كلنا لنا شهوة، وماذا يعني التعب؟ إذا كان يوماً أو يومان فهذا نعم أما كل يوم أو من الشهر أو الشهرين مرة يحدث الجماع فكلا! هي آثمة، ولم يعد التعب سبباً مقنعاً فأما هي لا تريد أو هناك شيء آخر فحاول أن تشعرها بالطمأنينة ثم تناقشا لعلك تصل إلى حل ما
والعكس صحيح لو أن المرأة تريد الجماع والرجل لا يريد من غير علّة فالرجل آثم أيضاً لا يُشك في إثمه
1) وفي حديث قال رجال أشياء، وواحد منهم قال: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني (صحيح البخاري ط السلطانية ج7/ص2)
فمن تزوج ولم يجامع امرأته بغير عذر دخل في قول النبي (فمن رغب عن سنتي فليس مني) وقد كان أبو الدرداء هكذا مع زوجته فَنَبَّهَهُ سلمان الفارسي فقال النبي صدق سلمان كما سيأتي حديثه بعد قليل
فإن قيل أليس هنا تحقق الزواج؟
فأقول تحقق لكن اسماً وليس فعلاً وإلا فما المراد بالزواج؟ يضعها مزهرية في البيت مثلاً! أم تزوج امرأة بلا شهوة! أوليس لها حقاً عليه والله يقول {وعاشروهن بالمعروف}، ومثله كمثل رجل يشهد أن لا إله إلا الله ثم لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي ولا يحج أفتراه حقق توحيد الألوهية كما أراد الله عز وجل؟
مثال رجل متزوج ولكنه وقع في حب امرأة أخرى فكان لا يقرب زوجته أفتراه قد حقق قول النبي؟!
ولماذا يتزوج الإنسان في الأصل؟ أوليس أحد الأشياء الأساسية من الزواج هو قضاء شهوته في الحلال لكي لا يدخل في الحرام! فإذا لم تشبع رغبة زوجتك أفترا نفسك مصيباً؟
2) وقد كان الصحابي أبو الدرداء مع زوجته هكذا فقال الصحابي سلمان الفارسي له أن لزوجتك عليك حقاً فأعطها حقها فقال أبو الدرداء هذا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صدق سلمان. فانظروا كيف أقر النبي سلماناً على الحق.
أخرجه البخاري في صحيحه ط السلطانية (ج3/ص38) آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة (يعني لا تهتم بنفسها وذلك أن زوجها لا يريد الجماع)، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا (يعني تقصد الجماع)، فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعاماً، فقال: كل، قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم، فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن، فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك (يعني لزوجتك) عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان.
وأما بالنسبة للتعب وأن المرأة قد تكون متعبة أو أن الرجل يكون مُتْعَباً أو أشياء أخرى فهذا على الرأس والعين لكن أن يكون يومياً متعباً وشهوراً فهذا ليس بطبيعي!، وهنا لو طلبت المرأة الطلاق فلها كل الحق في الطلاق فإن أبى الزوج رفعته إلى القاضي
ونفس الشيء للرجل فإن كانت زوجته هكذا ولم يصلا إلى حلٍ طلقها
هذا والله أعلم وبه العصمة