قدم عبد الله بن المبارك المروزي على أبي حنيفة، فقال له أبو حنيفة: ما هذا الذي دب فيكم؟ قال له: رجل يقال له: جهم، قال: وما يقول؟ قال: يقول: القرآن مخلوق، فقال أبو حنيفة: {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا}.
حكم الأثر: لا يصح
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج15/ص516) أخبرنا الخلال، قال: أخبرنا الحريري، أن النخعي، حدثهم قال: حدثنا نجيح بن إبراهيم، قال: حدثني ابن أبي كرامة وراق أبي بكر بن أبي شيبة، قال: قدم ابن مبارك فذكره.
إسناده لا يصح، وأيضاً فيه انقطاع السند فابن كرامة لا يروي عن ابن المبارك فطبقة ابن المبارك متقدمة عنه
- الخلال هو أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن البغدادي ثقة مشهور صاحب التصانيف
- الحريري هو أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل ثقة (انظر ترجمته تاريخ بغداد ت بشار ج13/ص470)
- النخعي هو أبو القاسم علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن عمر بن سعد بن مالك القاضي المعروف بابن كاس قال الخطيب كان ثقة فاضلاً عارفاً بالفقه على مذهب أبي حنيفة يقرئ القرآن (تاريخ بغداد ت بشار ج13/ص540)
- نجيح بن إبراهيم هو أبو عبد الله نجيح بن إبراهيم بن محمد بن الحسين النخعي الزهري الزِّمَّانِيُّ الكوفي الفقيه القاضي قال ابن حبان يغرب وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي ضعيف (الثقات لابن حبان ج9/ص220 ولسان الميزان لابن حجر ت أبي غدة ج8/ص254)
- ابن أبي كرامة وراق أبي بكر بن أبي شيبة قلت هناك محمد بن عثمان بن كرامة العجلي ثقة ولكنه وراق عبيد الله بن موسى كما ذكر الخطيب وغيره (انظر تاريخ بغداد ت بشار ج4/ص66)
طريق آخر عن عبد الله بن المبارك المروزي
أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ط طيبة ت الغامدي (ج2/ص298) أخبرنا علي بن عمر قال: أخبرنا مكرم، وقال: حدثنا أحمد بن عطية قال: سمعت محمد بن مقاتل يقول: سمعت ابن المبارك يقول: ذكر جهم في مجلس أبي حنيفة فقال: ما يقول؟ قالوا: يقول القرآن مخلوق، فقال: {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} [الكهف: ٥].
إسناده موضوع مكذوب أحمد بن عطية كذاب وهو أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس يقال له أحمد بن عطية أصله من الكوفة يروي عنه مكرم بن أحمد القاضي كما قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج5/ص373) وهو الذي يروي عن أبي أويس وأبي عبيد الهروي وابن معين كما قال الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج5/ص338)
هذا والله أعلم