اشترى أبو عبد الله النباجي جارية سوداء للخدمة فقال لها : قد اشتريتك.. فضحكت.. فحسبها مجنونه.. فقال : أمجنونة أنت ؟!.. فقالت : سبحان من يعلم خفيات القلوب، ما بمجنونة أنا.. ثم قالت : هل تقرأ شيئاً من القرآن ؟.. فقال : نعم.. فقالت : اقرأ علي.. فقرأ عليها:
بسم الله الرحمن الرحيم.. فشهقت شهقة وقالت : يا الله.. هذه لذة الخبر، فكيف لذة النظر.. فلما جن الليل وطأ فراشاً للنوم.. فقالت له : أما تستحي من مولاك.. أنه لا ينام،
وأنت تنام.. ثم أنشدت :
عجباً للمحب كيف ينام إنَّ قلبي وقلب من كان مثلي
فأرضي مولاك إن أردت نجاةً جوف الليل وقلبه مستهام
طائران إلى مليك الأنام وتجافى عن اتباع الحرام. انتهى
قلت نشرها بعض أهل العلم فطلب الناس المصدر
فأقول ذكر هذه القصة أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي المتوفى 581 هجري في كتابه التهجد ط دار الكتب العلمية بتحقيق مسعد ومحمد (ص204) واشترى أبو عبد الله الساجي - قلت هكذا بالسين وهو تصحيف - جارية سوداء لخدمته، فقال: قد اشتريتك فضحكت فحسبها مجنونة، فقال لها: أنت مجنونة؟ فقالت: سبحان الله من يعلم خفيات القلوب، ما أنا بمجنونة، ثم قالت لي هل تقرأ شيئاً من القرآن؟ فقال: نعم، فقالت: اقرأ عليّ، فقرأ عليها {بسم الله الرحمن الرحيم} فشهقت وقالت: يا مولاي هذه لذة الخبر فكيف لذة أالنظر، فلما جن الليل وطء فراشاً للنوم فقالت له: أما تستحي من مولاك إنه لا ينام وأنت تنام، ثم أنشدت:
عجباً للمحب كيف ينام جوف ليل بقلبه المستهام
إن قلبي وقلب من كان قبلي طائرات إلى مليك الأنام
فارض مولاك إن أردت نجاة وتجافى عن اتباع الحرام
قال الساجي: قامت ليلها تصلي، فلما كانت في آخر سجدة سمعها تقول فيها: يا رب بحبك إياي لا تعذبني لها: غلطت قولي بحبي إياك لا تعذبني، فلما فرغت قالت لي: يا مولاي ما غلطت بل أصبت، لولا سابق محبته لي لم أحبه ولم توجد محبتي له.
لم أقف لها على إسناد
هذا والله أعلم