت فأشر، فقال: أراها تستهل به كأنها لا تعلمه، وإنما الحد على من علمه، فجلدها مائة وغربها، وقال: صدقت، والذي نفسي بيده ما الحد إلا على من علمه.

وهنا الأمة لحاطب

- أبيه هو أبو الزناد عبد الله بن ذكوان القرشي

وقال البخاري في صحيحه ت البغا (ج6/ص2631) وقال عمر، وعنده علي وعبد الرحمن وعثمان: ماذا تقول هذه؟ قال عبد الرحمن بن حاطب: فقلت: ‌تخبرك ‌بصاحبها الذي صنع بها.

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
2 تعليقات
  • شرير
    شرير 4/30/2024

    شيخنا الكريم
    اشتقنا اليك
    غبت عنا
    وبلشت الكوارث في شرقنا الأوسط
    على كل حال شكرا لعودتك

  • شرير
    شرير 4/30/2024

    هذا الأثر وجدته عند ابن حزم الأندلسي فما صحته
    وَرُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ حَلَقَ عَانَةَ مَيِّتٍ

إضافة تعليق
رابط التعليق