مدى صحة حديث تعلموا من أمر النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر

تعلموا من أمر النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا، ومن أمر النساء ما يحل لكم وما يحرم عليكم ثم انتهوا، ومن الأنساب ما تصلون به أرحامكم ثم انتهوا.

حكم الحديث عن النبي: منكر

حكم الحديث عن عمر بن الخطاب: حسن لغيره دون قوله (تعلموا من أمر النساء ما يحل لكم وما يحرم عليكم) فهذا ضعيف

قال ابن السني: حدثنا أبو علي بن شعبة، عن محمد بن عبد الله الخباز الواسطي، عن هاني بن يحيى، عن مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلموا من أمر النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا، ومن أمر النساء ما يحل لكم وما يحرم عليكم ثم انتهوا، ومن الأنساب ما تصلون به أرحامكم ثم انتهوا.

الدولابي في الكنى والأسماء (ج3/ص1011) أخبرني أحمد بن شعيب - هو أبو عبد الرحمن النسائي -، قال: أنبأ رجاء بن محمد بصري قال: حدثنا هانئ بن يحيى السلمي أبو مسعود قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعلموا من أمر النساء ما يحل لكم، وما يحرم عليكم ثم انتهوا.

قال أبو عبد الرحمن - يعني النسائي -: هذا حديث منكر

قلت أصاب النسائي رحمه الله والصواب هو الموقوف يعني هو من قول عمر بن الخطاب وليس من قول نبي الله

أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد في مسند عمر بن الخطاب (ص72) حدثنا الحسن بن علي، ثنا الحسن بن شوكر، ثنا إسماعيل بن جعفر، ثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن عمر قال: تعلموا من النجوم ما تهتدوا به في ظلمات البر والبحر، ثم انتهوا، وتعلموا من الأنساب قدر ما تصلوا به أرحامكم، ثم انتهوا، وتعلموا الذي يحل من النساء وما يحرم عليكم ثم انتهوا.

- مبارك بن فضالة صدوق لكنه مدلس ولم يصرح بالتحديث قال أبو زرعة الرازي يدلس كثيراً فإذا قال حدثنا فهو ثقة، وقال أحمد بن حنبل كان يدلس عن الحسن ومرة قال كان مبارك يرسل عن الحسن قيل يدلس؟ قال نعم وقال العقيلي حدثني الخضر بن داود حدثنا أبي قلت لأبي عبد الله مبارك بن فضالة أحب إليك أو الربيع؟ فقال: مبارك إذا قال سمعت الحسن، وقال المروذي سألت أحمد بن حنبل عن مبارك بن فضالة قال ما روى عن الحسن يحتج به (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص339، وسؤالات أبي داود للإمام أحمد ص328 والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ج2/ص633، والضعفاء الكبير للعقيلي ج4/ص224، وكتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية المروذي وغيره ص83)

- الحسن بن شوكر هو أبو علي البغدادي قال مسلمة بن قاسم الأندلسي مجهول. قلت هذا غير مقبول من مسلمة بن قاسم فقد روى عنه أبو داود السجستاني في سننه وهو لا يروي بشكل عام إلا عن ثقة (انظر التراجم الساقطة لمغلطاي ص77)
- إسماعيل بن جعفر هو المدني الأنصاري


السمعاني في الأنساب (ج1/ص11) أخبرنا أبو الفتح أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن الفرابي الأديب بسمرقند أنا أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ في كتابه أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الحافظ في كتابه ثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ثنا محمد بن أحمد بن أبي شيبة ثنا علي بن الحسين ثنا ابن نمير ثنا عبيد الله عن سيار قال قال عمر رضي الله عنه: تعلموا من النجوم ما تهتدون به في البر والبحر ثم انتهوا، وتعلموا من الأنساب ما تصلون به أرحامكم وتعرفون به ما يحل لكم مما حرم عليكم من النساء ثم انتهوا.

مرسل لانقطاعه بين سيار وعمر بن الخطاب وسيار لم أستطع ضبطه وعليه فلم أعرفه

- أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الحافظ هو عبيد الله بن أبي الفتح الصيرفي الأزهري يعرف بابن السوادي قال الخطيب وكان أحد المكثرين من الحديث كتابة وسماعاً ومن المعتنين به ‌والجامعين له مع صدق وأمانة وصحة واستقامة وسلامة مذهب وحسن معتقد ودوام درس للقرآن (تاريخ بغداد ت بشار ج12/ص120)
- أحمد بن إبراهيم بن شاذان هو أبو بكر البزار قال الخطيب كان ثقة ثبتاً صحيح السماع كثير الحديث (تاريخ بغداد ت بشار ج5/ص31)
- محمد بن أحمد بن أبي شيبة قلت انقلب اسمه إنما هو أحمد بن محمد بن أبي شيبة وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن شبيب بن زياد البزار ثقة
- ابن نمير هو عبد الله بن نمير
- عبيد الله هو عبيد الله بن عمر العدوي


ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج14/ص225) ومن طريقه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج2/ص791) حدثنا غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة قال: قال عمر: تعلموا من هذه النجوم ما تهتدون به في ظلمة البر والبحر ثم أمسكوا.

إسناده منقطع أبو نضرة واسمه المنذر بن مالك العبدي لم يدرك ابن مسعود كما قال أبو حاتم الرازي وعمر بن الخطاب مات قبل ابن مسعود (انظر العلل لابن أبي حاتم ج6/ص558)

- سعيد بن يزيد هو أبو مسلمة البصري ويقال الطاحي ثقة قال البخاري سمع أبا نضرة، وقال ابن حبان وكان راوية لأبي نضرة (انظر التاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج3/ص520 ومشاهير علماء الأمصار ص155)


هناد بن السري في الزهد (ج2/ص487) حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع قال: قال عمر: تعلموا من النجوم ما تهتدون بها، وتعلموا من الأنساب ما تواصلون بها.

إسناده منقطع لإرساله عمارة لم يدرك عمر بن الخطاب


عمر بن شبة في تاريخ المدينة (ج3/ص798) حدثنا أحمد، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني الحارث بن نبهان، عن محمد بن عبيد الله، عن ابن إسحاق، عن حسان بن يزيد، أن عمر رضي الله عنه قال: كذب النسابون ما يرجون الله تعالى: {وقرونا بين ذلك كثيرا} [الفرقان: 38] تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم وتعرفون به مواريثكم، وتعلموا من ‌النجوم ما تعرفون به ساعات الليل والنهار، وتهتدون به السبيل ومنازل القمر.

إسناده منكر ضعيف جداً فيه الحارث بن نبهان متروك


حرب الكرماني في مسائله ت السريع (ص595) من طريق يزيد بن هارون والمعافى بن عمران في الزهد (ص265) كلاهما عن مسعر بن كدام، عن محمد بن عبيد الله [وعند المعافى: أبو عون]، قال: قال عمر بن الخطاب: تعلموا من النجوم ما تعرفون به القبلة والطريق [زاد المعافى: ثم أمسكوا].

مرسل

- أبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي


حرب الكرماني في مسائله ت السريع (ص595) حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نعيم بن أبي هند، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا من النجوم ما تهتدون بها في بركم وبحركم، ثم أمسكوا.

مرسل


البخاري في الأدب المفرد ت عبد الباقي (ص39) حدثنا عمرو بن خالد قال: حدثنا عتاب بن بشير، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري قال: حدثني ‌محمد ‌بن ‌جبير بن مطعم، أن جبير بن مطعم أخبره، أنه سمع ‌عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على المنبر: تعلموا أنسابكم، ثم صلوا أرحامكم، والله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء، ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة الرحم، لأوزعه ذلك عن انتهاكه.

قال النسائي إسحاق بن راشد ليس بذاك القوي في الزهري (السنن الكبرى ط الرسالة ج3/ص407)

ابن وهب في الجامع ت مصطفى أبو الخير (ص46) أخبرني ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، أن جبير بن مطعم، أخبره أنه، سمع عمر بن الخطاب، وهو قائم على المنبر يقول: تعلموا أنسابكم، وصلوا أرحامكم، والله إنه ليكون بين الرجل وأخيه الشيء ولو علم الذي بينه وبينه من دخلة الرحم  لوزعه ذلك عن التهلكة.

- ابن لهيعة مدلس ولم يصرح بالتحديث والله أعلم

وقد خولف إسحاق بن راشد وعقيل بن خالد خالفهما شعيب ومعمر فروياه مرسلاً عن عمر

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (ج4/ص249) حدثنا أبو زرعة، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، أن عمر بن الخطاب، قال وهو قائم على المنبر: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، والله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه التنازع، ولو يعلم الذي بينه وبينه من دخلة الرحم لوزعه ذلك عن انتهاكه.

- شعيب بن أبي حمزة

وأخرجه الحسين ابن حرب المروزي في البر والصلة (ص62) أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا معمر، عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، قال: قال عمر بن الخطاب: تعلموا أنسابكم، ثم صلوا أرحامكم، والله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء لو كان يعلم ما بينه وبينه من دخلة الرحم؛ لردعه ذلك عن انتهاكه.

- معمر بن راشد ثقة ثبت في الزهري

قلت والظاهر أن المرسل هو الأقوى والصواب


عمر بن شبة في تاريخ المدينة (ج3/ص797) حدثنا أحمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن مالك بن هدم، أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أيها الناس تعلموا أنسابكم لتصلوا أرحامكم، ولا يسألني أحد ما وراء الخطاب، ألا وقد ذكر لي أن رجالاً منكم قد أكثروا في إسماعيل وما ولد، والله أعلم بإسماعيل وما ولد، والله لينتهن عن ذلك أو لألحقن كل قوم بجمرتهم، ألا وإن أبانا الذي لا يشك فيه إبراهيم.

- أحمد بن عيسى هو أحمد بن عيسى بن حسان المصري التستري
- ربيعة بن لقيط هو ربيعة بن لقيط بن حارثة بن عميرة التجيبي المصري


عمر بن شبة في تاريخ المدينة (ج3/ص796-797) حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا أبو معشر، عن عمارة ابن غزية، قال: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عقيل بن أبي طالب، ومخرمة بن نوفل بن وهب بن عبد مناف، وعبد الله بن السائب بن أبي حبيش وهم يتذاكرون النسب، فجاء عمر رضي الله عنه حتى سلم عليهم ، ثم جاوزهم فجلس على المنبر فكبر عليه، قال: فظننا أنه سيتكلم، فرفع رأسه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس أوفوا الطحين واملكوا العجين، وخير الطحين ملك العجين، ولا تأكلوا البيض فإنما البيض لقمة، فإذا تركت كانت دجاجة ثمن درهم، وإياكم والطعن في النسب، اعرفوا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم وتأخذون به وتقطعون به، واتركوا ما سوى ذلك، لا يسألني أحد وراء الخطاب، فإنه لو قيل لا يخرج من هذا المسجد إلا بهيم بن هبوب ما خرج منهم أحد، فقال مخرمة بن نوفل: إذن أخرج منه، فقال له عبد الله بن السائب: إذن أمسكك لما قيل فيك وما في قومك، قال: فكأن عمر رضي الله عنه سره ذلك.

غريب جداً

- أبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن المدني ضعيف
- عمارة ابن غزية غلط والصواب "محمد بن عمارة بن خزيمة" مجهول

ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ط دار المعارف (ص5) من طريق وكيع بن الجراح وهناد بن السري في الزهد (ج2/ص487) من طريق أبي معاوية الضرير كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: ‌قال ‌عمر بن الخطاب: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم.

ولفظ أبي معاوية تعلموا أنسابكم لتصلوا أرحامكم

مرسل ومراسيل عروة بن الزبير قوية

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق