مدى صحة قال حذيفة ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا الذي يدعو بدعاء كدعاء الغريق

ما صحة أثر قال حذيفة بن اليمان ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا الذي يدعو بدعاء كدعاء الغريق

قال الصحابي حذيفة بن اليمان: ليأتين عليكم زمان، لا ينجو فيه مَن نَجا إلا مَن دَعا مثلَ دعاءِ الغَرِيق.

1) همام بن الحارث عن حذيفة

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج21/ص206) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة قال: ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا الذي يدعو بدعاء كدعاء الغريق.

منكر ليس من حديث الأعمش، وسيأتي السبب

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج2/ص367) أخبرنا أبو محمد المؤملي، حدثنا أبو عثمان البصري، حدثنا أبو أحمد بن عبد الوهاب، أخبرنا يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن ‌حذيفة قال: ليأتينّ عليكم زمان لا ينجو فيه من نجا إلا من دعا مثل دعاء الغريق.

- أبو محمد المؤملي هو الحسن بن علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي
- أبو عثمان البصري هو عمرو بن عبد الله بن درهم النيسابوري المطوعي
- أبو أحمد بن عبد الوهاب هو محمد بن عبد الوهاب بن حبيب العبدي الفراء النيسابوري المعروف بحمك
- يعلى بن عبيد هو أبو يوسف الطنافسي الكوفي

وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج1/ص274) حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة، ثنا الحسن بن إبراهيم بن بشار، ثنا عبد الله بن عمران، ثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة، رضي الله تعالى عنه قال: ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق.

- أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة هو إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني

وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن ت الزهيري (ج1/ص188) حدثنا أبو معاوية، وعيسى بن يونس، جميعاً عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، عن حذيفة، رضي الله عنه قال: ليأتين على الناس زمان لا ينجو منه أحد إلا الذي يدعو كدعاء ‌الغرق.

وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن ت الزهيري (ج1/ص188) حدثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، عن حذيفة مثله.

قال أحمد بن حنبل حدثنا وكيع قال كان سفيان - يعني الثوري - ينكر حديث إبراهيم عن همام يعني حديث سفيان عن الأعمش عن عمارة عن أبي عمار عن حذيفة يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغرق يعني ينكر حديث همام يقول إنما هو حديث عمارة هذا (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ج2/ص9)

يعني يقصد سفيان الثوري الصحيح هو حديث الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عمار عن حذيفة

يعني يكون الأعمش لم يسمعه من إبراهيم وهذا معنى ليس من حديثه وسفيان الثوري كان عالماً بحديث الأعمش والدليل قال أبو الصلت زائدة بن قدامة الكوفي: كنا نأتي الأعمش فيحدثنا فيكثر ونأتي سفيان الثوري فنذكر تلك الأحاديث له فيقول: ليس هذا من حديث الأعمش، فنقول هو حدثنا به الساعة فيقول: اذهبوا فقولوا له إن شئتم، فنأتي الأعمش فنخبره بذلك فيقول: صدق سفيان ليس هذا من حديثنا (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج1/ص71 وج2/ص20)

وقال الجهبذ يحيى بن سعيد القطان: كان سفيان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش (المعرفة والتاريخ للفسوي ت العمري ج3/ص12)


2) أبو عمار عن حذيفة وسيأتي اسم أبي عمار والخلاف فيه

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج21/ص206) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة عن أبي عمار قال: قال حذيفة: ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء دعاء الغريق.

نعيم بن حماد في الفتن ت الزهيري (ج1/ص188) حدثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عمار، عن حذيفة، مثله.

الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج1/ص687) أخبرنا علي بن عبد الرحمن بن ماتي بالكوفة، ثنا الحسين بن الحكم الحبري، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عمار، عن حذيفة رضي الله عنه رفعه، قال: يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق.

الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج4/ص471) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة، ثنا الحسين بن حفص، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن حذيفة رضي الله عنه، قال: يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغرق. سقط من سنده "أبو عمار" أخرجه أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجمال في فوائده (ص5) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبان الجيراني ثنا الحسين بن حفص، عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عمار، عن حذيفة، قال: يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق.

1- أبو عمار عبد الله بن حميد الكوفي بعض رواياته صالحة عن حذيفة وبعضها يتفرد بها ولم يوثقه أحد

قال البخاري ومسلم وأبو حاتم الرازي عبد الله بن حميد ‌أبو ‌عمار الهمداني الكوفي سمع ‌حذيفة روى عنه الأعمش، قلت أما سماع الأعمش من أبي عمار فقد قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي لحفص بن غياث ‌ما ‌لكم حديثكم عن الأعمش إنما هو عن فلان عن فلان ليس فيه حدثنا، ولا سمعت فقال حفص بن غياث حدثنا الأعمش، قال: سمعت أبا عمار، عن حذيفة، يقول: ليأتين أقوام يقرءون القرآن يقيمونه إقامة القدح (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج9/ص68)

وأما سماع عمارة بن عمير من أبي عمار قال عبد الله بن نمير، ثنا الأعمش، عن عمارة، قال: ثنا أبو عمار، قال: قال حذيفة: إن الرجل ليصبح بصيراً ثم يمسي وما ينظر بشفر (السنة لأبي بكر الخلال ت الزهراني ج5/ص60)

2- أبو عمار عَرِيبِ بْنِ حُمَيْدٍ الكوفي ثقة

أبو حاتم الرازي والبخاري وغيره عريب بن حميد أبو عمار الهمداني الدهني الكوفي روى عن علي بن أبي طالب وقيس بن سعد بن عبادة روى عنه أبو إسحاق الهمداني، وقال أحمد بن حنبل اسم أبي عمار عريب بن حميد روى عنه الأعمش خمسة أحاديث وروى عنه رجل آخر وقال حنبل بن إسحاق قال أحمد بن حنبل أبو عمار عريب بن حميد يروي عن عمار بن ياسر روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وقال ابن محرز والدوري عن يحيى بن معين قال اسم أبي ‌عمار الذي روى عنه الأعمش عريب بن حميد، وقال ابن أبي خيثمة سألت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين عن أبي عمار فقالا اسمه ‌عريب ‌بن ‌حميد وهو كوفي ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص32، ومسائل أحمد بن حنبل رواية إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النيسابوري ت الأزهري ط الفاروق ص501، والمؤتلف والمختلف للدارقطني ج4/ص1766، وتاريخ ابن معين رواية ابن محرز ج2/ص92 ورواية الدوري ج3/ص399)

وبعض المتأخرين قالوا هما واحد قلت المتقدمين على أنهما اثنان فالله أعلم

وبعضهم قالوا لم يصرح الأعمش بالسماع في هذا الحديث من عمارة بن عمير وبعضهم مشاه لأن له سماع منه بشكل عام

3- وغرب بعضهم فقال هو أبو عمر شداد بن عبد الله قلت وهذا غلط بلا شك


3) محمد بن المنكدر من قوله مرسلاً

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج3/ص151) حدثنا أبي، ثنا إبراهيم، ثنا أحمد بن سعيد الحمصي، ثنا علي بن سعيد، عن أبي غسان، قال: سمعت محمد بن المنكدر، يقول: ليأتين على الناس زمان لا يخلص فيه إلا من دعا كدعاء الغريق.

- إبراهيم هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن المعروف بابن مَتَّوَيْهِ ثقة

- أحمد بن سعيد الحمصي هو أبو العباس أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي لا بأس به

- علي بن سعيد قلت مجهول واحتمال أن "سعيد" تصحيف وصوابه "عياش" وهو علي بن عياش الحمصي ثقة وهو المشهور بالرواية عن أبي غسان فالله أعلم

- أبو غسان هو محمد بن مطرف المدني ثقة


4) مالك بن أنس مرسلاً

وقال ابن رشد في البيان والتحصيل (ج17/ص528) قال مالك: بلغني أنه يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغرق.

قلت لم أقف عليه مسنداً إلى مالك

فإن قلت ما خلاصة حكم هذا الأثر: صحيح أم ضعيف؟ فأقول الله أعلم

هذا والله أعلم

إرسال تعليق