مدى صحة قال علي ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن

ما صحة أثر قال علي بن أبي طالب: ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن، فلا تسبوا أهل الشام، وسبوا ظلمتهم، فإن فيهم الأبدال

قال علي بن أبي طالب: ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن، فلا تسبوا أهل الشام، وسبوا ظلمتهم، فإن فيهم الأبدال، وسيرسل الله إليهم سيباً من السماء فيغرقهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم، ثم يبعث الله عند ذلك رجلاً من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألفاً إن قلوا، وخمسة عشر ألفاً إن كثروا، أمارتهم أو علامتهم أمت أمت على ثلاث رايات يقاتلهم أهل سبع رايات ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع بالملك، فيقتتلون ويهزمون، ثم يظهر الهاشمي فيرد الله إلى الناس إلفتهم ونعمتهم، فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال.

[1] عبد الله بن زُرَيْر الغافقي عن علي بن أبي طالب

1- عياش بن عباس عن الحارث بن يزيد

أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ط العلمية (ج4/ص596) أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأ نافع بن يزيد، حدثني عياش بن عباس، أن الحارث بن يزيد حدثه، أنه سمع عبد الله بن زرير الغافقي، يقول: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يقول: فذكره.

هذا إسناد يجب التوقف فيه فالتفرد في هذه الطبقات خطير لأنها طبقات يجب أن يكثر رواتها ويشتهر عنهم ولم أجد أحداً تابع سعيد بن أبي مريم ولا أحداً تابع عثمان بن سعيد الدارمي ولا أحداً تابع أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ولا أحداً تابع الحاكم وهذا يجعله إسناداً غريباً جداً لكن قال ابن حجر رواه ابن يونس المصري في تاريخه من طريق ابن زرير الغافقي عن علي رضي الله عنه موقوفاً (المطالب العالية ج13/ص364)

قلت ليته ساق الإسناد ليته وابن يونس من طبقة "أحمد بن محمد بن سلمة العنزي" وكتابه التاريخ مفقود


الطبراني في المعجم الأوسط (ج4/ص176) حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: نا علي بن الحسين الخواص قال: نا زيد بن أبي الزرقاء قال: ابن لهيعة قال: نا عياش بن عباس القتباني، عن عبد الله بن زرير الغافقي، عن علي بن أبي طالب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يكون في آخر الزمان فتنة، يحصل الناس كما يحصل الذهب في المعدن، فلا تسبوا أهل الشام، ولكن سبوا شرارهم، فإن فيهم الأبدال، يوشك أن يرسل على أهل الشام سبب من السماء، فيفرق جماعتهم، حتى لو قاتلهم الثعالب غلبتهم، فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات، المكثر يقول: هم خمسة عشر ألفا، والمقل يقول: هم اثنا عشر ألفا، أمارتهم أمت أمت، يلقون سبع رايات، تحت كل راية منها رجل يطلب الملك، فيقتلهم الله جميعا، ويرد الله إلى المسلمين ألفتهم، ونعمتهم، وقاصيهم ودانيهم.

إسناده منكر برفعه

ابن لهيعة كان قد اختلط وكذا ليس في الإسناد "الحارث بن يزيد" وكذا مرفوعاً، وهو منكر برفعه

وقد توبع زيد بن أبي الزرقاء تابعه الوليد بن مسلم الدمشقي

ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج1/ص334) أنبأنا أبو طالب محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي وأبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين بن محمد الموازيني قالا أنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن سعدان أنا محمد بن سليمان الربعي نا علي بن الحسين بن ثابت الزرائي نا هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم نا ابن لهيعة حدثني عياش بن عباس عن عبد الله بن زرير قال قال علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكون في آخر الزمان فتنة تخلص الناس فيها كما تخلص الذهب في المعدن قال علي وما أدري يومئذ ما المعدن فلا تسبوا أهل الشام لكن سبوا شرارهم فإن منهم الأبدال وذكر الحديث [قوله وذكر الحديث أظنه يقصد التكملة وتكملته في الإسناد السابق].

- أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن سعدان هو محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبيد بن سعدان الجذامي
- محمد بن سليمان الربعي هو  أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب الربعي البندار الدمشقي ثقة
- علي بن الحسين بن ثابت الزرائي هو الإمام لم يوثقه أحد لكن أحاديثه على قلتها هي على الاستقامة وتدل على صدقه وقد روى عنه جماعة والله أعلم بحاله
- هشام بن خالد هو أبو مروان هشام بن خالد الأزرق القرشي قال أبو حاتم الرازي صدوق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج9/ص57)


نعيم بن حماد في الفتن ت الزهيري (ج1/ص57) حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، قال: سمعت عبد الله بن زرير الغافقي، يقول: سمعت علياً رضي الله عنه يقول: الفتن أربع: فتنة السراء، وفتنة الضراء، وفتنة كذا، فذكر معدن الذهب، ثم يخرج رجل من عترة النبي صلى الله عليه وسلم يصلح الله على يديه أمرهم.

نعيم بن حماد ضعيف يروي المناكير وهذا سياق منكر وليس في الإسناد "عياش بن عباس"

الطبراني في المعجم الأوسط (ج1/ص96) حدثنا أحمد بن رشدين قال: نا محمد بن سفيان الحضرمي قال: نا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، وعبد الله بن هبيرة، والحارث بن يزيد، عن عبد الله بن زرير، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في آخر الزمان فتنة يحصل الناس فيها كما يحصل الذهب والفضة في المعدن.

أحمد بن رشدين ليس بشيء هذا منكر مرفوعاً وأيضاً منكر بوجود عبد الله بن هبيرة


2- أبو شريح عبد الرحمن بن شريح المعافري عن الحارث بن يزيد

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج1/ص335) أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا أبو بكر محمد بن علي المقرئ أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي أنا أحمد بن علي بن محمد أنا أبي أنا أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر السعيدي نا أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الله بن صالح حدثني أبو شريح أنه سمع الحارث بن يزيد يقول حدثني عبد الله بن زرير الغافقي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وسبوا ظلمتهم.

إسناده لا يصح

- أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر السعيدي القرشي من ولد سعيد بن العاص لم أجد فيه توثيقاً صريحاً وقال ابن عساكر في حديث هو في إسناده "حسن غريب" (معجم ابن عساكر ط البشائر ج2/ص1041) وترجمه الخطيب

- عبد الله بن صالح هو أبو صالح كاتب الليث صدوق ضعيف فيه غفلة أُدخلت عليه أحاديث موضوعة

- أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا يكنى أبا بكر قال ابن عساكر الشيخ الصالح (معجم ابن عساكر ط البشائر ج2/ص1041)

- أبو بكر محمد بن علي المقرئ هو محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر الخياط البغدادي قال ابن الجوزي كان ثقة صالحاً وقال مؤتمن الساجي كان شيخاً ثقة في الحديث والقراءة صالحاً صابراً على الفقر (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي ج16/ص170 وسير أعلام النبلاء للذهبي ط الرسالة ج18/ص436)

- أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي قال الخطيب كان ثقة مأموناً ديناً مستوراً حسن الاعتقاد شديداً في السنة (تاريخ بغداد ت بشار ج5/ص390)

- أحمد بن علي بن محمد هو أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الجهم بن بابنوس، أبو جعفر أحمد بن أبي طالب الكاتب قال الأزهري كان ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج5/ص516)

- أبي هو أبو طالب علي بن محمد بن أحمد بن الجهم بن بابنوس الكاتب قال الخطيب كان ثقة عمي فِي آخر عمره (تاريخ بغداد ت بشار ج13/ص541)

- أبو شريح هو عبد الرحمن بن شريح المعافري الإسكندراني ثقة


ولأهل الشام وأن فيهم من الأبدال طرق أخرى وفي بعض الطرق أنهم أربعون رجلاً

[2] صفوان بن عبد الله الأكبر بن صفوان الجمحي القرشي المكي عن علي بن أبي طالب

عبد الخالق بن أسد الحنفي في المعجم (ص232-233) ومجهول في فضل بلاد الشام ط مجاميع المدرسة العمرية (ص4) أخبرني أبو سعيد طغدي [وعند المجهول: طغندي] بن خطلخ الغزنوي ببغداد، أخبرنا أبو عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي، أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي، حدثنا أبو اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري قال: أخبرني صفوان بن عبد الله، أن علياً رضي الله عنه قام بصفين وأهل العراق يسبون أهل الشام، فقال: يا أهل العراق، لا تسبوا أهل الشام جما غفيراً، فإن فيهم رجالاً كارهين لما ترون، وإنه بالشام تكون الأبدال.

إسناده منقطع بين صفوان وعلي بن أبي طالب لأنه لا يعرف سماعاً له من صفوان وأشار إلى ذلك البخاري في تاريخه الكبير فقال سمع من ابن عمر وأم الدرداء وعن علي. انتهى فقوله "وعن علي" يعني لا يوجد سماع له منه وإلا لقال البخاري "سمع من ابن عمر وأم الدرداء وعلياً"

وأما بالنسبة لتوثيقه فقد وثقه النسائي وقال ابن حبان من خيار أهل مكة وجلة التابعين (انظر إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ط الفاروق ج6/ص384 ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان ص134)

- أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي مشهور ثقة
- شعيب بن أبي حمزة ثقة مشهور من أصحاب الزهري
- أبو سعيد طغدي بن خطلخ الغزنوي لم أجد فيه جرحاً ولا توثيقاً، قال السمعاني أبو سعيد طغندي بن خطلخ الجهيرى العكبري من أولاد الأتراك البغداديين سمع أبا عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي سمعت منه أحاديث بالظفرية شرقي بغداد وكانت ولادته تقديراً سنة إحدى وسبعين وأربعمائة بعكبرا وتركته حياً في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
ملحوظة: هناك أبو محمد طغدي بن خطلخ الأمير وليس هذا راوينا فهذا متأخر لم يدرك هبة الله بن أحمد
- أبو عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي هبة الله بن أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم بن سعد البزدوي البغدادي المتوفى 502 هجري قال ابن الجوزي كان فاضلاً صالحاً صحيح السماع (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج17/ص114)

المشرف بن المرجى المقدسي في فضائل بيت المقدس (ص440) أخبرنا أبو الفرج، قال: ثنا محمد بن إبراهيم بن محمد القزاز، قال: ثنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن زريق الثقفي بحمص قراءة عليه، قال: ثنا أبو موسى عمران بن بكار بن راشد الكلاعي، قال: ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، قال: أبنا أبو العطوف الجراح بن المنهال، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله، عن علي: أنه أقام بصفين وأهل العراق يسبون أهل الشام، فقال: يا أهل العراق، لا تسبوا أهل الشام بما عصوا، فإن فيهم رجالاً كارهون لما يرون، وإن بالشام يكون الأبدال.

- أبو العطوف الجراح بن المنهال ليس بشيء
- أبو الفرج هو عبد الله - والأصح عبيد الله بالتصغير - بن محمد بن يوسف النحوي المراغي قال أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري فيه "الدَّيِّنُ" قلت يعني متدين صالح (مشيخة أبي طاهر ابن أبي الصقر ط الرشد ص91)
- محمد بن إبراهيم بن محمد القزاز قلت القزاز تصحيف صوابه "البزاز" أو "الغازي" وهو أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد الجحدري الطرسوسي الغازي البزاز المعروف بابن البصري ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج2/ص315)
- أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن زريق الثقفي الحمصي قال بعضهم "العدل"

السمعاني في فضائل الشام ط دار الثقافة العربية (ص50) من طريق أبي عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي والضياء في الأحاديث المختارة (ج2/ص111) من طريق أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد بن مكرم العطار الصيدلاني كلاهما عن السيد أبي الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد ابن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى [زاد الضياء: الذهلي] حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال أخبرني صفوان بن عبد الله بن صفوان أن علياً رضي الله عنه قام بصفين وأهل العراق يسبون أهل الشام فقال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام جماً غفيراً فإن فيهم رجالاً كارهين لما يرون وإنه بالشام يكون الأبدال.

- صالح بن كيسان ثقة ثبت قال الإمام أحمد بن حنبل فيه "بخ بخ" يعني ثقة مرضي

السرقسطي في الدلائل في غريب الحديث ط العبيكان (ج2/ص577) من طريق أبي محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري والضياء في الأحاديث المختارة (ج2/ص111) من طريق أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي النيسابوري كلاهما عن محمد بن يحيى الذهلي، قال: نا محمد بن كثير الصنعاني، عن معمر، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال: قام رجل يوم صفين، فقال: اللهم العن أهل الشام، فقال علي: مه، لا تسب أهل الشام جما غفيرا، فإن منهم الأبدال.

- محمد بن كثير الصنعاني هو ابن أبي عطاء المصيصي الثقفي صدوق ضعيف

ابن المبارك في الجهاد (ص152) عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني صفوان بن عبد الله بن صفوان أن رجلا قال يوم صفين: اللهم العن أهل الشام، فقال علي: لا تسبوا أهل الشام جماً غفيراً، فإن فيهم قوماً كارهون لما ترون، وإن فيهم الأبدال.

- معمر بن راشد ثبت في الزهري

إسحاق بن راهويه في المسند كما في المطالب العالية لابن حجر (ج13/ص364) أخبرنا عبد الرزاق، ثنا معمر عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله، أو عبد الله بن صفوان، قال: قال رجل يوم صفين: اللهم العن أهل الشام. فقال علي رضي الله عنه: لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا، فإن بها الأبدال قالها ثلاثاً.

قلت الشك من عبد الرزاق والصواب "صفوان بن عبد الله"

ثم قال إسحاق أخبرنا النضر عن صالح بن أبي الأخضر، عن ابن شهاب ، عن صفوان بن عبد الله، عن علي رضي الله عنه مثله.


[3] شريح بن عبيد الحضرمي عن علي بن أبي طالب

أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج2/ص231) حدثنا أبو ‌المغيرة، حدثنا ‌صفوان، حدثني ‌شريح يعني ابن عبيد، قال: ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق، فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين. قال: لا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الأبدال يكونون بالشام، وهم أربعون رجلاً، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، يسقى بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب.

منكر غريب جداً! قال ابن عساكر هذا منقطع بين شريح وعلي فإنه لم يلقه (تاريخ دمشق ج1/ص289) قلت صدق هذا إسناد منقطع بين شريح وعلي بن أبي طالب وذلك أن أبا حاتم الرازي قال ‌شريح ‌بن ‌عبيد الحضرمي لم يدرك أبا أمامة -يعني الباهلي- ولا الحارث بن الحارث -هو أبو المخارق الغامدي- ولا المقدام -يعني ابن معدي- (المراسيل لابن أبي حاتم ص90) وهؤلاء أقدم وفاتاً من علي بن أبي طالب

- أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني
- صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي

وقد خولف أبو المغيرة عبد القدوس

ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج1/ص289) أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا الحسن بن حبيب نا زكريا بن يحيى نا الحسن بن عرفة نا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو السكسكي عن شريح بن عبيد الحضرمي قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب فقالوا يا أمير المؤمنين العنهم فقال لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الأبدال بالشام يكونون وهم أربعون رجلا بهم تسقون الغيث وبهم تنصرون على أعدائكم ويصرف عن أهل الأرض البلاء والغرق.

الأول أصح

المستغفري في دلائل النبوة ط النوادر (ج2/ص810) أخبرنا عبد الله بن محمد بن زر، أخ - اختصار أخبرنا - أحمد بن جعفر بن نصر الحمال الرازي، نا علي بن هاشم بن مرزوق، نا بشير بن ميمون، نا أبو إسحاق السبيعي، عن أبي الأحوص، والحارث الأعور، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنه خطب الناس بالكوفة، وكان أول خطبته: ألا أيها الناس! لا تسبوا أهل الشام جماً غفيراً؛ فإنه قد كان فيهم من كان كارهاً لقتالنا، وإن منهم الأبدال أربعون رجلاً، إذا مات واحد منهم، خلف الله مكانه منهم رجلاً، بهم يدفع الله العذاب، وينزل المطر، وكلهم بالشام، إلا واحداً بغيرها ثم خطب فقال: يا أيها الناس! ستاً فاحفظوهن وعلموهن؛ فإن الرجل منكم لو سافر إلى صنعاء، لكان عوضاً ماله من نظير، ألا لا تظلموا عند قسم مواريثكم، ولا تجبنوا عن عدوكم، ولا تغلوا غنائمكم، وامنعوا ظالمكم من مظلومكم، ولا تحملوا على الله ذنوبكم، ولا يستحين الرجل منكم إذا سئل عن شيء لا يعلمه أن يقول: لا أعلمه، ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا صلح الرأس، صلح الجسد.

إسناده باطل، وبشير بن ميمون هو أبو صيفي الواسطي متهم بالوضع ليس بثقة

قلت وقد روي عن الأبدال أنهم ثلاثون رجلاً (انظر تخريجه في هذه المقالة)


[4] الحارث بن حرمل الحضرمي عن علي بن أبي طالب

ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج1/ص335-336) أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن العافية النابلسي أنا أبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي النحوي أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد وأبو الحسن علي بن الخضر السلمي قالا أنا أبو عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي نا أبو علي الحسين بن حميد العكي بمصر نا زهير بن عباد نا عبد الحميد بن علي أبو سعيد عن أبي فضالة عن رجاء بن حيوة عن علي أنه قال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال لا يموت منهم رجل إلا أثبت الله مكانه آخر ثم قال يا رجاء اذكر لي رجلين صالحي ببيسان فإن الله تبارك وتعالى اختص بيسان برجلين من الأبدال لا يذكر منان ولا طعان على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال.

قال ابن عساكر أبو فضالة هو الفرج بن فضالة الحمصي وقد أسقط من هذا الحديث عروة بن رويم اللخمي بين الفرج ورجاء وأسقط منه أيضاً الحارث بن حرمل بين رجاء وعلي أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا محمد بن علي المقرئ أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد أنا ابي أبو طالب علي بن محمد أنا أبو عمرو محمد بن مروان القرشي نا زياد بن يحيى أبو الخطاب نا أبو داود الطيالسي عن الفرج بن فضالة نا عروة بن رويم اللخمي عن رجاء بن حيوة عن الحارث بن حرمل عن علي بن أبي طالب قال لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وقال لي الحارث يا رجاء اذكر لي رجلين صالحين من أهل بيسان فإنه بلغني أن الله تعالى اختص أهل بيسان برجلين من الأبدال لا يموت واحد إلا جعل مكانه واحد ولا تذكر لي منهما متماوتاً ولا طعاناً على الأئمة فإنه لا يكون منهما الأبدال.

وأخبرناه وأيضاً في (ج11/ص410) أعلى من هذا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد الرازي وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطان وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي العقب قالوا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب نا أبو زرعة الدمشقي نا يسرة [زاد ابن عساكر في (ج11/ص410): هو ابن صفوان اللخمي] نا فرج بن فضالة عن عروة بن رويم عن رجاء بن حيوة عن الحارث بن حرمل عن علي بن أبي طالب قال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال قال رجاء بن حيوة اذكر لي رجلين من أهل بيسان فإنه بلغني أنه اختص بيسان برجلين من الأبدال لا يقبض الله رجلاً منهم إلا بعث الله مكانه رجلا ولا تذكر لي متماوتاً ولا طعاناً على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال.

إسناده لا يصح

- أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب هو علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل الهمداني قال ابن عساكر أحد الثقات (تاريخ دمشق لابن عساكر ج43/ص286)

- أبو فضالة الفرج بن فضالة الشامي وهو ضعيف الحديث

- الحارث بن حرمل مجهول

وقال ابن عساكر في (ج11/ص411) رواه ابن جابر عن أبي سلمة فجعل هذا القول الأخير من قول الحارث بن حرمل قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوة أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة نبأنا هارون يعني ابن معروف نبأنا ضمرة -هو ابن ربيعة- عن رجاء بن أبي سلمة قال قال الحارث بن حرمل لرجاء -يعني ابن حيوة- حدثني عن رجالات بيسان فإنا كنا نتحدث أنه لا يزال بها رجل أو اثنان من الأبدال ولا تحدثني عن متماوت ولا طعان.

- أبو عبد الله بن البنا هو يحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء ثقة (انظر ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ت الفقي ج1/ص189)
- أبي عمر بن حيوة قلت هو أبو عمر بن حيوية محمد بن العباس البغدادي ثقة مشهور معروف
- محمد بن القاسم بن جعفر هو أبو الطيب المعروف بالكوكبي ثقة

لكن

أخرج ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (ج1/ص258) من طريق محمد بن أبان البلخي والعقيلي في الضعفاء الكبير ط العلمية (ج/ص12) من طريق نعيم بن حماد كلاهما عن الحسن بن عبد الرحمن الحارثي [وعند العقيلي: الحسين بن عبد الرحمن بن العريان]، عن ابن عون، عن رجاء يعني ابن حيوة أنه قال لرجل: حدثنا [وأما نعيم فسماه فقال:حدثنا يا أبا قلابة]، ولا تحدثنا عن ‌متماوت، ولا طعان.

قلت نعيم بن حماد ضعيف وقد سمي الرجل "أبا قلابة" بينما البلخي لم يسمه

- الحسن بن عبد الرحمن بن العريان الحارثي البصري يكنى أبا محمد ولم يوثقه أحد
- ابن عون هو عبد الله بن عون المزني البصري ثقة فاضل

قلت ما رواه الحاكم عن علي بن أبي طالب موقوفاً أصحها وأنا أتوقف فيه فإن قلت هب أنه لم يثبت أحداً تابع إسناد الحاكم فماذا تقول؟ فأقول هو إسناد منكر

وهناك أحاديث أخرى في الأبدال وفيها أسانيدها نظر ولعلي أتكلم عليها في مقالة أخرى بإذن الله

هذا والله أعلم وبه العصمة

إرسال تعليق