مدى صحة قالت أم سلمة لما نزلت {يدنين عليهن من جلابيبهن} خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان

قالت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: لما نزلت هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} [الأحزاب: ٥٩] خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها.

حكم الأثر: منكر غلط والصواب عن عائشة والصواب في {وليضربن بخمرهن} وليس {يدنين عليهن}

أخرجه عبد الرزاق في التفسير ط العلمية (ج3/ص52) وأبو داود السجستاني في السنن ت الأرنؤوط (ج6/ص197) من طريق محمد بن ثور الصنعاني كلاهما عن معمر، عن ابن خثيم، عن صفية بنت شيبة، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لما نزلت هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} [الأحزاب: ٥٩] خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها.

ولفظ أبي داود "خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية"

- ابن خثيم هو عبد الله بن عثمان بن خثيم المكي صدوق في حفظه كلام

وقال الشوكاني في فتح القدير أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: ‌رحم ‌الله ‌نساء ‌الأنصار لما نزلت {يا أيها النبي قل لأزواجك}- تكملتها {وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} - الآية شققن مروطهن، فاعتجرن بها وصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسهن الغربان

هذا حديث منكر علته معمر بن راشد وهو ثقة حافظ إلا أنه يخطئ وقد خولف في إسناده ومتنه

1) خالفه داود بن عبد الرحمن العطار المكي

أخرجه ابن قتيبة الدينوري في غريب الحديث ط العاني (ج2/ص453) حدثني سعيد (1) بن منصور عن داود العطار قال: حدثني ابن خيثم عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: لما نزلت هذه الآية: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} انقلب رجال الأنصار الى نسائهم فتلوها عليهن فقامت كل امرأة الى مرطها المرحل فصدعت منه صدعة فاختمرن بها فأصبحن في الصبح على رؤوسهن الغربان.

- (1) في الأصل "سعد" وهو تصحيف صوابه "سعيد" وقد توبع سعيد بن منصور

1- تابعه الحسن بن الربيع البوراني أخرجه ابن أبي حاتم الرازي في التفسير ط مصطفى الباز (ج8/ص2575) حدثنا إبراهيم بن مالك، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا داود بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عثمان، عن ‌صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: فلما نزلت: {وليضربن بخمرهن} انقلب رجال من الأنصار إلى نسائهم يتلونها عليهن، فقامت كل مرأة منهن إلى مرطها فصدعت منه صدعة فاختمرت بها فأصبحن من الصبح وكأن على رؤسهن الغربان.

2- وتابعه سعيد بن الحكم ابن أبي مريم الجمحي المصري، أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما عند الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ط ابن خزيمة (ج2/ص432) حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى حدثنا أحمد ابن مهدي حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا داود بن عبد الرحمن حدثني عبد الله بن عثمان به.


2) وخالفه مسلم بن خالد الزنجي المكي صدوق ضعيف

أخرجه ابن أبي حاتم الرازي في التفسير كما عند ابن كثير في تفسيره ت السلامة (ج6/ص46) حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثني الزنجي بن خالد، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن صفية بنت شيبة قالت: بينا نحن عند عائشة، قالت: فذكرنا نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة رضي الله عنها: إن لنساء قريش لفضلا وإني والله وما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا بكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل. لقد أنزلت سورة النور: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}، انقلب إليهن رجالهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته، وعلى كل ذي قرابة، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجرت به، تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح معتجرات، كأن على رؤوسهن الغربان.


3) وخالفه روح بن القاسم التميمي البصري ولكن لا يصح عن روح هذا

أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما عند الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ط ابن خزيمة (ج2/ص432) حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبد الله بن محمد بن سنان حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن عبد الله بن عثمان به

- عبد الله بن محمد بن سنان هو الروحي متهم ليس بشيء


4) وخالفه الحسن بن مسلم بن يناق ثقة

أخرجه البخاري في صحيحه ط السلطانية (ج6/ص109) وإسحاق بن راهويه في مسنده ط الإيمان (ج3/ص684) كلاهما من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين الملائي، حدثنا إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، عن ‌صفية بنت شيبة: أن ‌عائشة رضي الله عنها كانت تقول: لما نزلت هذه الآية: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي، فاختمرن بها.


5) وخالفه إبراهيم بن مهاجر

أخرجه أبو داود السجستاني في السنن ت الأرنؤوط (ج6/ص196) حدثنا أبو كامل، حدثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن صفية بنت شيبة عن عائشة: أنها ذكرت نساء الأنصار، فأثنت عليهن، وقالت لهن معروفاً، وقالت: لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجور - أو حجوز شك أبو كامل - فشققنهن فاتخذنه خمراً.


وقد توبعت صفية تابعها عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: 31] شققن مروطهن فاختمرن بها. أخرجه البخاري في صحيحه

والبعض من أهل العلم فصلوا بينه وبين أثر عائشة وهذا غريب فالرواة عن عائشة والمتن سياقه واحد لا يدل على أنهما اثنان فكأنهم تابعوا بعضهم البعض تقليداً

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق